Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • الكُرد والمسألة الأرمنية 1877-1920 لمؤلفه هوگر طاهر توفيق ، الأستاذ في جامعة زاخو. من مطبوعات دار اراس للطباعة والنشر ، أربيل ، العراق. الطبعة الاولة عام 2012 وبواقع 615 صفحة . وتم كتابة تقديم له من قبل الدكتورة سعاد حسن جواد والتي أشرفت على هذه الدراسة كجزء من متطلبات رسالة الدكتوراه
  • الملف الكوردي

الكُرد والمسألة الأرمنية 1877-1920 لمؤلفه هوگر طاهر توفيق ، الأستاذ في جامعة زاخو. من مطبوعات دار اراس للطباعة والنشر ، أربيل ، العراق. الطبعة الاولة عام 2012 وبواقع 615 صفحة . وتم كتابة تقديم له من قبل الدكتورة سعاد حسن جواد والتي أشرفت على هذه الدراسة كجزء من متطلبات رسالة الدكتوراه

khalil المحرر مارس 30, 2024
الكُرد والمسألة الأرمنية 1877-1920 لمؤلفه هوگر طاهر توفيق ، الأستاذ في جامعة زاخو. من مطبوعات دار اراس للطباعة والنشر ، أربيل ، العراق. الطبعة الاولة عام 2012 وبواقع 615 صفحة . وتم كتابة تقديم له من قبل الدكتورة سعاد حسن جواد والتي أشرفت على هذه الدراسة كجزء من متطلبات رسالة الدكتوراه للمؤلف.
في الداية أحب ان اوضح بان الكتاب وصلني من دهوك كهدية من السيد لورنس نادر الذي اكمل رسالته في الماجستير حديثا وان المؤلف هو احد أساتذته.
كما احب ان أوكد بأني لست أرمنيا ولا كرديا ، فلا ناقة لي في هذا الموضوع ولا جمل، لكني مولع بتاريخ هذه المنطقة بالذات وكل ما جرى، ويجري على ارضها، لذلك سأحاول ان أقيّم الدراسة بموضوعية وصدق اكاديمي.
يتضمن الكتاب خمسة فصول وهي :
1. علاقة الكرد بالأرمن حتى ظهور المسألة الأرمنية عام 1877
2. موقف الكرد من المسألة الأرمنية حتى اندلاع الأزمة الاولى 1877-1894
3. موقف الكرد من الأزمة الأرمنية الاولى وتطوراتها حتى الانقلاب العثماني 1894- 1908
4. الكرد والأرمن أبان حكم الاتحاديين حتى انتفاضة وان 1908-1915
5. عمليات التهجير والتطورات الأخيرة للمسألة الأرمنية 1915-1920.
من خلال تقديم المشرفة ومقدمة المؤلف يتبين جلياً بأن هناك قناعة لدى كليهما بأن جُلَّ ماكتب سابقا عن هذه العلاقة من قبل المؤلفين الأرمن والغربيين كان مجحفا بحق الكرد لانه كتب من وجهة نظر الأرمن دون إعطاء اي اعتبار للكرد، وما آل إليه من تردي العلاقة بين الطرفين إلى حد الاقتتال ، وبالتالي محو الأرمن ومن كان على ملّتهم من المنطقة التي يسميها الأرمن “أرمينيا الغربية” وهي ذات المنطقة التي يسمّيها الكرد “كردستان الشمالية” وهي ٦ ولايات تقع الآن ضمن الحدود التركية.
ولضمان المصداقية في تقييمي لهذا البحث، قررت ان ادخل في محكمة افتراضية تُوزع فيها الأدوار كالآتي :
التهمة : التشهير بالكرد ودورهم في احداث المنطقة.
المدعي : الشعب الكردي
المدعي عليه : الشعب الأرمني
المدعي العامً : الباحث والمؤلف هوگر طاهر
محامي الدفاع: لا يوجد
القاضي: المشرفة على هذه الرسالة، د. سعاد حسن جواد
المحلّفين : القراء والمهتمين بهذا الشأن .
فلنبدأ إذا الخوض في تفاصيل هذا الدراسة المهمة.
دوّن المؤلف من خلال بحث شامل ودقيق طبيعة العلاقة بين الطرفين التي إمتدت إلى ما قبل الميلاد، ويذهب المؤلف إلى ان الكرد والأرمن من اصل واحد (هندو-آريون)، ولذلك لم تكن هناك مشكلة بين الطرفين، لا بل تعايشوا بكل وفاق ، وكان الأرمن من رعايا الإمارات الكردية التي ظهرت في القرن السادس عشر إبان الصراع العثماني- الصفوي. ولكي تمنع الدولة العثمانية انضمام الكرد الى الفرس الصفويين، انشأت نظام الإمارات الذي بموجبه يعترف السلطان العثماني باستقلالية الأمراء الكرد في إدارة شؤونهم المدنية والعسكرية، مقابل موافقة الكرد على انهم من رعايا السلطان العثماني حتى وان كان بالاسم فقط. ويبدو بأن هذا النظام كان فعالا وخدم هذه المنطقة بعدل وانصاف الجميع ( حسب رأي الباحث) إذا ما تغاضينا عن بعض المناوشات بين الطرفين والتي لم يكن دافعها عرقي او ديني ، وانما اطماع في السلطة والجاه والمال. وقد قدّم الكاتب ادلة كثيرة على العلاقة الطيبة بين الطرفين وكيف أنهم قاتلوا معا ضد القوات التركية في اكثر من مناسبة، وكيف ان الأرمن كانوا من الحرس الخاص للقائد الكردي بدرخان بك (المعروف بفتكه بآشورييي حكاري في النصف الاول من القرن التاسع عشر – من معلوماتي الخاصة)، وعندما ألقى الأتراك القبض عليه، استسلم معه حراسه الشخصيين وهم جميعاً من الأرمن!
