غرفة الأخبار- نورث برس

تتعرض المواقع  والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط ولا سيما في سوريا والعراق لهجمات تتبناها فصائل “المقاومة الإسلامية” تختلف بالانتماء عن رديفات سنية عراقية أنشأت عندما سقطت حكومة العراق عام 2003 وكذلك في غزة المتمثلة بحراك حماس، لكن من حيث المبدأ كلاهما مرتبطان بأيديولوجية إسلامية مناهضة للغرب.

بحسب المعلومات المتوفرة عن هذه الجماعات العراقية، فهي تتلقى تمويلاً من إيران وتتبع، تحت مسميات مختلفة، للنظام الإيراني وتحديداً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

هذا ما صرح به على الأقل الجنرال الأميركي في البنتاغون بات رايدر، حيث  أعلن أن الجماعات “المدعومة من إيران” شنت 13 هجوماً على  القوات الأمريكية التي تقوم بمهام “مكافحة الإرهاب” في كل من العراق وسوريا منذ بدء الصراع في غزة.

وقال في مؤتمر صحفي أمس الثلاثاء: “نحن نعلم أن الجماعات التي تشن هذه الهجمات مدعومة من قبل فيلق الحرس الثوري الإسلامي والنظام الإيراني”.

وبالرغم من أن إيران تنفي تورطها في صراع غزة، وتشدد على ضرورة عدم توسعه وتحوله إلى صراع إقليمي، من الواضح أن المسؤولين الإيرانيين يشيدون في أكثر من مناسبة بالعمليات التي تستهدف القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

ولم ترد وثائق أو اعتراف من الجماعات أنها تتلقى دعماً إيرانياً، غير إن الشعارات والمسميات والرايات التي تحلمها توحي بانتمائها الإيراني.

وغالباً ما ترد في التقارير الإعلامية، بشأن الضربات الأخيرة المنسوبة للجماعات الموالية لإيران، أسماء فصائل مثل “كتائب سيد الشهداء وحركة النجباء وحزب الله العراقي والسرايا الخراسانية” وكذلك “عصائب أهل الحق ومنظمة بدر”، علماً أن الأخيرين مصنفان كقوتين شرعيتين سياسيتين ولهما مقاعد في البرلمان بقيادة قيس الخزعلي وهادي العامري.

وبحسب المعلومات، فإن قسماً من هذه الفصائل في العراق تنضوي في الحشد الشعبي الذي شُكل بدعوة من المرجع الديني علي السيستاني، عندما سيطر تنظيم “داعش”على مساحات شاسعة من البلاد عام 2014.

والحشد الشعبي كمصطلح عام، برز في حروب مكافحة “داعش” ويبدو أنه يتشكل من فصائل متباينة من حيث التبعية بين من يميل إلى المرجعية الإيرانية في قم، وأخرى إلى المرجعية العراقية في النجف التي يقودها المرجع الأعلى علي السيستاني.

وتشكل هذه الفصائل قوة مضاعفة لإيران خارج الحدود، فمع وجود مئات الآلاف من العناصر انتشروا تحت مسميات الفصائل آنفة الذكر في العراق وسوريا ولبنان واليمن، لكن ليس بنفس تلك المسميات التي تشارك في العملية السياسية العراقية.

ويرجع ذلك بحسب مراقبين، لعدم التصادم مع الرؤية الرسمية العراقية التي ترفض أن تحوي جماعات تتضارب مع مصالحها وعلاقاتها الإقليمية بما في ذلك الاتفاق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.

وكان الموقف العراقي قد صدر الاثنين الفائت، بأنه يرفض الهجمات على القواعد العراقية التي تستضيف أميركيين في إطار التحالف الدولي وقوات حلف الشمال الأطلسي، ووجه رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، بتتبع منفذ الهجمات ومحاسبتهم.

والملفت أن بيانات تبني مسؤولية الهجمات الأخيرة على المواقع الأميركية لا تُنسب إلى اسم فصيل معين، بل تبقى تحت مسمى “المقاومة الإسلامية”، وهي غالباً محاولة لإظهار الوحدة أمام الرأي العام وقواعدها الشعبية.

من حيث النهج، تختلف فصائل المقاومة الإسلامية عن تلك التي تخوض صراعاً في غزة والمتمثلة بحركة حماس الوليدة من فكر الإخوان المسلمين السنية، وهذا ينطبق أيضاً على حزب الله اللبناني، بيد أن الموقف العلني من إسرائيل هو نقطة تقاطع مصالح بين النهجين على ما يبدو.

وحركة حماس تشكلت عام 1987  كخصم سياسي يصارع على السلطة مع الإدارة الفلسطينية الحالية بقيادة حركة فتح ورئيس الحكومة أبو مازن، إلا أن الفصائل الشيعية هذه أظهرت دعمها لغزة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على غرار حزب الله في لبنان.

وتتهم وسائل إعلام دول غربية، إيران بالدرجة الأولى بمحاولات توسيع الصراع وشن هجمات على المصالح الأميركية في الشرق الأوسط.

وقد أعلنت “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن سلسلة الهجمات التي استهدفت المواقع الأميركية في سوريا والعراق منذ نحو أسبوع وحتى يوم أمس.

و ليس للجماعة موقع رسمي على الإنترنت سوى أنها تنشر بيانات عبر حسابات على التلغرام ومجموعات في التطبيقات الأخرى على الشبكة.

كما ليس لتلك الفصائل مراكز أو قواعد  معلنة على الأرض، وغالباً يكون السبب أمني، للدرء من الغارات التي تشنها إسرائيل وهذا ما حدث بالفعل عدة مرات على الحدود السورية العراقية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير