في انتظار عيد التحرير الثاني الذي يبدو أنه ما زال بعيداً، وما زال الطريق اليه شاقاً وطويلاً، لم يكن جائزاً ولا مفهوماً ذلك الفصل التام بين الانتخابات البلدية التي اختتمت بالامس في الجنوب، وبين الاحتفال بعيد التحرير الاول الذي أُنجز من دون قيد أو شرط، قبل 25 عاماً. خدعة تفادي تسييس المناسبتين، التي لم تنطلِ على أحد، أساءت الى “شرعية” العملية الانتخابية، والى “وظيفة” النصر التاريخي الذي تحقق في العام 2000.. وضاع مؤخراً.
ربما كان المقصود ان يتفادى الناخبون النقاش الواقعي حول الحدثين وترابطهما، لكي لا تختلط المحاسبة وتشمل صناديق الاقتراع، ولكي يتجدد التفويض الانتخابي، الموحد هذه المرة، للثنائي الشيعي، بالسعي ليوم التحرير الثاني، وما يشمله هذه المرة من شروط ومتطلبات ليس أقلها إعادة الاعمار وعودة النازحين الى أرضهم.. وليس أكثرها ترسيم الحدود مع إسرائيل!
وهكذا نال الثنائي تكليفاً سياسياً يكاد يكون غير مشروط، وكان التصويت الكاسح له بمثابة تعويض معنوي عن الهزيمة الأخيرة ونتائجها المريعة، بقدر ما كان تجديداً للعنوان الشيعي، الوحيد أصلاً، الذي يفترض ان تسلكه مساعي التحرير والاعمار في أروقة الدولة اللبنانية، والدول الراعية لعملية إعادة تأسيسها الجارية حالياً. وبهذا المعنى، كان خيار الناخبين الشيعة، طبيعياً جداً، وواعياً جداً..لتعذر وجود بدائل شيعية يمكن ان تخوض معركة إستعادة الأرض والبيت والهوية، التي لا تحتمل التأجيل ولا الاختبار لوجوه شيعية جديدة، غير متأصلة في تجارب الصراع مع الطوائف الأخرى، ومع العواصم الأخرى.
لم يكن خياراً انتحارياً، التصويت لمرشحي حزب الله تحديداً، على الرغم من المسؤوليات التي يتحملونها عن كل ما جرى منذ الثامن من تشرين العام 2023، أو ربما منذ ربيع العام 2000، حيث راكم الحزب من الخيارات السياسية والعسكرية الكارثية، في الداخل اللبناني، والعمق السوري، ما لا ينتج سوى الهزائم المتتالية.. ولم يكن خياراً انقلابياً التصويت لمرشحي حركة أمل التي نفذت مناورتها الأخيرة في احتواء منافسها الأقوى ودمجه مجدداً في الحياة السياسية، البلدية والوطنية.
تم هذا الامر بحرص شديد على التزكية المبنية على المناصفة الدقيقة، التي فشلت في السنوات التسع الماضية في معظم البلديات المشتركة، من دون التورط في منافسة مباشرة ليس الوقت مناسباً لها، ومن دون الخوض في لعبة قياس الاحجام السياسية التي شهدتها بقية الدوائر الانتخابية، على إمتداد الوطن، تحت حجة كاذبة مفادها أن المعركة إنمائية وعائلية، كما لو أن البلديات ال1094، هي كيانات (كانتونات) مستقلة، يستطيع كل كيان منها ان يوفر المياه والكهرباء والغذاء والنقل ومعالجة النفايات لسكانه بمعزل على الكانتون المتاخم له!
وفي ما عدا دوائر الجنوب المتصلة ب”خطوط التماس” مع العدو، كان قياس الاحجام السياسية دقيقاً في جزين وصيدا، كما في بيروت وطرابلس وبقية المدن الكبرى والبلدات والقرى في مختلف المحافظات.. بقدر محدود من المفاجآت أبرزها تكريس القوات اللبنانية كحزب مسيحي أول، وغياب تيار المستقبل الذي وعد في شباط الماضي بالعودة الى المعارك الانتخابية كلها، وتغير مزاج السنة تجاه الشركاء المسيحيين (لاسيما في طرابلس وبيروت).. فضلا عن تردي وزن قوى التغيير ودورهم المنشود دائماً.
لكن النكسة الأكبر في الانتخابات البلدية، كانت لحكومة نواف سلام، التي أحجمت عن إنتهاز الفرصة لتجديد القانون الانتخابي البلدي، بما يقلص الى النصف على الأقل العدد المفرط من المجالس البلدية، ويؤسس بالفعل للامركزية الإدارية الموسعة التي تقوم على اتحادات بلدية واقعية قادرة على مواجهة الحد الأقصى من الاحتياجات الأساسية لسكانها، ويمهد لمعارك سياسية حقيقية، أكثرية أو نسبية، توقف خداع القوى السياسية وتلاعبها بصناديق الاقتراع.
كانت الانتخابات البلدية فرصة ضائعة، لا يمكن تبريرها أبداً بضيق الوقت، فهي قدمت الدليل على أن الاصلاح الموعود لقانون الانتخابات النيابية، لن يكون سوى سرابٍ جديد.
بيروت في 25 / 5 /2025
حازت Domino’s Pizza Switzerland على إعجاب Muhammad Zito.
Domino’s Pizza Switzerland
مُموَّل ·
HUNGRY COUPLE DEAL 🍕 Big Pizza + Side + Drink 🍕
عرض الترجمة
0:00 / 0:44
HTTPS://WWW.DOMINOS.CH/
Pizza, Wings, Salat, Sides, Cheesy Bread, Desserts & Getränk. Stell dir dis US-Menü zäme.🍕
Zuhause und hungrig? Hol dir unseren HUNGRY COUPLE DEAL🍕
Haytham Khoury
١ س ·
لا أحد يستطيع اعادة سوريا موحدة وبأقرب فرصة إلا الولايات المتحدة. من المهم تنفيذ طلبات الولايات المتحدة (والتي هي في الحال طلبات شعبية سورية) حتى نصل إلى تلك المرحلة.
Mustafa Al Azem
Fawaz Azem
Nashwan Atassi… عرض المزيد
مُموَّل
أعياد الميلاد
جهات الاتصال
دردشات جماعية