شعارات لرفض القتل والطائفية
عبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن تأييدهم للمنشورات التي ظهرت في شوارع دمشق، والتي تعرب عن رفض التطرف وتعلن تأييدها لمدينة السويداء التي شهدت أحداثا دامية، فيما رأى البعض الآخر أنها تسهم في زيادة الفتنة.
دمشق – تداول ناشطون سوريون صور لافتات أُلصقت في شوارع دمشق القديمة وكُتب عليها “الهمجيّة ما بتمثلنا نحن الشوام، وكل المحبّة والاعتذار لأهلنا بالسويداء، #السويداء جزء أصيل من البلد وروحها”، في ظل موجة واسعة من التحريض وخطاب الطائفية على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الأحداث الدامية في مدينة السويداء.
وبحسب الصور المتداولة، ظهرت هذه العبارات في أكثر من زاوية ضمن الشوارع العامة وساحات المدينة مثل ساحة الأمويين، كذلك على جدران بعض المدارس والمقاهي.
ولاقت الصور تفاعلا واسعا بين المستخدمين، الذين اعتبر بعضهم أن هذه الرسائل تعكس رفضا للتصعيد الطائفي، ودعوة إلى التهدئة والحفاظ على وحدة المجتمع، وجاء في صفحة على فيسبوك:
وكتب الكاتب رامي كوسا على صفحته في فيسبوك معبرا عن رفضه للتطرف والقتل على أساس طائفي:
وتساءل الكاتب والصحافي السوري في تدوينته “كيف يمكن أن أقبل أن أولئك الذين يقتلون رجلا مسنّا لمجرد أن انتماءه الطائفي لم يرق لهم، وأنّ الحجّاج الذين يحتفلون بالميلاد، سيّان؟ كيف يمكن أن أصدّق أن الذين يعتبرون الموسيقى حراما، وأن المتقرّبين إلى الله من خلال حضرة أو أنشودة، سيّان؟
كيف يمكن أن أقول إن الذين جاؤوا من تنظيم القاعدة وإن الذين تربّوا في صحن الجامع الأموي، حيثّ يوجد قبر يوحنّا المعمدان تلميذ المسيح، سيّان؟”.
◙ اللافتات التي رفعت باسم “الشوام” دون تحديد أي اسم في الحملة اختلفت التعليقات على مواقع التواصل بشأنها
وأضاف كوسا “كيف أزاوج بين الوحش والرحيم؟ بين من يبحث عن فتوى لهدر الدم وبين من يبحث عن ألفٍ ليحرّم قتل الآخر؟ كيف أوائم بين من يصلّون الفجر ثم ينفذون إعدامات ميدانية بدمٍ بارد، وبين من يصلّون الفجر ثم يشربون الشاي مع جارٍ (غريب)؟ أحمقُ ومعتوه من يعتقدُ أن الواقفين في وجه السلطة، اليوم، واقفون في وجه الإسلام. التطّرف شيء، والسماحة شيء آخر. وإذا كانت الهوية تطرّفا، فأنا شيخ الكافرين، أما إذا كانت الهوية لينا واعتدالا ورأفة ورحمة، فأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، وملايين مثلي..”.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو منها ما هو صحيح والكثير منها مفبرك تظهر حجم الانتهاكات والفظائع التي تم ارتكابها خلال القتال في مدينة السويداء بين أهالي المدينة من الدروز والبدو، والتي تطورت مع قدوم تعزيزات من العشائر العربية في مختلف أنحاء البلاد لمساندة البدو.
ورافقت هذه الفيديوهات موجة واسعة من خطاب التحريض والطائفية والتخوين للدروز واستقطاب حاد من قبل المؤيدين لسلطة الرئيس أحمد الشرع والعشائر، طالت حتى طلبة الجامعات التي شهدت اعتداءات ضد الطلبة الدروز. وأمام هذه الموجة برزت أصوات أخرى ترفض التخوين والانتهاكات ضد الدروز لاسيما مع ورود أنباء عن هجمات شنتها عناصر من تنظيم داعش في السويداء، وجاء في تعليق:
وأعربت ناشطة عن فخرها بالمنشورات المتداولة والتي تعبّر عن روح التآخي:
لكن هناك من اعتبر أن المنشورات غير موفقة وتثير الفتنة، وقال أحدهم:
وجاء نشر اللافتات التي رفعت باسم “الشوام” دون تحديد أي اسم في الحملة التي انتشرت بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل ذلك شارك شبان وشابات في دمشق بوقفة صامتة رفعوا فيها عبارة “دم السوري على السوري حرام”، ليتعرضوا لضرب وشتم من قبل بعض الأشخاص بسبب تضامنهم مع أهالي السويداء الذين يجري تخوينهم من قبل البعض.
وفي ظل تصاعد أزمة السويداء الأخيرة، يشهد المشهد الإعلامي السوري انفجارا في حجم الشائعات والأخبار الكاذبة، مدفوعة بمنصات التواصل الاجتماعي وجيوش إلكترونية منظمة أو ما يعرف بـ”الذباب الإلكتروني”.
وباتت منصات مثل إكس وتيك توك وفيسبوك مرتعا لانتشار مقاطع مضللة وصور وفيديوهات خارجة عن سياقها، تسهم في تعميق حالة البلبلة والانقسام المحلي.
وكشف وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى عبر تدوينة على منصة إكس حجم الهجمة الإلكترونية التي تتعرض لها سوريا، مشيرا إلى أن الإحصاءات تشير إلى نحو 300 ألف حساب نشط تعمل على نشر محتوى مضلل من 4 دول رئيسية.
وأوضح المصطفى أن بعض المضامين المضللة تتخذ طابعا مؤيدا للدولة في ظاهرها، لكنها في جوهرها تروج لخطاب تقسيمي يهدد وحدة المجتمع السوري. كما لفت إلى أن الوزارة تبذل جهودا مضاعفة للحد من توليد الحسابات الجديدة، إذ سجلت الأيام الأخيرة معدلات قياسية وصلت إلى 10 آلاف حساب يوميا.