قبل عامين في السادس من شباط فبراير ٢٠٢٣ استيقظ العديد من أعضاء وعضوات مركز المجتمع المدني والديمقراطية على صاعقة الزلزال الذي بلغت قوته ٧،٨ درجة والذي ضرب جنوب تركيا وأجزاء من سوريا وأسفر عن مقتل أكثر من خمسة وخمسين ألف شخص ونزوح الملايين ودمار واسع النطاق لا تزال المجتمعات تكافح للتعافي منه حتى يومنا هذا.
استجابة لهذا الحدث المدمر، دعم فريق مركز المجتمع المدني والديمقراطية صمود وتضامن المجتمعات المتضررة وفرق الإنقاذ الإنسانية والمنظمات المحلية، وانضم إلى قوى المجتمع المدني المحلي لتخفيف المعاناة بين المجتمعات المتضررة من خلال تنفيذ استجابة محلية طارئة. لكن آثار الزلزال العميقة لا تزال حاضرة ولا يزال الطريق إلى التعافي طويلًا. هذه اللحظة هي تذكير بأن عملنا لم ينته بعد وأننا نستطيع بناء مستقبل أفضل سويّاً.
من خلال حملة الاستجابة المحلية الطارئة، #معًا، عملنا مع منظمات المجتمع المدني المحلية في شمال غرب سوريا وتركيا لتقديم الدعم الحاسم للأسر المتضررة من الزلزال. لقد عالجنا الاحتياجات العاجلة بما في ذلك المأوى والغذاء والمياه والتدفئة وسبل العيش والتعافي الاقتصادي. عملنا جنبًا إلى جنب مع حوالي أربعين شريكًا محليًا لمساعدة أكثر من مئة ألف فرد بشكل مباشر في مدن مختلفة في تركيا وشمال سوريا. عدى عن الإغاثة الإنسانية الفورية، أعطى مركز المجتمع المدني والديمقراطية الأولوية لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين و المتضررات، بالإضافة إلى تقديم الدعم الإداري المالي لشركائنا منظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات التي تركز على النساء، حيث لعبوا دورًا حيويًا في خدمة مجتمعاتهم خلال هذه الأزمة.
على مدار العامين الماضيين، دعم مركز المجتمع المدني والديمقراطية العديد من المنظمات المختلفة التي قدمت الدعم لمجتمعاتها في مرحلة إعادة البناء. على سبيل المثال، دعم مركز المجتمع المدني والديمقراطية منظمة صدى وعفرين تجمعنا وسوريانا وحلقة السلام في كفر تخاريم لتعزيز جهود الاستجابة والتعافي ومساعدة المجتمعات على التكاتف للاستجابة للاحتياجات بشكل أفضل. قدمت منظمة صدى تدريبًا مهنيًا للنساء من مخيم أطمة ووفرت أدوات عملهن التي فقدنها في الزلزال. أما منظمة عفرين تجمعنا فقد وجدت أن النساء المتقدمات بالعمر واللواتي فقدن أزواجهن والأطفال وخاصة أولئك في المخيمات، يكافحون من أجل تأمين ملابس شتوية مناسبة. لذا طوروا مبادرة لتوفير ملابس دافئة لـ ٣٥ امرأة متقدمة بالعمر و ٥٠ امرأة فقدت زوجها و ٦٠ طفلاً وقدموا للنساء المسنات لوازم الحياكة وعلموهن المهارات اللازمة لصنع الملابس. دعماً للطلاب النازحين في مخيم شهرناز، قامت منظمة سوريانا بتغليف وتوزيع ٢٠٠ سلة تحتوي على دفاتر وأقلام ملونة وأقلام وحقائب لضمان قدرتهم على المشاركة الفعالة في المدرسة. أما حلقة سلام كفر تخاريم فقد ركزت على أهمية الصابون والمنظفات في الحفاظ على الصحة، وخاصة في المخيمات التي تشكلت بعد الزلزال، حيث قاموا بتدريب مجموعة من النساء على المهارات اللازمة لإنتاج المنظفات وتمكنت هؤلاء النساء من صنع المنظفات الخاصة بهن وبيعها، مما أدى إلى خلق مصدر دخل ضروري لهن. وبدورهم، بدأن في تعليم النساء الأخريات كيفية صنع وبيع المنتجات، مما ساعد في تحسين الحياة في المخيم.
لا يزال السوريون بحاجة للدعم في مواجهة التحديات الكبيرة على طريق التعافي الكامل من الزلزال. وتشمل الاحتياجات الرئيسية سلال تحتوي على ضروريات أساسية للأشخاص في المخيمات، مثل الطعام والملابس ومستلزمات النظافة والمستلزمات الطبية والدعم النفسي والاجتماعي والتدريب المهني للنساء لبدء الأعمال التجارية والمنح لدعم عودة النازحين داخليًا. بالإضافة إلى ذلك، يعمل مركز المجتمع المدني والديمقراطية على الاستمرار في دعم المنظمات الشعبية المحلية في تصميم وتنفيذ التدخلات المحلية التي يقودها المجتمع.
خلال مرحلة التعافي من الزلزال والمرحلة الانتقالية في سوريا نحن في مركز المجتمع المدني والديمقراطية ملتزمون بدعم كافة السوريين من خلال الدعم المباشر والمناصرة، نعمل بجد لدعم المنظمات والأفراد الذين يكرسون جهودهم من أجل سوريا ديمقراطية شاملة وحيوية.
نشكر كل من دعم حملة الاستجابة المحلية الطارئة على مدى العامين الماضيين وندعوكم لدعم جهودنا لمواصلة الاستجابة لاحتياجات الشعب السوري أثناء تعافيه وإعادة بنائه. ستساعد تبرعاتكم في تقديم المساعدات الأساسية وتعزيز المنظمات المحلية التي تعمل بشكل مباشر مع المجتمعات المحلية. يمكنك أيضًا إحداث فرق من خلال مساعدتنا في نشر الوعي حول الاحتياجات الإنسانية والدعوة إلى سياسات تسهل التعافي والتنمية.
إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن عملنا أو الانضمام إلى المحادثة، يرجى حضور اللقاءات القادمة. سيعقد لقاء في ٢٠ شباط ٢٠٢٥ من الساعة ٦-٧.٣٠ مساء بتوقيت سوريا، حيث يستضيف مركز المجتمع المدني والديمقراطية بالتعاون مع وسطاء خارج الحدود الدولية ومؤسسة فيتول وشبكة العمل الدولية للمجتمع المدني وتحالف بناء السلام ونادي الروتاري الإلكتروني للسلام العالمي اللقاء ضمن سلسلة “الأصوات السورية” والذي سيركز على الاستجابة الإنسانية والتعافي المبكر في سوريا.