عقدت الاستشارات النيابية غير الملزمة في العاشرة من قبل ظهر أمس، بعدما وصل رئيس الحكومة المكلف نواف سلام قبل الوقت المحدد بدقائق بسيطة، لكنه قرر الإمتناع عن الخروج من سيارته قبل العاشرة، وهذا يدل على التزام الوقت ومواعيده في أول اطلالة له من مجلس النواب، ولقاءاته غالبية الكتل.
المعروف أن هذه الاستشارات غير ملزمة وبالتالي يحق للكتل عدم المشاركة فيها، وعلى الرغم من ذلك كانت الدعوات من غالبية الكتل واضحة من حيث تسهيل عمل الحكومة، والاسراع في التشكيل وعدم عرقلته، كما اعتدنا في غالبية الحكومات السابقة نتيجة الحسابات الخاصة لكل الفرقاء.
ووفق معطيات “لبنان الكبير” فان “الطبخة لم تنضج بعد من ناحية الثنائي، وبالتالي التفاوض شغال، ولكن من المرجح أن لا يجيّر حزب الله حصصه الوزارية لصالح الرئيس نبيه بري، وبالتالي لا تزال الأوضاع قاب قوسين من التفاوضات التي لم ينتج عنها أي شيء جدي يمكننا من معرفة إن كان الثنائي سيشارك في الحكومة المقبلة وسيعطيها الثقة أم لا”.
وفي سياق منفصل، أشارت مصادر نيابية شاركت بالأمس في الاستشارات النيابية عبر “لبنان الكبير” الى أن “التركيز مع الرئيس سلام كان على شكل الحكومة وممثليها ونوعيتها وبيانها الوزاري الذي يجب أن يمثل الخطاب الذي ألقاه في قصر بعبدا، وخطاب الرئيس جوزاف عون”، موضحةً أن “الهدف من كل ما يحدث هو إنجاح العهد والحكومة من خلال الاسراع في تشكليها من دون مماطلة أو تعطيلها”.
ووصفت المصادر الأجواء بالايجابية، وسط تفاؤل حذر من امكان أن نشهد تعطيلاً ممنهجاً، مشددةً على أن لا أحد يريد اقصاء أي طرف من التمثيل داخل الحكومة الأولى في العهد الجديد، ولن تتم الموافقة على السير بحكومة من دون تمثيل الشيعة لوزرائهم فيها، ولكن إن كان “الثنائي الشيعي” لا يريد اعطاء الثقة لهذه الحكومة فهذا يعود اليه، وبالتالي بامكانه اختيار المشاركة فيها أو معارضتها وهذا حق شرعي دستوري، كانت عدة أحزاب وأطراف سياسية اتخذته خلال السنوات الماضية.
وفي سياق متصل، أشارت أوساط نيابية مقربة من جو “الثنائي” عبر “لبنان الكبير” الى عدم معرفة ما ستؤول اليه الأوضاع في الفترة المقبلة، “خصوصاً وأن المشاورات مع الثنائي لا تزال قائمة، ونوابه موجودون بصورة شبه دائمة في مجلس النواب، ومنهم النائب نواف الموسوي وغيره، نتيجة بعض الارتباطات والمواعيد، وبالتالي نحن أمام طبخة على نار لطيفة كي لا تحرق سريعاً”.
اذاً، يبدو أن الحذر سيد الموقف وسط معطيات عن أن كل ما قام به “الثنائي الشيعي” لا يرتقي الا مستوى عدم مشاركته في الحكومة المقبلة، انما تسجيل موقف واضح من العهد الجديد، ولكن لا يمكن الجزم بما سنصل اليه في الأيام المقبلة، لتبقى الأنظار موجهة الى الاتصالات الحاصلة بين القوى بعيداً عن الاعلام، بالاضافة الى الأسلوب الذي ستنتهي من خلاله هذه الاستشارات النيابية غير الملزمة.