حذّرت وزارة الخارجية الأوكرانية الأربعاء من أن “أي تأخير أو إرجاء” في تسليمها الأسلحة من قبل واشنطن “يشجّع” روسيا على مواصلة مهاجمتها، عقب استدعاء القائم بالأعمال الأميركي إثر قرار واشنطن تعليق تزويد كييف بعض هذه المعدّات.
وقالت الخارجية في بيان إنه “تم استدعاء جون غينكل إلى وزارة الخارجية الأوكرانية.. شدّد الجانب الأوكراني على أن أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى الى تشجيع المعتدي على متابعة الحرب والترهيب، بدلاً من البحث عن السلام”.
وقد أعلن البيت الأبيض الثلاثاء تعليق بعض شحنات الأسلحة لأوكرانيا والتي وعدتها بها الإدارة الأميركية السابقة لمواجهة الغزو الروسي. وكشف مصدران مطلعان لـ”رويترز” أمس الثلاثاء عن أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أوقفت بعض شحنات صواريخ الدفاع الجوي وغيرها من الذخائر الدقيقة إلى أوكرانيا بسبب مخاوف من انخفاض كبير في المخزونات الأميركية.
وأكّدت كييف أنّها تسعى للحصول على معلومات واضحة من واشنطن. وقال المستشار الرئاسي دميترو ليتفين لصحافيين “نعمل على استيضاح الأمر. أظن أن كل الأمور ستتوضح في الأيام المقبلة”.
بدوره، علّق الكرملين على القرار الأميركي، معتبراً أن “خفض المساعدات العسكرية لأوكرانيا يجعل نهاية النزاع أقرب”.
وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين ردّاً على سؤال من “فرانس برس”: “كلما قلّت كمية الأسلحة التي تُسلّم إلى أوكرانيا، كلّما باتت نهاية العملية العسكرية الخاصة أقرب”، في إشارة الى التسمية التي تعتمدها موسكو للهجوم الذي بدأ مطلع العام 2022.
إلى ذلك، أكّدت وزارة الدفاع الأوكرانية أنّها لم تتلقَ أي بلاغ مسبق عن خفض في شحنات الأسلحة الأميركية، مشيرة إلى أن وضع حد للغزو الروسي يتطلّب دعماً “ثابتاً”.
وقالت الوزارة في بيان إن “أوكرانيا لم تتلقَ أي بلاغات رسمية بشأن تعليق أو مراجعة الجداول الزمنية للمساعدات الدفاعية المتفق عليها.. نشدّد على أن المسار باتّجاه إنهاء الحرب هو عبر الضغط الثابت والمشترك على المعتدي وعبر الدعم المتواصل لأوكرانيا”.
وأضافت الوزارة “طلبت وزارة الدفاع الأوكرانية إجراء محادثة هاتفية مع نظيرتها في الولايات المتحدة للحصول على مزيد من التوضيح”.
وقد أكّد مصدر عسكري أوكراني لـ”فرانس برس” أن مواجهة روسيا ستكون أصعب في غياب الاسلحة الأميركية.
وأوضح “نعتمد حالياً بشكل كبير على الأسلحة الأميركية، وإن كانت أوروبا تقوم بما في وسعها، لكن سيكون صعباً علينا (المواجهة) من دون الذخائر الأميركية”.
قبل انتخابه ومع تسلّمه الرئاسة الأميركية في كانون الثاني/يناير، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه سيُنهي النزاع بين أوكرانيا وروسيا.
وأعاد ترامب التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بعد سنوات من العزلة الدولية، وكان الملف الأوكراني يتصدّر المحادثات.
وفي شباط/فبراير، حلّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ضيفاً على ترامب في البيت الأبيض إلّا أن تلاسناً أمام وسائل الإعلام مباشرة بين الرئيسين أدى إلى إنهاء الزيارة وسط توتّر شديد انتهى بلقاء جمعهت في روما، يوم جنازة البابا فرنسيس.
وعقدت أوكرانيا وأميركا اتّفاقاً، حصلت بموجبه واشنطن على فرص استثمارية في المعادن النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية.