حبس العالم أنفاسه، ليلة منتصف الإثنين 2025/6/23، حين تحركت طائرات الشبح الأمريكية، التى لا تراها الرادارات، وهى تحمل القنابل الخارقة للتحصينات، لتضرب القمم التى تحمى البرنامج النووى الإيرانى فى فوردو، الذى اقترب عمره من 40 عاما.
الطموح الإيرانى الجارف، قصة أسطورية كتبها الفرس، و«الإيرانيون المعاصرون»، بدأوا بتأريخ التاريخ، غيروا فقط فى فلسفة المراجع الدينية، التى تفتى، إلى توحيد المرجعية، أو اختيار مرشد واحد يكون واليا للفقيه، يحكم باسم المهدى المنتظر، لا أقول إن كل الشيعة اتفقوا على فلسفة الخومينى، أو ولى للفقيه فى عصرنا أو نائب للمهدى القادم يظهر مع الثورة الإسلامية فى إيران 1979، لتجعل من قم مهدا، ومقرا ثقافيا يشع ثورة على الإمبراطورية القادمة من بطون التاريخ وأساطيره المحكية المتخيلة.
المخاوف تزايدت فى العالم، انفجر الموقف منذ 12 يوما فى أول حرب مباشرة، بين إيران وإسرائيل فجأة بمقدمات سريعة، بدأت مباحثات مع واشنطن وطهران فى مسقط للوصول إلى اتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى، لأن الشرق والغرب ضد هذا البرنامج، كما تقول أمريكا، ومن خلفها الأطلسى والناتو، حتى الصين والروس والآسيويون حذروا إيران والمتعاونين معها.
استمرت المباحثات 60 يوما، وفى اليوم 61، ضربت إسرائيل إيران، فى ليلة جمعة من شهر يونيو 2025، طائرات إسرائيلية تضرب البرنامج وجواهر البرنامج النووى «نطنز» وآراك وغيرهما، بل إنها قتلت الصف الأول من القادة العسكريين الإيرانيين، وأكثر من 40 عالما من علماء الذرة الإيرانيين إسرائيل وضعت إيران تحت النار، لم تملك إيران إلا أن تطلق صواريخها من كل الأنواع على المدن الإسرائيلية ولأول مرة فى التاريخ، حيفا وتل أبيب، تشاهدان جزءا من الخراب فى تل أبيب مثل الذى أحدثته فى غزة، طوال العامين الماضيين، وفى المدن الفلسطينية.
هل يلتقط العالم من الحرب الأخيرة، أن قضية الشرق الأوسط هى فلسطين، ومن الضرورى حلها حتى لا تترك لكل صاحب طموح أو رغبة، أو استغلال الأوضاع العربية لاستغلالها ودفع المنطقة إلى حرب كل عقد من الزمن وتعطيل حياة شعوبها وهشاشة الاقتصاد، حال الشرق يجب أن يتغير من منطقة تمتلئ نفوس ساكينه بخيبة الأمل قديما وحديثا، المنطقة بعد الحرب الأخيرة تتطلع أن تحدث فيها معجزة، تخلصها من براثين القديم وأن تتطلع إلى شرق أوسط بل حرب أو تسلط القوى الكبرى، أو بحثا عن قوى إقليمية لكى تسلط على الشعوب.
المعركة الأخيرة، أثبتت أن المنطقة لا تنتظر عودة المسيح، أو المهدى، أو معركة آخر الزمان، بل تنتظر تعاونا عالميا، وتعاضدًا بين شعوبها لتخليصها من براثن الحروب، أو أن تظل فريسة للتدخلات الخارجية وانهيار اقتصادها.