سألني بعض الاصدقاء منهم الاستاذ علي عيد عن مشاركة السيد حسين الشرع، والد رئيس المرحلة الانتقالية السيد أحمد الشرع (حسب العديد من المصادر)، في ربيع دمشق ومنتدى الحوار الوطني بالتحديد. بعد بحث سريع في الوثائق وجدت المداخلة التالية الجريئة واللافتة والتي قدمها السيد حسين الشرع في محاضرة الاستاذ انطوان مقدسي رحمه الله, في أيلول عام 2001 وكانت أولى ندوات المنتدى تحت عنوان “ضرورة المجتمع المدني”.
سأواصل البحث عن مداخلات في محاضرات اخرى، ويسعدني مشاركة رابط كتاب: من أجل مجتمع مدني في سورية – حوارات “منتدى الحوار الوطني” تحرير وتقديم د. رضوان زيادة والمنشورعلى صفحة والدي رياض سيف، للمهتمين بقراءة كامل ندوات المنتدى والمداخلات حولها.
مداخلة السيد حسين الشرع : النظام البلدي هو المجتمع المدني ( البلديات ) كما فهمت، وعلى المثقفين أن يتجاوزوا النظام المدني في البلاد العربية إلا أن هذه النظم أو السلطـة بالأحرى هي التي تقرر النظام البلدي وتقرر الصحافة وتقرر السينما.
المثقفون في البلاد العربيـة نوعان: نوع يتكلم بوجهـة نظره وتصل نسبة هؤلاء ما بين 5 % و6 % وقد فقد هؤلاء وظائفهم وأحياناً حياتهم، والقسم الآخر استهوته السلطة وبذلك أكلوا البيضة وقشرتها
في عام 1972 كنت عضو مجلس محافظـة وبالإضافـة لذلك فأنا اقتصادي وكنت أعمل في وزارة النفط، وخلال عملي في مجلس المحافظـة وجدت أن هناك ثلاث سـلطات تتصارع فأولاً هناك سلطـة فرع الحزب وهناك سلطة المحافظة وأخيراً سلطة الإدارة المحلية وهناك أيضاً الجبهة الوطنية التقدمية، أنا لو جئت وناقشت الأمور بإطار عملي لرأينا أننا لا نستطيع أن نفصل السلطة عن أي موقع من مواقع المجتمع بدءً من مختار القرية وحتى رئيس الوزراء، وإذا ما أردنا أن نحدث تجمع مدني فهناك صناديق الاقتراع، والأمر يسـتدعي أولاً القيام بالإصلاح الاقتصـادي والسياسـي والثقافي والدستوري وتعديل وإصلاح القوانين، ولا بد أن يكون الدستور يمثل رأي الشعب، يجب أن تُؤخذ مؤسسات الإدارة المحلية من مجلس القرية إلى المدينة إلى المحافظة إلى مجلس المحافظة إلى مجلس الشعب إلى رئاسة الوزارة بواسطة صناديق الاقتراع.
وأنا لا أتصور أن هناك ديمقراطية و133 عضواً من أعضاء مجلس الشعب يتم تعيينهم.
حدث في السنوات الأخيرة بعض لمسات التجميل حيث دخل عدد من الصناعيين والتجار وصرفوا الملايين للفوز بمقعدٍ في مجلـس الشعب، وأستغرب أن يصرف عضو في مجلس الشعب (20) مليوناً لكي يتقاضى راتباً من مجلس الشعب لا يتجاوز السبعة آلاف ليرة، فكيف سيحصّل هذا النائب الفرق فيما دفعه لدعايته الانتخابية وراتبه في المجلس؟.
برأيي أن العرب ليسوا تجاراً، وإنما العرب مجرد سـوق وأفواه تأكل ما ينتجـــه الغرب، حتى الخبز نســتورده وعندما كنت مستشاراً في مجلس رئاسة الوزراء كنا نستورد الشعير ثم يتم طحنه وإطعامه للمواطنين، هذا هو مجتمعنا، المجتمع المدني هو مجتمع يعطي الحرية، وإن لم تكن هناك حرية فلا يوجد مجتمع مدني.