نقلة نوعية في الحرب مع اللجوء إلى بي2
واشنطن – أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها سترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط، ما يؤكد أنها ستبدأ قصفا مكثفا باستخدام بي2 التي تستطيع أن تحمل قنابل ثقيلة جدا تخترق الكهوف والتحصينات، في سيناريو شبيه بتدمير إسرائيل حزبَ الله والوصول إلى أبرز قادته المختبئين في أنفاق تحت الأرض.
ولا يقف الهدف من القصف بالاعتماد على بي2 عند تفكيك الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون من صواريخ باليستية ومسيرات إيرانية، وإنما الهدف الأهم هو الوصول إلى قادة الجماعة المختبئين في الكهوف والأنفاق بمن في ذلك عبدالملك الحوثي الذي يسعى إلى تقديم نفسه كخليفة للأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، من حيث قيادة المشروع الإيراني في المنطقة.
وتتعذر مراقبة تلك الكهوف أو رصد حركة الدخول إليها أو الخروج منها؛ إذ تُستخدم لتخزين الأسلحة ومراكز للقيادة ومخابئ لقادة الجماعة تحميهم من خطر الاستهداف بالاغتيال أو بالضربات الجوية.
الهدف ليس تفكيك الصواريخ والمسيرات فقط، وإنما أيضا الوصول إلى قادة الجماعة المختبئين في الكهوف بمن في ذلك عبدالملك الحوثي
ويعرف الأميركيون أن التقاط الزعيم الحوثي سيقود إلى إضعاف الجماعة وإدخالها في حالة من الفوضى ما يفضي إلى انكشاف جزء من القيادة العسكرية والسياسية المحيطة به، تماما مثلما تتبّع الإسرائيليون خطوات نصرالله والشخصيات القريبة منه، ما مكنهم من تصفية أبرز القادة العسكريين من فرقة الرضوان وكذلك أبرز مساعدي نصرالله والذي كان مرشحا لخلافته هشام صفي الدين.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون بارنيل في بيان إنّ حاملة الطائرات “كارل فينسون” ستنضم إلى حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” من أجل “مواصلة تعزيز الاستقرار الإقليمي، وردع أيّ عدوان، وحماية التدفق الحرّ للتجارة في المنطقة.”
وقاذفات بي2 قادرة على حمل أسلحة نووية، وتوجد 19 طائرة من هذا النوع في ترسانة سلاح الجو الأميركي. وفي أكتوبر الماضي استخدمت إدارة الرئيس السابق جو بايدن هذه القاذفات في حملتها على الحوثيين.
ويأتي إرسال بي2 بعد إعلان الحوثيين الشهر الماضي مسؤوليتهم عن هجمات قالوا إنها استهدفت حاملة الطائرات “هاري إس. ترومان” في البحر الأحمر.
أرقام عن القاذفة بي2
مرة واحدة استخدمت فيها بي2 في اليمن منذ أكتوبر 2023.
طياران يقودان كل قاذفة من بي2.
6 قاذفات بي2 شوهدت في دييغو غارسيا.
19 قاذفة بي2 تعمل حاليا في سلاح الجو الأميركي.
21 هو العدد الأصلي لقاذفات بي2 المصنعة.
172 طول جناحي بي2، مُقاسا بالأقدام (52 مترا).
6 آلاف المسافة بالميل البحري التي تقطعها بي2 دون إعادة التزود بالوقود.
12300 كيلوغرام وزن قنبلة جي بي يو – 57.
50 ألفا أقصى ارتفاع بالقدم يمكن لبي2 الوصول إليه.
1.1 مليار دولار الكلفة التقديرية للقاذفة الواحدة.
وأكد الحوثيون صباح الأربعاء شن ضربة جديدة على حاملة الطائرات، وقال الناطق باسمهم يحيى سريع “استهدفت القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجوِّ المسير في قواتنا المسلحةِ القطع الحربيةَ المعاديةَ في البحرِ الأحمرِ وعلى رأسِها حاملةُ الطائراتِ الأميركيةُ ترومان (…)” في هجوم “هو الثالثُ خلال الساعات الماضية.”
