تشارك الحكومة السورية، اليوم الاثنين، في مؤتمر دولي سنوي لجمع تعهدات بالمساعدات لسورية ستكون هي المرة الأولى التي تحظى فيها بتمثيل رسمي في المؤتمر الذي يُعقد سنوياً، وذلك بعد إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي. ويستضيف الاتحاد الأوروبي مؤتمر المانحين في بروكسل منذ عام 2017، لكنه كان ينعقد بدون مشاركة نظام الأسد.

وقال مسؤول أوروبي في وقت سابق لوكالة “رويترز” إن حضور الرئيس السوري أحمد الشرع ليس متوقعا بعدما قال مصدر سوري ودبلوماسيان لرويترز، الأربعاء، إنه من المتوقع أن يشارك، إلا أن متحدثا باسم المفوضية الأوروبية قال إن الاتحاد الأوروبي لم يوجه دعوة إلى الشرع لحضور القمة، لأن الاجتماع سيُعقد على “المستوى الوزاري”.

ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي في استخدام المؤتمر باعتباره بداية جديدة، على الرغم من المخاوف بشأن المواجهات التي أسفرت عن سقوط قتلى هذا الشهر والتي وضعت الحكومة السورية في مواجهة فلول نظام الأسد في الساحل السوري. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس: “هذا وقت احتياجات ماسة وتحديات بالنسبة لسورية كما يتضح بشكل مأساوي من موجة العنف الأخيرة في المناطق الساحلية”.

الاتحاد الأوروبي يدعو الشيباني إلى زيارة بروكسل

لكنها قالت إنه أيضا “وقت للأمل”، مستشهدة بالاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاشر من مارس/آذار لدمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة. وأعلنت الرئاسة السورية توقيع اتفاق يقضي بإدماج قوات “قوات سوريا الديمقراطية” ضمن مؤسسات الدولة السورية، وتأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم. وجاء الإعلان في أعقاب اجتماع بين أحمد الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي في دمشق، ما وضع حداً لصراع محتمل بين الطرفين سادته الكثير من التكهنات حول نيّات القوة الكردية المسيطرة على شرق وأجزاء من شمال سورية منذ السنوات الأولى للثورة السورية.

ومن المتوقع أن يشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في المؤتمر إلى جانب العشرات من الوزراء الأوروبيين والعرب وممثلي المنظمات الدولية. ويقول مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إن المؤتمر مهم بشكل خاص لأن الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب تقوم بتخفيضات هائلة في برامج المساعدات الإنسانية والتنموية.

وأسفر مؤتمر العام الماضي عن تعهدات بتقديم 7.5 مليارات يورو (8.1 مليارات دولار) على شكل منح وقروض، مع تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 2.12 مليار يورو في عامي 2024 و2025. ووفقا للاتحاد الأوروبي، يحتاج نحو 16.5 مليون شخص في سورية إلى مساعدات إنسانية، منهم 12.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية.

(رويترز، العربي الجديد)