أصدر المجلس العراقي للسلم والتضامن بياناً حول الضربة العسكرية الأميركية لمواقع في إيران، معتبرًا أنها حرب عدوانية مكشوفة، تُشنّ بذرائع زائفة، وتُدار بمنطق الهيمنة والابتزاز، في استخفاف فاضح بحق الشعوب في الأمن والسيادة.
وهذا النص الكامل للبيان:
“شنّت الولايات المتحدة، في فجر الأحد، 22 حزيران 2025، بقرار مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عدواناً عسكرياً على ثلاثة مواقع نووية في إيران، عبر قصف جوي مكثف استهدف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. لم يكن هذا الهجوم سوى حلقة جديدة في مسلسل التغوّل العسكري الأمريكي–الإسرائيلي، وانتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية والقانون الدولي، واستهتاراً سافراً بميثاق الأمم المتحدة، وبكافة مساعي السلم والاستقرار في المنطقة. ولا يمكن فهم هذا التصعيد الأميركي إلا في سياق دعمه المباشر للعدوان الإسرائيلي المتواصل على إيران، الذي بدأ يوم الجمعة 13 حزيران 2025، وتواصل في تجاهل تام لكل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار”.
مشروع الفوضى والتقسيم
“نحن في المجلس العراقي للسلم والتضامن، نعلن رفضنا المبدئي للحرب، وإدانتنا الأخلاقية لها، واستنكارنا لنهج الاستفراد بالقوة وفرض الخرائط السياسية بالقصف والموت. ونؤكد أن العدوان الجاري يشكل انتهاكاً واضحاً لسيادة دولة مستقلة، وخرقاً متكرراً للشرعية الدولية، وتعزيزاً لسياسة فرض الأمر الواقع بالسلاح بدلاً من الحوار والتفاوض. ولا يمكن عزل هذا العدوان عن السياسات التوسعية للكيان الإسرائيلي، الذي لم يكتفِ بحصار غزة وتدميرها، ولا بقصف سوريا ولبنان، بل يسعى اليوم إلى توسيع نيران الحرب لتشمل الإقليم كله، خدمة لمصالحه الاستراتيجية، ولمصالح حلفائه في مشاريع الفوضى والتقسيم”.
أصدر المجلس العراقي للسلم والتضامن بياناً حول الضربة العسكرية الأميركية لمواقع في إيران، معتبرًا أنها حرب عدوانية مكشوفة
“إن أي حديث عن السلام في منطقتنا لا يكتسب مصداقية ما لم يُقرّ بالحقوق الوطنية الكاملة للشعب الفلسطيني، وفي مقدّمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما أن وقف المجازر المتواصلة في غزة، ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق المدنيين، يُعدّ شرطاً أساسياً لأي تسوية عادلة وحقيقية. وفي السياق نفسه، نؤكد أن معالجة الملف النووي لا يمكن أن تقتصر على إيران، بل ينبغي أن تشمل، وبذات الصرامة، الترسانة النووية الإسرائيلية التي ظلت لعقود خارج أي رقابة دولية، في ظل صمت غير مبرّر من المجتمع الدولي”.
“وندين أيضاً الانتهاكات المستمرة للسيادة العراقية، وعلى رأسها الخروقات المتكررة للأجواء من قبل طائرات الاحتلال. ونرى أن التصدي لهذا الانكشاف الأمني والسياسي يبدأ بإعادة بناء النظام السياسي العراقي على أسس المواطنة والكفاءة والعدالة، والتصدي للفساد، والتخلّص من نهج المحاصصة الذي شرذم القرار الوطني، وفتح الأبواب أمام التدخلات الخارجية”.
الحق في تقرير المصير
“إننا ندعو الأمم المتحدة وسائر الهيئات الدولية إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، واتخاذ خطوات عاجلة لوقف هذا المسار التصعيدي، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. كما نناشد نشطاء السلم، ومناهضي الحروب، وأحرار العالم، للقيام بدورهم الأخلاقي والإنساني في مواجهة هذا العدوان، ومقاومة سياسات الإفلات من العقاب التي تشكّل غطاءً للاستباحة والعدوان”.
إقرأ أيضاً: إيران بين خيارات الميدان والدّبلوماسيّة
“إن كرامة الشعوب لا تُقاس بقوة الجيوش، بل بقدرتها على الدفاع عن حريتها واستقلالها وحقها في تقرير مصيرها. والشعوب التي قاومت الاستعمار والحصار والديكتاتوريات، لن تخضع لمنطق الإملاء، ولن تساوم على كرامتها. وإن مشاريع الحرب، سواء باسم “الديمقراطية” أو “الأمن القومي”، ليست سوى أقنعة متهالكة لسياسات استعمارية عفا عليها الزمن”.
“وإذ نحيّي التظاهرات التي خرجت في عواصم العالم ترفض الحرب وتطالب بالسلام، فإننا نتوجه إلى شعوب منطقتنا، لا سيما في البلدان العربية، لرفع الصوت عالياً، والخروج إلى الساحات دفاعاً عن كرامة الإنسان، وحقه في الحياة خارج شروط الهيمنة والتبعية والاستلاب”.
وختم البيان: “نرفض الحرب. نرفض الاحتلال. نرفض الهيمنة. نعم للسلام العادل. نعم لسيادة الشعوب. نعم للعدالة والمساواة”.