يبين المؤلف في الفصل الاول ومن خلال تحليلاته التي اعتمد فيها على مصادر مختلفة ووثائق رسمية اصلية إن توفرت، والتي يعتقد فيها بأن العلاقة بين الكرد والأرمن كانت ممتازة خلال عهد الأمارات الكردية، ولكنها توترت فيما بعد لثلاثة اسباب رئيسية:
1. قانون الأراضي الصادر عام ١٨٥٨. قبل ذلك كان الكرد رحالة ينتقلون من مكان لآخر ، ولكن سمحوا للفلاحين الأرمن بزراعة الأماكن التي اعتبروها ملكاً لهم مقابل حصة معينة بالإضافة إلى إسكانهم في قرى هؤلاء الأرمن في الشتاء، ولكن هذا الوضع تغير بعد صدور القانون الذي بموجبه تم تمليك الأراضي لزارعيها.
2. الحرب الروسية العثمانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر والذي أدى إلى هجرة الشركس والإزار من القوقاز إلى هذه البقعة من الارض، وغالبيتهم احترفوا السرقة والنهب الذي مارسوه على الكرد والأرمن معاً. ولكنهم أسرفوا نكاية بالمسيحيين انتقاماً من روسيا المسيحية، ولذلك اعلن الأرمن مراراً بأنهم يعتبرون الروس منقذهم الوحيد وهذا لم يلق استساغة من الكرد.
3. توسع هوة الثروة بين الكرد والأرمن بعد انتهاء زمن الإمارات الكردية، اذ ان الأرمن كانوا اصحاب حرف، وكانوا أكثر تعلما من الكرد من خلال البعثات التبشيرية وخاصة اجادة اللغات الأجنبية مما أتاح لهم السيطرة على وظائف جيدة في مختلف مرافق الدولة العثمانية.
وهنا لابد من ان اقف كقارئ عند كل واحدة من هذه النقاط وإحدد ان كان في ذلك اي مبرر لإبادة الأرمن.
1. قانون الأراضي صدر عن الدولة العثمانية وقد استفاد منه ليس الأرمن فقط بل حتى المزارعين الأكراد على حد سواء، وعليه لا أراه سببا مقنعاً للحرب على الأرمن إلا إذا نظرنا اليها ما باب الإضرار بملكية الأمراء الكرد ووارداتهم ، وزوال سلطانهم. ثّم هل كان الأرمن وراء قرار الدولة العثمانية بازالة الإمارات الكردية؟؟ حسب ما أشار إليه المؤلف لم يكن للأرمن يدٌ في ذلك !
2. أرى إن المؤلف جاء بمغالطات عديدة فيما يتعلّق بالحرب الروسية العثمانية. إذ يعتبر المؤلف بان هذا هو سبب رئيس لخلق الخلاف بين الكرد والأرمن ، ويعزي ذلك إلى تطلعات الأرمن لمساعدة الروس لهم في إنشاء وطن قومي في كردستان الشمالية ولكنه في نفس الوقت يذكر بان الأمراء الكرد، حالهم حال الأرمن قد ساندوا الروس ضد الأتراك في حروب عديدة، وهنا سؤال يطرح نفسه ، لماذا التحالف مع الروس كان امراً طبيعيا عندما تلاقت مصالح الكرد مع الروس، ولكن لا يجوز للأرمن ان يفعل ذلك؟؟ حاول المؤلف ان يثبت بان قتال الأرمن لم يكن ذو طابع عرقي او ديني ، بل لأنهم تذمّروا من الكرد وهذا غير دقيق ومن خلال توثيق المؤلف نفسه حين وفر دلائل على ان قسماً من الكرد انفسهم كان مع الروس ، اما القسم الآخر فقرر التحالف مع العثمانيين بعدما اعلن السلطان العثماني “الجهاد المقدس” ضد روسيا المسيحية وطبعا هذا يعني ضد الأرمن أيضاً، وهذا يُفنّد ما أشار اليه المؤلف بانه ليس صراع عرقي او ديني!! كما أشار المؤلف إلى كثرة الشكاوي الأرمنية ضد معاملتهم من قبل الكرد والتي اعتبرها غير مبررة ، ولكنه لم يبحث عن اسباب تلك الشكاوي، ولو انه درس احد المراجع المهمة في هذا المجال “الفعل الشنيع” لمؤلفه التركي المسلم “تانر أقجم” لأدرك بأن غير المسلم كان يعامل كذُمي اي مواطن من درجة ادنى من ابن بلده المسلم ولمدة قاربت ٥ قرون على يد العثمانيين (ربما بدرجة اقل تحت حكم أمراء الكرد)، وكلنا نعلم ماذا يعني ان تكون ذمياً. لذلك يحق للأرمن ان يتطلعوا لحق تقرير المصير وإنشاء وطن قومي لهم. أراد الأرمني من جملة ما أراد ان يعامل امام الدولة سواسية كالتركي والكردي. لقد حاول المؤلف ان يوحي بان الغارات والسلب والنهب طال الجميع وليس فقط الأرمن لكنه في نفس الوقت يقر بان العشائر الكردية التي انضمت إلى جيوش الدولة العثمانية غير النظامية ساهمت بالغارات والسلب أيضاً، رغم ان هذه الأعمال ارتكبت من عناصر اخري كالشركس مثلاً وغيرهم، ولكن هذا لايغير حقيقة مساهمة الكرد في تلك الغارات ومن حق الأرمن والكرد معا تقديم الشكاوي ضدّهم. ومن هنا احب ان اذكر المؤلف بأن الكرد حاول ولعدة قرون وبعدة مناسبات ان تكون لهم دولة قومية في ايران وتركيا والعراق، وكان آخرها محاولة الكرد الانفصال عن العراق رغم انهم تمتعوا بحكم ذاتي كامل في العراق منذ عام ١٩٩١، ورغم نصيحة القوى العظمى بالابتعاد عن ذلك. ولو عملنا بنفس المنطق ، فمن حق العراقيين القول بأن الكرد خانونا بمحاولتهم الانفصال ، ولذا وجب طردهم من كردستان العراق ومحاربتهم وابادتهم بالتعاون مع ايران وتركيا وسوريا، وهذا ضربٌ من جنون!
