وتؤكد المعلومات الموثوق بها أنه خلال لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري الموفد الأميركي توم براك، نقل إليه وجهة نظر الحزب شفويا، ولم تكن هناك ورقة خطّية، وقال له إن الحزب متمسك بسلاحه، ويبدو أيضاً أنه يريد ضمانات سياسية وغيرها، وهو يدرك أنه إذا سلم سلاحه فسينتهي دوره على صعيد الاستحقاقات الدستورية الانتخابية وغيرها، بعدما أحكم قبضته على مفاصل البلد لأكثر من 30 عاماً. لذلك ليس ثمة ما يشي بعد بأن الحزب قال إنه سيسلم سلاحه، وما زالت الأمور تدور في حلقة مفرغة. وقد تكون الأسابيع المقبلة مفصلية على هذا الصعيد.
ويتردد نقلاً عن مرجع كبير في “حزب الله” في مجلسه الخاص، أنه لن يفاوض على سلاحه “كيفما كان” .
من هذا المنطلق، يسعى الحزب إلى الحوار مع واشنطن، على غرار ما كان يحصل خلال تفاوضه مع ألمانيا التي تربطها علاقة وثيقة بإسرائيل، ويومها كان النقاش يدور من خلال كبار مسؤوليه الأمنيين ومنهم وفيق صفا وسواه حول تبادل الأسرى والجثث. فهل يريد الحزب أن يجر واشنطن إلى مفاوضات مباشرة للحصول على ضمانات، فيشرب من رأس النبع؟
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أوضح لـ”النهار” أن الحزب “لم يقل إن السلاح سيسلّم، والرئيس نبيه بري ركّز خلال استقباله الموفد الأميركي توم براك على ضرورة وقف إطلاق النار والاعتداءات، وقال له “هكذا استقبلوك باغتيالات وقصف وسوى ذلك”.
الأمور حتى الآن غير محسومة بالنسبة إلى السلاح
وعن المفاوضات مع واشنطن أو سعي “حزب الله” إلى هذا الهدف، يجيب هاشم: “كيف بدنا نبلش”؟ إذ من الطبيعي عندما يكون هناك عدو، أن تسعى إلى الضمانات وترفع سقفك، ولمَ لا إذا كان هناك مفاوضات بين الحزب وواشنطن؟ قد نصل إلى هذا الامر أو لا نصل. وسبق للحزب أن فاوض بعض الدول حول موضوع الأسرى والشهداء وتبادل الرهائن. بمعنى أوضح الأمور حتى الآن غير محسومة بالنسبة إلى السلاح. قد يكون هناك استراتيجية دفاعية والحوار جار مع رئيس الجمهورية وأمور كثيرة تحصل، ولكن بالنسبة إلى المفاوضات بين الحزب وواشنطن ليس لدينا معلومات عن حوار مباشر، وربما يحصل ذلك بعد اللفتة من الموفد الأميركي حيال الحزب، عندما قال إنه حزب لبناني ويتعاطى السياسة”.