رأى نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، الذي زار دمشق على رأس أول وفد روسي رفيع يزور سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، أنّ مسألة مصير القواعد العسكرية الروسية في سورية تتطلب مزيداً من المشاورات، مؤكداً أنه لم تطرأ أي تغييرات على الوجود الروسي في سورية حتى الآن.
وقال بوغدانوف في تصريحات صحافية في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء: “حتى الآن لم يتغير أي شيء. تتطلب هذه المسألة مفاوضات إضافية. اتفقنا على مواصلة مشاورات معمقة حول اتجاهات تعاوننا كافة”. وأوضح أنّ مسألة فسخ الاتفاقية الاستثمارية لإدارة مرفأ طرطوس الذي استخدم لتموين السفن السوفييتية ثم الروسية منذ أكثر من خمسة عقود، مسألة فنية، مضيفاً: “هذه مسألة فنية بحتة تتعلق بعمل شركتنا. أعتقد أنه يمكن إيجاد حلول ترضي الجانبين”.
وكذلك أشاد بوغدانوف بمحادثات الوفد الروسي مع الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع، قائلاً: “جرى اللقاء بصورة جيدة بشكل عام، واستمر لثلاث ساعات شاملة مأدبة غداء رسمية. كان المتحدث الرئيسي هو رئيس إدارة حكومة تصريف الأعمال السورية أحمد الشرع، وكذلك شارك في المفاوضات وزير الخارجية، أسعد الشيباني، وحضرها أيضاً وزير الصحة، ماهر الشرع، وهو الشقيق الأكبر لأحمد الشرع، ووفدنا الذي يمثل مختلف الوزارات. جرى اللقاء بصورة بناءة بشكل عام، وسادته أجواء ودية. لكننا ندرك مدى صعوبة الوضع”.
بوغدانوف يحضر لقاءً بين بوتين ورئيس تشاد في الكرملين، يناير 24 (ميخائيل ميتزل/فرانس برس)
أخبار
بوغدانوف في دمشق وسط تعثر مسعى روسيا للاحتفاظ بقواعدها بسورية
ووجه بوغدانوف دعوة إلى الشيباني لزيارة موسكو، مستطرداً: “أكدنا أننا مستعدون دائما لمواصلة اتصالاتنا في سورية وروسيا على حد سواء. إذا كانت هناك مثل هذه الرغبة، فتفضلوا، ستسعدنا رؤية وزير الخارجية في موسكو”.
إلى ذلك، قالت الإدارة السورية الجديدة، إن المناقشات تركزت خلال الاجتماع على قضايا رئيسية، بما في ذلك احترام سيادة سورية وسلامة أراضيها. وأضافت في بيان صادر عنها: “شارك الجانبان في مناقشات حول آليات العدالة الانتقالية التي تهدف إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد. وأكدت الإدارة الجديدة في دمشق “التزامها بالتعامل مع جميع أصحاب المصلحة بطريقة مبدئية لبناء مستقبل لسورية متجذر في العدالة والكرامة والسيادة”، مشددة على أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه.
وجاءت زيارة الوفد الروسي الرفيع الذي ضم إلى جانب بوغدانوف مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، مؤشراً جديداً على تأني السلطات السورية الجديدة في الإقدام على أي خطوة من شأنها المساس بالمصالح الروسية أو إشهار مواقف معادية للكرملين أو إنهاء الوجود العسكري الروسي في الساحل السوري، وسط تبادل رسائل مغازلة وتأكيد الشرع في أكثر من مناسبة للعلاقات التاريخية والاستراتيجية مع موسكو.
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أصدر خلال فعالية “الخط المباشر” مع المواطنين ومؤتمره الصحافي السنوي الكبير في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، هو الآخر رسالة مغازلة إلى السلطات السورية الجديدة، مقراً بأن تغييرات طرأت على الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل ضد قوات النظام، ومؤكداً إقامة روسيا اتصالات مع “قوى تسيطر أو ستسيطر على الوضع” في المستقبل. وفي وقت سابق من يناير/كانون الثاني الجاري، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إجراء السفارة الروسية في دمشق اتصالات يومية مع السلطات السورية الجديدة.
يذكر أن روسيا لها قاعدتان في الساحل السوري، أولاهما بحرية في طرطوس يعود تأسيسها باعتبارها نقطة الدعم المادي – الفني للأسطول السوفييتي في عام 1971، وطورتها موسكو في السنوات الأخيرة إلى قاعدة بحرية متكاملة، وثانيتهما جوية بمطار حميميم في محافظة اللاذقية التي أسستها موسكو بالتزامن مع بدء تدخلها العسكري المباشر في نهاية سبتمبر/ أيلول 2015. وفي عام 2017، اتفقت موسكو مع نظام الأسد على مرابطة القوات الروسية بهاتين القاعدتين لمدة 49 عاماً.
google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News