3. أما عن توسع هوة الثروة والمناصب بين الأرمن والكرد، فهو ناتج عن جملة تغيرات اقر بها المؤلف إذ تولى الأرمن مناصب مهمة في الدولة العثمانية لاسيما بعد الإصلاحات التي اقرها السلطان العثماني بعد الهدنة مع روسيا القيصرية. كان الأرمن اكثر تعليما من الكرد بسبب استفادتهم من تطور التعليم بعد دخول البعثات التبشيرية في الدولة العثمانية ، وتمكنوا من تعلم اللغات الأجنبية مما أتاح لهم الانخراط في السلك الدوبلوماسي، كما كان للأرمن عقلية حرفية وتجارية مكّنتهم في النهوض اقتصاديا. فهل يحسب هذا ذنباً على الأرمن؟ كان ممكن للكرد ان يكونوا متفتحين وان يستفيدوا من هكذا فرص إلا أنهم اختاروا الابتعاد عنها لأسباب معروفة للجميع. وهذا يُذكرني بما حصل ليهود العراق بعد الاحتلال البريطاني إذا تمكنوا من السيطرة على العصب الاقتصادي في العراق بسبب مؤهلاتهم المشابهة للأرمن ، وكانت النتيجة هي الفرهود .
4.
تناول الباحث في الفصل الثاني تطورات المسألة الأرمنية وعلاقتهم بالكرد بعد سياسة الاصلاحات العثمانية والتي لم تسعد الكرد من جهة ولم تسعد الأرمن من جهة اخرى لانها لم تطبق كما كان المفروض. وظهرت احزاب سياسية ارمنية متطرفة تضمنت برامجها الكفاح المسلح ضد العثمانيين وحتى الأرمن انفسهم ان كانوا من الخائنين، واورد تفاصيل عن ثلاثة منها ، احداها تجاهل وجود الكرد في برنامجهم اما الباقية فكانت تشجع إقناع الكرد بالانضمام اليهم ضد العثمانيين ولكن لم تتخذ اجراءات فعلية في ذلك الاتجاه.
هذا الوضع خلق أزمات جديدة بين الكرد والأرمن. خاصة وان العثمانيين عكسوا سياسة الإصلاحات بالخفاء خوفا من الأرمن فجاؤوا بالاغوات والأمراء الكرد وساعدوهم في الاستيلاء على الأراضي الزراعية الأرمنية وصار المزارع الأرمني عبيدا للكرد ولا يملك شيئاً. وقد وصل تهور الأمراء الكرد إلى درجة لم يسبق لها المثيل ، وخير مثال هو الحاج موسى بك الموتكي الذي أثار مشاكل دولية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى.
لقد وصل هذا البك إلى منصب قائمقام بمساندة العثمانيين ووصل إلى درجة جمع الضرائب بالقوة، ولم يقتصر ظلمه على الأرمن بل الكرد انفسهم. ومن جملة ما قام به، أنه اعتدي بالضرب والسلب على اثنان من المبشرين الأمريكان بعد ان حلّوا عليه ضيوفاً ، والسبب المعلن لذلك انهم لم يقدموا الشاي له اولا وهذا احتقار له، اما السبب المعلن من قبل المؤرخين الأتراك فهو سبب معارضته لما يقومون به في دياره. وقد ادى هذا إلى غضب الولايات المتحدة، لا سيما بعد ان تسترت الدولة العثمانية على افعاله. ثم عاد موسى بك وأعتقل رجل دين ارمني بتهمة تعاونه مع الأحزاب الأرمنية مما أدى إلى الحكم المؤيد، وزاد من ظلمه بإختطافه ابنة اخت رجل دين ارمني واسمها گوليزار بعد ان قتل عدد من الأرمن، وزوجها لاخيه الأصغر وهي ابنة 13 , رغم معارضة رجال الدين المسلمين والذي اجبرهم بالترهيب. تمكّنت گوليزار الهرب ووصلت مع أهلها إلى الاستانة لتكون شاهدا على تلك القضية.
