أعلنت آن هيدالغو، رئيسة بلدية باريس، خلال عيد النوروز هذا العام، أنها ستفتتح حديقة في باريس تحمل اسم “البيشمركة”.
وقال أرنو نغاتشا، مساعد رئيسة بلدية باريس، في مقابلة مع شبكة رووداو الإعلامية يوم 13 من هذا الشهر، متحدثاً عن قصة هذه التسمية: “اتُخذ هذا القرار في مكتبي، بعد لقاء جمعني مع علي دولمري، ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا. لقد جاء وتناقشنا حول هذه الرغبة، في أن يكون هناك مكان في باريس لتكريم البيشمركة، وبالتأكيد بعد ذلك تحدثت مع رئيسة بلدية باريس السيدة آن هيدالغو، التي ردت على الفور بالإيجاب”.
وتحدث أرنو نغاتشا، مساعد رئيسة بلدية باريس، عن زيارة نيجيرفان بارزاني رئيس إقليم كوردستان الحالية الى باريس، قائلاً: “أعلم أن رئيسكم هنا وسيلتقي الرئيس ماكرون غدًا، لذلك علينا إنهاء الأعمال وربط هذه الأحداث معًا”، لكنه فيما يتعلق بموعد الانتهاء، قال إن فترة عمل رئيسة البلدية الحالية لباريس ستنتهي في مارس/آذار 2026، وستكتمل الحديقة قبل ذلك.
مساعد رئيسة بلدية باريس، أضاف أن رئيسة بلدية باريس قد زارت كوردستان عدة مرات: “كما تعلمون، هي ملتزمة جدًا بعلاقتها مع كوردستان، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لها أن نتمكن من تقديم مثل هذا التكريم للبيشمركة، الذين حاربوا حتى نتمتع بالحرية التي لدينا الآن. نحن نعلم أيضًا أننا مدينون كثيرًا للبيشمركة، لأنهم حاربوا ضد داعش، وبفضل قتالهم، نحن الآن نتمتع بجزء من تلك الحرية، ومن خلال هذا العمل، نريد أن نرد لهم جزءًا مما فعلوه من أجلنا”.
أدناه نص المقابلة:
رووداو: سيد أرنو نغاتشا، شكراً لوجودك معنا.
مساعد رئيسة بلدية باريس: شكراً لكم على تخصيص هذا الوقت لهذه المقابلة معي، وأنا سعيد بأن أتمكن من الإجابة على أسئلتكم.
رووداو: في باريس يتم افتتاح حديقة باسم (البيشمركة)، وهذا أسعد الكورد كثيراً، كيف اتُخذ هذا القرار؟
مساعد رئيسة بلدية باريس: اتُخذ هذا القرار في مكتبي، بعد لقاء جمعني مع علي دولمري، ممثل حكومة إقليم كوردستان في فرنسا. لقد جاء وتناقشنا حول هذه الرغبة، في أن يكون هناك مكان في باريس لتكريم البيشمركة. وبالتأكيد بعد ذلك تحدثت مع رئيسة بلدية باريس السيدة آن هيدالغو، التي ردت على الفور بالإيجاب، لأنكم كما تعلمون باريس وأربيل مدينتان توأمتان، وحتى أنه تم توقيع اتفاقية تعاون بينهما، ورئيسة بلدية باريس مرتبطة جداً بأربيل، وتعلمون أنها زارت كوردستان العراق عدة مرات. كما تعلمون، هي ملتزمة جداً بعلاقتها مع كوردستان، لذلك كان من الطبيعي بالنسبة لها أن نتمكن من تقديم مثل هذا التكريم للبيشمركة، الذين حاربوا حتى نتمتع بالحرية التي لدينا الآن. نحن نعلم أيضاً أننا مدينون كثيراً للبيشمركة، لأنهم حاربوا ضد داعش، وبفضل قتالهم، نحن الآن نتمتع بجزء من تلك الحرية، ومن خلال هذا العمل، نريد أن نرد لهم جزءاً مما فعلوه من أجلنا من خلال تسمية هذا المكان باسم البيشمركة داخل هذه الحديقة.
