ملخص
فتحت السلطات الإيرانية تحقيقاً في احتمال وجود متسلل للمبنى بالنظر إلى المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل في شأن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي.
قالت وكالة أنباء “فارس”، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أصيب بجروح طفيفة في ساقه إثر هجوم إسرائيلي استهدف المجلس الأعلى للأمن القومي في 16 يونيو (حزيران) الماضي، خلال الحرب الدائرة بين البلدين.
وطاولت الهجمات الإسرائيلية في يونيو الماضي اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي بحضور كبار المسؤولين في الطوابق السفلية من مبنى غربي طهران، فيما تمكن المسؤولون الإيرانيون من الخروج من المبنى عبر فتحة طوارئ بعدما أصيب بعضهم.
وكشفت الوكالة عن فتح تحقيق في احتمال وجود متسلل للمبنى بالنظر إلى المعلومات التي حصلت عليها إسرائيل في شأن اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي.
بعد مرور فترة على انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، لا يزال كبار المسؤولين في طهران يعيشون في ظروف أشبه بحالة الحرب، وهي ظروف لا تلوح في الأفق القريب أي مؤشرات إلى انتهائها.
وعلى رغم توقف إسرائيل عن قصف مواقع تابعة للنظام في المدن الكبرى داخل إيران، فإن الخوف من الاغتيالات المستهدفة والهجمات الدقيقة والعمليات السرية التي ينفذها جهاز “الموساد”، أدخل النظام الإيراني في مرحلة جديدة من أقصى درجات التأهب الأمني، مما أسفر عن واقع لا يشبه إلا نمط حياة شبه سري يعيشه قادة النظام.
وخلال الأيام التي تلت بدء هجمات الجيش الإسرائيلي ومقتل أكثر من 300 قائد عسكري رفيع ومتوسط المستوى في النظام الإيراني، لم تعد أي من مؤسسات الحكم إلى روتينها السابق. اللقاءات والاجتماعات والفعاليات العلنية إما توقفت تماماً أو تعقد في الخفاء من دون إعلان مسبق، وتحت إجراءات أمنية مشددة.
إيران والتشكيك في جدوى المفاوضات
وجرى تعليق المناسبات الرسمية والزيارات الميدانية للمسؤولين والاحتفالات المرتبطة بالتقويم الوطني أو الديني، وعلى رغم سعي السلطات إلى إظهار الوضع وكأنه طبيعي من خلال عروض رمزية، فإن الشواهد على الأرض تكشف بوضوح عن واقع مختلف تماماً.
ولعل أبرز هذه الشواهد، الغياب غير المسبوق للمرشد علي خامنئي عن الظهور العلني. ففي الشهر الماضي، لم يظهر سوى مرة واحدة داخل حسينية “بيت المرشد” للمشاركة في مجلس عزاء بمناسبة شهر محرم، وذلك أيضاً في لقاء مقتضب ومحدود، من دون إعلان مسبق، وبحضور عدد من الشخصيات المختارة. ومنذ ذلك الحين، لم يشارك خامنئي في أي اجتماع علني، ولم يلق أي خطاب أمام الجمهور.