سوّفت الدولة العثمانية شكاوي الأرمن بشكل كبير كون موسى بك خادما مطيعا لهم وبإقرار الباحث نفسه، ولكن الضغوطات الغربية كانت اكبر مما إضطرّهم محاكمة موسى بيك بثمان تهم ، لكن المحكمة برّئته من جميع التهم !! وهذا اغضب الولايات المتحدة وبريطانيا ، وطالبت وزير الخارجية آنذاك (وهو كردي ) بإعادة المحاكمة لكنه رفض. تم حسم القضية بعدم إعادة محاكمة موسى بك بنفيه إلى الشام، وعندما حاول الرجوع إلى دياره ، نُفي إلى الحجاز. أما گوليزار فقد أعيدت إلى أهلها.
اتهم من كان يساند موسى بكً السلطات العثمانية بكونها خدم للدول الكبرى، بينما تناسوا بأن موسى بك نفسه، وهو كردي، بانه خدم العثمانيبن ضد قضيته الكردية!! في الحقيقية كان هذا هو دفاعه عن التهم ، اذ قال ما ينسب لي غير صحيح ، وهم يفعلون ذلك بسبب إخلاصي للحكومة العثمانية!!
وتلت هذه الظروف تأسيس الفرسان الحميدة وجلّهم من الكرد. ولا يُعرف سبب تأسيس هذه الوحدات العسكرية من قبل السلطان عبد الحميد. الرأي الأرجح هو خلق قوة قادرة على صد الروس في الحروب القادمة مع الدولة العثمانية وهذا ما ارتآه الإنكليز ولم يكن لديهم اي مانع ، إذ ذلك يخدم مصالحهم بالحد من التوسع الروسي، وهناك من قال هي لكبح جماح الأرمن وتطلعاتهم إلى الاستقلال عن الدولة العثمانية لاسيما بعد ظهور احزاب ارمنية ثورية، اما الرأي الاخر فيدخل في سياق تشتيت الكرد انفسهم اذ لم يتفق كل الكرد على الانضمام تحت ألويتها.
تغاضت الدولة العثمانية عن الإجراءات الاجرامية التي اقترفتها هذه الوحدات ضد الأرمن والبعض من الكرد ايضا ، وكانوا طرفاً مهماً في التنكيل بالأرمن ومذابحم الاولى قبل نهاية القرن التاسع عشر والتي راح ضحيتها اكثر من 500 أرمني. وقد برر الباحث التعامل القاسي والجماعي ضد الأرمن كون الأرمن هم من استفزّوا اولا، وكذلك كون الكرد بطبيعتهم لا يمكن ان يتنازلوا عن الثأر والانتقام ، وهذا عذر غير مقبول ! الثأر ضاهرة اجتماعية متخلّفة اولاً ، وثانيا لا يجب الثأر من شعب كامل وجُلّ الضحايا هم من الأبرياء. كما يستند الباحث على آراء بعض الأشخاص بان الأحزاب الثورية خططوا لابتزاز الكرد والترك وأرادوا إيذاء أرمنهم لإثارة غضب الدول الغربية، ولكن في رأيي المتواضع … استنتاج كهذا ساذج جدا ويدخل ضمن نظرية المؤامرة.
لا يوجد إنسان سوي يقبل ان ينتهك عرضه، وتسلب ارضه وماله ونساؤه من اجل إثارة غضب الدول العضمى ، وهكذا تُهمة ليست بغريبة على المنطقة ، فقد شاعت في بغداد بان اللوبي الاسرائيلي هو من زرع المتفجرات في المحلات والمعابد اليهودية لتخويفهم ودفعهم للهجرة إلى فلسطين !!
في مستهل الفصل الثالث تناول الباحث ما سمّاه “أزمة الأرمن” واعتمد في تفاصيله على تقارير الأرمن والحكومة العثمانية ، والدول العظمى. وقد احجم عن تسمية ما جرى للأرمن عام 1894 بمذابح لانه لا يعتقد بانها مذابح، وهذا يدعوني إلى التساؤل، هل التزم الباحث بحيادية في تسمية الأشياء بمُسمّياتها؟ لقد نتج عن تلك الاحداث مقتل الف ارمني وجلّهم من العزل، وسلبت أموالهم ، وخرقت قراهم. إن لم تكن هذه مذبحة ، فما هو تعريف المذبحة اذاً؟
الرواية الأرمنية تقول بانهم فقدوا عشرة الاف اما العثمانيون يقولون بانهم قتلوا بحدود 265 شخصا ، وبان الأرمن كانوا المسببين في ذلك وحملوهم وحدهم المسؤلية!! وهذا أثار غضب بريطانيا التي كانت على وشك التدخل عسكريا لولا روسيا وفرنسا، وبناءا على ذلك، وافق السلطان على تشكيل لجنة تحقيقة من قناصل ثلاثة دول وهي روسيا وفرنسا وبريطانيا. ألقى التقرير باللوم على الجميع وكان للحكومة العثمانية النصيب الأكبر.
وحسب ما عرضه الباحث فأن الحكومة العثمانية قد ألقت القبض على شخصين أرمنيين حرضوا الأرمن على الثورة وساعدهم ثلاثة أشخاص آخرين!! فهل يعقل بان استفزاز شخصين او اكثر يؤدي إلى تحريك القبائل الكردية والجيش العثماني للقيام بهذه المذبحة إن لم تكن إبادة جماعية؟؟ وهل حجم هذا الانتقام يوازي ما قام به الرجلين؟؟ بالطبع لا، وهذا ما اكده الباحث نفسه الذي ذكر بان كل استفزاز من قبل الأرمن الثوريين قابله انتقم عثماني فاقه بأضعاف ، وغاليا كانوا الضحايا من الأبرياء الأرمن.