رووداو: لقد قمتم بعمل مبارك وعظيم، متى سيتم افتتاح الحديقة؟
مساعد رئيسة بلدية باريس: لن يتأخر افتتاح الحديقة كثيراً، لأننا الآن في مرحلة المناقشات والاتصالات بشأن هذا النشاط. وفي آخر مرة استقبلت فيها رئيسة بلدية باريس محافظ أربيل، عندما جاء إلى باريس، ناقشا هذا الموضوع وتبقّى حل بعض التفاصيل النهائية. أعلم أن رئيسكم موجود هنا وسيلتقي الرئيس ماكرون غداً، لذلك يجب علينا إنهاء الأعمال وربط هذه الأحداث معاً وجعلها مناسبة دولية. ما يمكنني أن أخبركم به بخصوص موعد الافتتاح هو أن رئيسة بلدية باريس طلبت إنجازه قبل انتهاء فترة رئاستها، أي قبل شهر مارس/آذار 2026، لذلك يمكنني القول إن الوقت المتبقي ليس طويلاً.
رووداو: هل تنوون بناء تمثال للبيشمركة أو رمز كوردستاني داخل الحديقة؟
مساعد رئيسة بلدية باريس: هناك بعض الأسرار والخصوصيات التي يجب أن أحافظ عليها، خاصة وأن هناك تكريماً مثل هذا يجب أن تبقى بعض الأمور سرية، مثل كيف سيكون وماذا سيحدث وبالتحديد كيف سيتم ذلك. لذلك لن أعطيكم كل التفاصيل، لأن هذا ليس من صلاحياتي أن أتحدث عنه، بل صلاحيات رئيسة بلدية باريس، لكن يمكنني القول إن هذا التكريم للبيشمركة سيكون بمستوى مكانة البيشمركة، وأنا متأكد أنها ستكون لحظة مميزة.
رووداو: في أربيل سيتم افتتاح مركز ميتران للثقافة، كيف ستشاركون؟
مساعد رئيسة بلدية باريس: نعم، كان تطوير هذا التعاون محور المحادثات بين رئيسة البلدية ومحافظ أربيل في لقائهما الأخير، وكنت حاضراً، وخاصة فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الثقافية بين الطرفين. وخلال اللقاء نفسه، شجعتنا رئيسة بلدية باريس على تسريع خطوات تعزيز وتطوير العلاقات والتعاون الثقافي. نحن نعلم أن أربيل مدينة تاريخية وجذابة، والآن في إطار تبادل التعاون الثقافي، نعمل على تطوير هذه الثقافة الجميلة، التي هي ثقافتكم، وكذلك مشاركة باريس في العمل على مشروع تجديد بيت في وسط قلعة أربيل التاريخية يهدف إلى أن يكون لباريس مكان في تلك المدينة التاريخية وفي قلعة أربيل الجميلة والفريدة.
رووداو: نيجيرفان بارزاني، رئيس إقليم كوردستان، ضيف الرئيس الفرنسي لاجتماع وغداء، كيف يمكن تطوير العلاقات بين أربيل وباريس أكثر؟
مساعد رئيسة بلدية باريس: أنا سعيد بهذا اللقاء بين رئيس الجمهورية الفرنسية والرئيس نيجيرفان بارزاني، فهذا من أجل شكر وتعزيز دور ومكانة البلدين على الساحة الدولية والأهمية المتزايدة التي تتمتع بها اليوم في إطار المتغيرات الدولية. بالطبع ليس من مهامي تفسير قرارات رئيس الجمهورية الفرنسية فهو رئيس الدبلوماسية الفرنسية، لكن ما يمكنني قوله كنائب رئيسة بلدية باريس للشؤون الدولية، هو أن باريس كمدينة لديها التزام كبير مع أربيل، والتزام سيزداد مع افتتاح هذا المكان باسم البيشمركة، وأنا سعيد جداً أن رئيس الجمهورية الفرنسية، ومن خلاله فرنسا والدولة الفرنسية، يواصلون ويعززون علاقاتهم مع كوردستان. كما قلت، هذا مهم جداً ونحن مدينون لهم كثيراً.
