نقلت وسائل الاعلام ايرانية رسمية عن تقارير غير رسمية قولها اليوم السبت إن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بالبلاد، والتي ينظر إليها على أنها اختبار لشرعية المؤسسة الدينية، سجلت انخفاضاً تاريخياً على ما يبدو عند نحو 41 في المئة.
وجاءت الانتخابات بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة عامي 2022 و2023 والتي تحولت إلى أسوأ اضطرابات سياسية منذ ثورة 1979، كما تزامنت مع تزايد خيبة الأمل بسبب المعاناة الاقتصادية في البلاد.
وأشارت النتائج الجزئية إلى أن المتشددين في طريقهم للحفاظ على قبضتهم على البرلمان بينما ابتعد معتدلون بارزون ومحافظون من انتخابات أمس الجمعة، ووصف إصلاحيون الانتخابات بأنها غير حرة وغير نزيهة، لتدور المنافسة بصورة أساسية بين المتشددين والمحافظين غير البارزين الذين أعلنوا الولاء لمثل الثورة.
وكان محمد خاتمي، أول رئيس إصلاحي لإيران، من بين المنتقدين الذين لم يدلوا بأصواتهم أمس.
ومن سجنها وصفت نرجس محمدي الحائزة جائزة نوبل للسلام والمدافعة عن حقوق المرأة في بيان أرسلته عائلتها إلى “رويترز” الانتخابات بأنها “صورية”.
وذكرت وكالة “إرنا” الرسمية للأنباء أن تقارير غير رسمية أوردت أن نسبة المشاركة تجاوزت 25 مليوناً أو نحو 41 في المئة من الناخبين المؤهلين.
ووصفت صحيفة “همشهري” الإقبال على التصويت بأنه “25 مليون صفعة” لدعوات مقاطعة الانتخابات في عنوان رئيس على صفحتها الأولى.
واتهم الزعيم الأعلى الإيراني آية الله خامنئي “أعداء إيران”، وهو المصطلح الذي يستخدمه عادة للإشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، بمحاولة بث اليأس بين الناخبين الإيرانيين.
وجاءت عبارة “الغالبية الصامتة” عنواناً رئيساً على الصفحة الأولى في صحيفة “هام ميهان” المؤيدة للتيار الإصلاحي التي قدرت نسبة المشاركة أيضاً بنحو 40 في المئة.
ومن المحتمل أن تعلن وزارة الداخلية نسبة المشاركة الرسمية في وقت لاحق اليوم، وإذا تأكدت هذه النسبة رسمياً فستكون الأدنى منذ الثورة في إيران عام 1979.
وانخفضت نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية عام 2020 إلى 42.5 في المئة مقابل مشاركة 62 في المئة من الناخبين عام 2016.
وتنافس أكثر من 15 ألف مرشح على مقاعد البرلمان البالغ عددها 290 مقعداً أمس.
وجاءت الانتخابات أيضاً إلى جانب تصويت لمجلس خبراء القيادة المؤلف من 88 مقعداً، وهو هيئة ذات تأثير مكلفة اختيار خليفة خامنئي البالغ من العمر 84 سنة.
وأعلنت وزارة الداخلية اليوم إعادة انتخاب الرئييس إبراهيم رئيسي، وهو من غلاة المحافظين، لعضوية مجلس الخبراء بحصوله على 82.5 في المئة من الأصوات.
ومُنع حسن روحاني من الترشح، مما أثار انتقادات من قبل المعتدلين. وكان روحاني انتخب رئيساً لإيران بفوزين ساحقين عامي 2013 و2017 ووعد بالحد من العزلة الدبلوماسية للبلاد.