لم يثر الأرمن دون سبب، فهم عبيد الأكراد في ارضهم ، يدفعون ضرائب للآغا الكردي، وضريبة ثانية ، واعطى الباحث مثالا على ذلك، فعد زواج اي أنثى ارمنية، على والدها دفع نصف المهر للآغا!! أليس هذا استعباد؟؟ ولماذا لايطبق ذلك على الأنثى الكردية؟؟
وفوق كل ذلك على الأرمن دفع ضريبة اخرى للدولة العثمانية. لقد سبق هذه الاحداث اجتماع لرؤساء القبائل الكرد الذين تنصلوا من حماية الأرمن كعاداتهم سابقا مما يؤكد بأن الكرد كانوا يتربصون لأحداث مثل هذه.
ويستمر الباحث في سرده عن المرحلة الثانية من “الأزمة الأرمنية” والذي في مستهلها يؤكد ملاحقة الحكومة العثمانية نشطاء الأرمن بحجة مهاجمة الأرمن للعشائر المهاجرة من الكرد، كما ويؤكد بان الدولة العثمانية شجعت الكرد بالهجوم على القرى الأرمنية بحجة وجود ثوار أرمن فيها ، وغالياً ما كانت تثير الكرد باخبارهم بان الأرمن يريدون الاستقلال وهم مسيحيون ، وعلى الكرد محاربة ذلك لانهم مسلمون وهذه ارضهم ، بينما يزعم المؤلف بان الاحداث لم تكن ذو طابع ديني!! وقد بين الباحث بأن الثوريين الأرمن كانوا يحفزون الأرمن باعطائهم الامل بان الدول العظمى ستتدخل لنصرتهم.
ما يثير دهشتي هو ان الباحث لايزال يسمي الاحداث بالأزمة !! لقد قتل آلاف البؤساء بدم بارد. وهو الذي أعطى ارقامًا من القتلى يندى لها الجبين. فالأرمن نشروا اعدادًا من 50 آلفا إلى 400 الف، وإن كانت ارقام الأرمن مبالغ فيها، ماذا عن احد المبشرين القريبين من مسرح الاحداث والذي قدر اعداد القتلى الأرمن ب 80 ألفاً ؟ أما الأتراك ، وكالعادة فهم يقللون من وقع جرائهم إذا سجلوا فقط 14 الفاً وتهجير 30 الفاً وكانهم ليسوا بشر !!
أنا اختلف مع الباحث بتسميتها أزمة لانها وحتى لو قبلنا ارقام الأترك فإنها مذبحة إن لم تكن تطهير عرقي.
على اية حال، تناول الباحث دراسة مسؤوليات القوى التي لعبت دورا في مذابح الأرمن في نهاية القرن التاسع عشر وقبل الحرب العالمية الاولى، واستنتج بعض الأمور التي لا اتفق معه فيها …
1. دور الأرمن ، وفيها ألقى اللوم على الأرمن ولجانهم الثورية كونهم من عكر الأجواء رغم شعور الأرمن بالعبودية في أرضهم، ولم يعطي لهم الحق حين تنصلت الدولة العثمانية من التزاماتها الدولية بتحقيق الإصلاح.
2. مسؤولية الدولة العثمانية: ويتفق فيها الباحث بكونها اللاعب الأساسي في هذه المذابح ويستشهد بمقابلة بين حفيد بدرخان بك أمير بوتان واحد الأجانب بان المشاكل بين الأرمن والكرد جاءت بعد الفوضى التي سادت تلك المنطقة بعد إنهاء الدولة العثمانية دور جده في حكم المنطقة ( وللعلم انهي دور بدرخان بك بعد ضغوطا دولية بسبب المذابح التي اقترفها عام 1844-1846 بحق الآشوريين في منطقة حكاري والتي راح ضحيّتها اكثر من 10,000 آشوري). أنا شخصيا اقر بان الدولة العثمانية ارادت حكما مباشراً وقد دفعت بكل ما تستطيع لتأجيج الصراع بين الكرد والأرمن.
3. مسؤولية الدول الكبرى: هنا اتفق مع الباحث بأن للدول الكبرى مصالحها الخاصة فوق كل اعتبار. فهناك من ألقى باللوم على بريطانيا ، وهناك من ألقاها على الروس كونهما اكثر منافسين في اطماعهم على املاك الرجل الضعيف، وطالما تدخلت في شؤون الدولة العثمانية تحت ذريعة حماية المسيحيين. وهنا اقول، لو عاملت الدولة العثمانية رعاياها المسيحيين بإنصاف وعدل كرعايا متساوين كأي مواطن عثماني، لما وجدت الدول الكبرى باباً يدخلون منه.