إلا أن واشنطن التي تشنّ منذ أسابيع غارات ضد الحوثيين في اليمن لم تؤكّد وقوع هجمات على حاملتها.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في أكتوبر 2023 يشنّ الحوثيون، في خطوة وضعوها في إطار “إسناد غزة”، العشرات من الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وأضاف بارنيل أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أمر بإرسال “أسراب إضافية وأصول جوية أخرى في المنطقة بهدف تعزيز قدرات الدفاعات الجوية.”
وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية نشرتها “بلانت لابز” وجود ست قاذفات قنابل إستراتيجية من طراز بي2 على مدرج قاعدة دييغو غارسيا الجوية صباح الأربعاء في أرخبيل تشاغوس، وهو إقليم خاضع للسيادة البريطانية في المحيط الهندي.
وتعد قاعدة دييغو غارسيا إحدى أهم المنشآت العسكرية الأميركية في المحيط الهندي، حيث تُستخدم لدعم العمليات العسكرية في الشرق الأوسط وآسيا. ولعبت دورًا رئيسيًا في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك الحروب في العراق وأفغانستان.
وأعلن الحوثيون الأربعاء حصيلة جديدة تفيد بسقوط أربعة قتلى وثلاثة جرحى في غارات مساء الثلاثاء على الحديدة (غرب)، نسبوها إلى الولايات المتحدة.
وأعلنت واشنطن في 15 مارس عملية عسكرية ضد المتمردين اليمنيين لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، الممر البحري الحيوي للتجارة العالمية. وأفادت بأنها قتلت عددا من كبار المسؤولين الحوثيين.
وتوعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحوثيين المدعومين من إيران بالقضاء عليهم، محذّرا طهران من استمرار تقديم الدعم لهم.
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت الثلاثاء إن “هذه الضربات ضد الحوثيين كانت فعالة بشكل كبير،” متحدّثة عن “أكثر من 200 ضربة ناجحة.”
وكان ترامب حذّر الحوثيين والإيرانيين الاثنين عبر منصته “تروث سوشال” من أنّ “الآتي أعظم” إذا لم تتوقف الهجمات على السفن، وقال “هجماتنا ستتواصل حتى يتوقفوا عن تشكيل تهديد لحرية الملاحة.”
اقرأ أيضا:
جبال اليمن ليست عائقا
وفي نهاية مارس الماضي قالت إيران إنها منفتحة على إجراء مفاوضات “غير مباشرة” مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، وهو أحد مجالات الخلاف الرئيسية بين البلدين.
والاثنين أكّد علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أنّ بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي لكن “لن يكون أمامها خيار سوى القيام بذلك” في حال تعرّضت لهجوم، ردّا على تهديد الرئيس الأميركي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران إذا لم تبرم اتفاقا بشأن ملفّها النووي.
وخلال ولاية ترامب الأولى انسحبت الولايات المتحدة أحاديا في عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، وأعادت فرض عقوبات على إيران. وينص الاتفاق على رفع عدد من العقوبات عن إيران في مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وبعد الانسحاب الأميركي تراجعت إيران عن التزاماتها تدريجيا. ومطلع ديسمبر أعلنت طهران أنها بدأت تغذية أجهزة طرد مركزي جديدة في موقع فوردو “ما من شأنه على المدى الطويل إحداث زيادة كبيرة في معدل إنتاج اليورانيوم المخصب عند مستوى 60 في المئة،” وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وببلوغها عتبة تخصيب عند مستوى 60 في المئة، تقترب إيران من نسبة 90 في المئة اللازمة لصنع سلاح نووي.
ويثير البرنامج النووي الإيراني مخاوف لدى الدول الغربية التي يتهم بعضها طهران بالسعي إلى تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران على الدوام.