الكورد مهمون جداً لاستقرار المنطقة، وحتى الآن، مهما كانت الأمور معقدة، فإنهم يعملون من أجل استقرار وسلام المنطقة، لكن على أي حال يمكنني القول إن دور كوردستان مهم جداً. على مستوى الدولة الفرنسية، بالتأكيد يشير الرئيس إلى تعزيز أشكال العلاقات بين بلدكم وفرنسا، ونحن كبلدية باريس سنستمر في هذه العلاقة وسيستمر تعاوننا، خاصة من خلال أعمال الترميم التي تجري في قلعة أربيل والتي نشارك فيها، كما سنطور علاقاتنا الثقافية.
كما أن نقطة مهمة أخرى هي أن رئيسة بلدية باريس قررت سابقاً أن تصبح أربيل عضواً في جمعية البلديات الفرنكوفونية رغم أنكم لستم بلداً ناطقاً بالفرنسية. إن عضوية أربيل في هذه الجمعية للمدن الفرنكوفونية هي علامة قوية على التزامنا كعاصمة للمدن الفرنكوفونية تجاه أربيل، وتظهر ارتباطنا العميق بها، لأنكم تحملون نفس القيم التي نحملها. لديكم قيم الحرية والمساواة والسلام، وقيم مواجهة الإرهاب الإسلامي المتطرف، وهذه القيم قريبة جداً منا، لذلك نحن سعداء أن أربيل جزء من جمعية البلديات الفرنكوفونية ويمكنها التواصل مع جميع البلديات الفرنكوفونية في العالم على هذه الساحة. كان هذا طلب رئيسة بلدية باريس، وكما أبلغ محافظ أربيل السيدة آن هيدالغو، فإنهم سعداء أيضاً بهذا القرار ويفتخرون به.
رووداو: مدينتكم (باريس) توأم لأربيل، ما هي خططكم للمستقبل؟
مساعد رئيسة بلدية باريس: كما ذكرت، الأنشطة الحالية التي نشارك فيها مثل أعمال الترميم الجارية في الأحياء التاريخية لأربيل مستمرة، ومن ناحية أخرى، يستمر التعاون الثقافي أيضاً، وكذلك تبادل وإرسال الفرق الإدارية من باريس للتدريب مع موظفي أربيل، إضافة إلى إنشاء علاقات بين الوحدات الإدارية للطرفين، حتى يتمكنوا من تدريب المتخصصين الإداريين في أعمالهم اليومية.
وبالنسبة للمستقبل، كما قلت لكم، في إطار اللقاء الأخير بين رئيسة بلدية باريس ومحافظ أربيل، تقرر تسريع وتعزيز العلاقات الثقافية، ولكن ليس من جانب واحد فقط، يجب أن نتمكن هنا في باريس من توفير الفرصة للباريسيين للتعرف بشكل أفضل على ثقافتكم وفنكم. هذا ما نسعى إليه الآن، ولهذا السبب طلبت رئيسة البلدية من مساعدها للشؤون الثقافية العمل لهذا الغرض وتعزيز التعاون الثقافي القائم. كما أود أن أقول إننا مستعدون لأي احتياج يفيد محافظة أربيل في أي مجال، خاصة القضايا المتعلقة بالمناخ، خاصة في وقت يواجه فيه الجميع مشاكل تغير المناخ. عاصمة فرنسا ورئيسة بلدية باريس نفسها ملتزمة للغاية بالعمل على هذه القضية، وبالتأكيد هناك اتفاقيات وتفاهمات للتعاون المشترك يمكن العمل عليها لمساعدة أربيل ومدينتهم الجميلة.
رووداو: شكراً جزيلاً.
مساعد رئيسة بلدية باريس: ربما يمكنني أن أسمح لنفسي بالقول إنه كان من الجميل أن نجري هذه المقابلة في هذه القاعة، وهي (مسرح دو لا فيل) التي تعد إحدى أكبر قاعات المسرح في باريس. كانت نقطة مثيرة للاهتمام بالنسبة لي أن نجري هذه المقابلة في هذه القاعة ونتحدث كثيراً في حديثنا عن علاقاتنا الثقافية.