4. مسؤولية الكرد: في هذا الصدد يحاول الباحث ان يبرر الدور السلبي للكرد في مذابح الأرمن والدفاع عن ما اقترفوه تحت شعار الانتقام ، وان مشاركتهم في المذابح هي حق لهم للرد على استفزازات الأرمن. وقد وصل به الأمر إلى فرز الكرد إلى مجموعتين، الرحل الذين هم ادنى تحضراً من عامة الكرد والذين اكثر مشاركة في المذابح، وتناسى في نهاية المطاف بانهم كرد !! كما أورد رسالة بعثها شيوخ الكرد يهددون فيها الأرمن القرويين بحد السيف بسبب اختفاء شيخهم الذي باعتقاد الكرد سببه الأرمن. ويستشهد الباحث بتقرير تقصي الوقائع في منطقة وان قام بها سعد الدين پاشا والذي كان قد قاد حملة لإخماد ثورة الأرمن في وان والذي لم يبرئ احدا سوى السلطان عيد الحميد الثاني!! لقد وصف الباحث هذا التقرير الصادر من شخص قتل الأرمن لتبرئة الكرد مما اقترفوه بالتوازن في احكامه، وهذا ليس صحيحاً .
في الجزء الذي اسهب فيه الباحث عن مسؤولية الدولة العثمانية، والذي اعتمد فيه على تقرير سعد الدين پاشا المذكور أعلاه، ومن خلال استجوابه لزعماء الكرد والأرمن ، بأن الكرد هاجمو الأرمن الأبرياء إنتقاماً لاستفزازات الأرمن الثوريين وبعد أوامر السلطان ! وهنا ألاحظ بان الباحث يقلل من شأن ما يفعله الكرد الرحالة ، بينما لا يقلل من شأن ما يفعله الثوريون الأرمن وهم قلة قليلة من الشعب الأرمني الذي راح ضحية الانتقامات الكردية والعثمانية. أنا شخصيا لا ارى مشكلة في الرد على الاستفزازات بنفس النسبة ، ولكن لا مجال للانتقام الذي أدى إلى المذابح. بل ويذهب الباحث لتحسن صورة الكرد بتأويلات شخصية منه تنافي الكتابة الأكاديمية وصدقها، فخذ على سبيل المثال : في الصفحة 277 من هذا الكتاب وانقلها كما دونت ؛
قال له (اسعد الدين پاشا) رئيس عشيرة ماكوي،” سيدي، في كل يوم تأتي إلينا مضبطية -حكومية- كما أن أشراف وان يبعثون إلينا برجالهن بهدف إثارتنا ضد الأرمن ، ويقولون لنا: كيف تشعرون ؟ ألا ترون هؤلاء الأرمن النجساء ؟ ( يقصد افعالهم العدوانية… ادخلها الباحث). انتم من جانبكم اعتدوا على قراهم واقتلوهم .. نحن ايضاً لا نعلم شيئاً ، نقوم بتصديقهم ونقوم بمثل هذه الاعمال غير الشرعية.
أحب ان أسأل الباحث، لم ادخل عبارة (يقصد افعالهم العدوانية) في النص؟؟ هل كان الباحث موجوداً بينهم آنذاك؟ هل هناك مصدر يثبت ان الشيخ كان يقصد افعالهم العدوانية؟ طبعاً لا ، وهذا مخالف لأسس الكتابة الأكاديمية المحايدة. ليست من مسؤولية الباحث ان يعدل في نص موثق. وكلنا نعلم بان الكثير من المسلمين يعتبرون المسيحيين انجاساً، وهذا ليس بخفي على كل مسيحي ومسلم عاش في المنطقة.
ويستطرد الباحث في ختام هذا الفصل عن نقطتين مهمتين اردت ذكرهما ، وهما التمثيل بالجثث من قبل الأرمن ، ومسألة الكريف اي حماية الأرمن من قبل الكرد. وقبل ذلك احب ان أنوه بأن الباحث اتبع نوع من التقييم الذاتي للمصادر واضهر فيه بعض التحيز ، اذ زاد من ثقل المصادر التي وقفت بجانب الكرد وقلل من ثقل المصادر التي عاكستها وادعى بأن ما جاء بها مبالغ فيه!
وبالعودة إلى مسألة التمثيل بالجثث من قبل الأرمن بمقتل احد الكرد المعروفين من قبل اللجان الثورية وملؤوا بطنه بالبارود وهذا تمثيل بالجثث ، ولكنه تناسى بعض الامثلة التى قام بها الكرد في سرده بفصل الرأس عن الجسد لمئات الأرمن ولم يعتبره تمثيلا بالجثث !! فإن كان الأرمن قد فعلوها بذلك الشخص الواحد فقد فعلها الكرد مئات المرات ومن خلال سرده في نفس الفصل. كما أن الباحث اعتمد في تحليل شخصيات الكرد والأرمن والترك على ما كتبه الباحث الإنكليزي هاريس وحقيقة لا ارى إلا نقيضين في كل شخصية خصها. ذم لكنه مدح الأرمن، وذم ولكنه مدح الكرد ، وذم ومدح التركي مما يجعله وصف لا يمكن الاستفادة منه في اي مجال عملي وهذا شيء بديهي. كما ان الباحث وضع ثقلا على ما قاله بعض الكتّاب من ان الكرد افضل من الأرمن ، وهذا رأي شخصي للمؤلف، كما ان كون واحد افضل من الثاني هي مسألة نسبية وقد يكون كلاههما مجرم.
أما مسألة الكريف، فقد حاول الباحث صبغها بلون وردي لا يقبلها العقل، فيقول بانها كانت العرف السائد لتقوية الأواصر بين العوائل الكردية والأرمنية واعطى مثلا على ذلك إذا عندما تقوم عائلة كردية بتطهير طفلها فذلك يتم بين احضان عائلة ارمنية ، وهم بدررهم يقدمون الهدايا لعائلة ذلك الطفل ، وتتقرب العائلتين مع بعضها. وبهذا فان العائلة الكردية ستكون ملزمة بحماية العائلة الأرمنية في حالة الاعتداء عليها. وهذا استنتاج مغلوط وفيه خلط للأوراق لعدة اسباب ;
1. العائلة الكردية تحمي العائلة الارمنية مِن مَن؟؟ اليس من غارات الكرد أنفسهم ؟؟
2. العائلة الكردية نفسها مغلوب على امرها ولا يمكنها توفير الحماية حتى لنفسها من سلطة الاقطاعيين والآغاوات الكرد أنفسهم .
3. لو كان يدفعه الارمن هدايا ليس إلا ، فلماذا لا يقوم الكرد بنفس الفعل ؟؟ هل يجوز ان تقدّم الهدايا من طرف واحد فقط وبإتجاه واحد فقط؟
4. حاول الباحث ان يبرر احادية الاتجاه هذا كون الأرمن ، حسب اعتقاده، أغنياء بينما الكرد كانوا فقراء!! وهذه ليست حقيقة على الإطلاق! صحيح ان هناك عدد اكبر من التجار الأرمن وأصحاب المال وهم قلة قليلة لا تفوق عدد الآغاوات والإقطاعيين الكرد، أما عموم الأرمن فحالهم كحال الكرد البسطاء لا يجدون ما يسدّوا به رمقهم من ثقل الضرائب المفروضة عليهم.
5. الكريف ، وحسب ما نشره الباحث وأسهب فيه لم يكن من عائلة ارمنية لعائلة كردية بل كانت تدفع للإقطاعي والآغا الكردي. ومما يثير الاستغراب هو اعتراف الباحث بأن الأرمن استنجدوا “بالإقطاعيين الكرد، الذين كانوا معروفين بانهم مجرمين وقطاع طرق من أمثال حسين پاشا الحيدران، وموسى بك، وحاجي أغا، وفعلا وافق هؤلاء الإقطاعين على ذلك ، بالطبع مقابل ثمن، وهذا يثبت ما اشرتُ أنا اليه في النقطة الاولى . الأرمني يدفع اجرا للكردي لحمايته من الكردي الآخر!!
تناول الباحث فقرة خامسة في هذا الفصل عن الصحافة الكردية ، وخصوصاً جريدة كردستان ومواقفها من القضية الأرمنية. صدرت الجريدة عن الأخوين مقداد مدحت بدرخان و عبد الرحمن بدرخان المعروفين قوميا بين الكرد.
لا اريد الإسهاب في محتوى هذه الفقرة ولكن خلاصتها من وجهة نظر الباحث بان السيد عبد الرحمن قد ساند الأرمن في محنتهم على حساب الكرد لانه كان متأثراً بما نشرته المصادر الأرمنية ولم يعش الاحداث في في كردستان ولكنه في أوخر كتاباته غير موقفه من القضية وأصبح اكثر شفافية فيما يخص الكرد- وهذا ما يناسب أباحث في طرحه !!
انا لا اتفق معه في هذا، فهو انسان قلمّا ضاهاه كردي آخر من حيث الثقافة والمعرفة ومن غير المعقول ان يكون بهذه السذاجة. ما كتب السيد عبد الرحمن بدرخان يمثل انعكاسا للأحداث وتفاعل مع كل حدث باستقلالية، فانزل اللوم على الكرد ، العثمانيين، والأرمن كلما دعت الحاجة إلى ذلك. لم يساند اي جهة بصورة عمياء بل سمّى الأشياء بمسمياتها ليس إلا. والحقيقة انا معجب بفكره الناضج خاصة وإنه ابن احد أشرس الأمراء الكرد ، بدرخان بك، الذي تلطّخت يداه بدماء 10,000 نسطوري آشوري بين عامي 1842-1846 ، لا لسبب إلا لكونهم غير اكراد وغير مسلمين، وهو من أراد إقامة امارة كردية مستقلة احادية العرق والدين. تلك المجازر التي كانت احد اسباب اضطرار الدولة العثمانية إلى إنهاء ولايته بالقوة بعد ضغط شديد من قبل الدول الاورپية.
تناول الباحث في الفصل الخامس من كتابه الكرد والأرمن إبان حكم الاتحاديين حتى انتفاضة وان 1908-1914 , وتضمنت مواضيع عديدة منها:
الكرد في حقبة التحالف الأرمني التركي 1908-1914 تناول فيها المستجدات التي حصلت عقب نجاح الانقلاب العثماني على سلطة الباب العالي وقيام دستورية جديدة والتى تخاوف منها الكرد وكانت لهم تحفظات عليها بسبب إيمانهم بان مثل هذا الاتحاد سيضر بهم لصالح الأرمن . تمركزت المشاكل حول انتخاب ممثلين الشعب ، والأراضي التي استولى عليها الأكراد من الأرمن اما عن طريق القوة او عن طريق شرائها من الدولة العثمانية بعدما استولت عليها من الأرمن.
لقد حاول الباحث مرة اخرى إلقاء اللوم على الأرمن دون شواهد او إثباتات يمكن الاعتماد عليها. فعلى سبيل المثال ، لا الحصر، وخلال انتخابات نواب مجلس المبعوثان ، إتحد الأرمن والترك في جبهة واحدة وتنافس ضدهم الكرد. وعندما خسر احد المرشحين الكرد عن ديار بكر واسمه عثمان افندي بسبب تشويه سمعته. فكتب الباحث بانه لا يعلم من فعلا قام بحملة تشويه السمعة ، ولكنه لا يستبعد الأرمن والترك لانهم يتنافسون ضد الكرد ! وهل هذا دليل ؟؟ كيف يمكنه ان يستبعد احتمال قيام كردي آخر يتنافس مع عارف افندي بتشويه سمعته؟؟
أما عن مسألة استرجاع أراضي الأرمن ، معظم الكرد رفض تسليمها بل تمرد إقطاعي كردي ضد الدولة العثمانية ووعد بقتل أرمني واحد عن كل حقل يُسترد منه. وإقطاعي آخر وافق على إرجاع الأراضي بشرط ان يسدد له المبالغ التي دفعها للدولة العثمانية بدلاً عن الإرض.
وورد في هذا الفصل مداخلة من قبل الباحث أثارت استغرابي ، إذا قال الباحث في الصفحة 363؛
بالنظر الدقيق إلى هذه الاحداث يظهر ان الوضع في شمال كردستان قد انقلب رأسا على عقب ، وبات الاتحاديون والأرمن هم المسيطرون على الأوضاع فيها، وهنا لا بد من طرح سؤال مهم ، وهو : ماذا كانت ستفعل الدعاية الأرمنية لو كانت (12,000) أسرة من أسرهم ، حتى وان كانت هناك مبالغة في تقدير عددهم، قد هاجرت إلى القوقاز مثلاً؟..
وانا برأيي المتواضع لا أرى مكانا لسؤال كهذا في كتاب اكاديمي المفروض فيه ان يكون موضوعياً وليس عاطفياً.
في مستهل طروحات الباحث عن الوضع في شمال كردستان وعلاقة الكرد بالأرمن بين عامي 1912-1914, تناول ثورات الكرد ضد الدولة العثمانية ومحاولة الكرد دعوة الأرمن للانضمام اليهم من اجل نيل حرية الشعبين. فقد تم عقد اتفاق بين الكرد والأرمن ولكن الأرمن لم يوفوا بوعودهم بل انهم قاتلوا مع الأتراك ضد الكرد … وبناءا على ذلك، يرى الباحث بانه لا لوم على الكرد إذا اقترفوا الإثم بحق الأرمن مستقبلا !! لا بل ويعترف الباحث بأن علاقة الكرد ضلت طيبة مع الأرمن بدليل انه كتب في الصفحة 415 بأنه عندما فشلت ثورة الملا البتليسي ، هربوا المحاربين الكرد إلى الجبال واودعوا نساءهم، وأموالهم أمانة عند الأرمن!! ألم يرى الباحث تناقضاً في ذلك؟ فمن جهم تؤمن عرضك ومالك عند الأرمن ولكن ستنتقم من الأرمن عندما تعود وتسترجع السلطة في يديك؟؟
افرد المولف فصلا قصيراً عن الكرد والأرمن في العام الاول من الحرب العالمية الاولى، وفيها استعرض تفاصيل المذابح التي اقترفها الأرمن بحق الكرد الأبرياء عندما إنضمت الدولة العثمانية للحرب . إذ تقدّمت العصابات الأرمنية امام القوات الروسية واقترفت مذابح شنيعة من قتل واغتصاب وحرق للقرى وما شاكل، وقد كُتب على قيعاتهم “إنتقام” ، وهنا سؤال يطرح نفسه ، لماذا الانتقام ؟؟ إلا تعني بانها الرد على ما إقترف الكرد بحقّهم في السابق؟؟ ولا نعرف حقيقة اعداد ضحايا الكرد في هذه المجازر ، فالعثمانيون قالوا 180,000 مسلم ، أما الروس فقد ذكروا 40,000. وهنا نلاحظ الفرق بين الجانبين ولا نعرف العدد الحقيقي. ولكن في بداية الفصل كتب الباحث بأن الاحداث المؤسفة في هذه المنطقة أدت إلى موت مليون ونصف مليون أرمني وكردي !! لا اعتقد بان هذا الجملة ستجد من يؤيدها تاريخياً.
ويختتم الباحث الفصل الخامس بتلخيص للموقف الكردي من هذه الأوضاع والذي يمكن تلخيصه بان الكرد كانوا اماً محايدين او مساندين للقوات الروسية ولكن تصرفات الفرق الأرمنية ضمن القوات الروسية وظلمهم الكرد هو ما غير الموقف الكردي من الروس، إذ عيّروا اتجاهاتهم واستندوا الاتراك ضد الروس.
لاحظت في هذا الأجزاء بعض من الاشكالية ، إذ ان الباحث استعمل لفظة الفرق الأرمنية ، واحيانا اخرى استعمل مصطلح الأرمن فقط. لكنه يستدرك بان العمال الاجرامية بحق الكرد قامت به فرق الأرمن وليسوا الأرمن البسطاء.
إذن عندما حلّت ساعة الانتقام لماذا لم يهاجم الكرد الفرق الأرمنية بحد ذاتها، وتركوا الأرمن البسطاء من عموم الأرمن؟؟
يتناول الباحث في الفصل الخامس عمليات التهجير والتطورات الأخيرة للمسألة الأرمنية 1915-1920, وقد قسمه إلى عدة أقسام .
فيما يتعلق الأمر بتهجير الأرمن يبين الباحث بانها كانت عمليات ممنهجة من قبل الحكومة العثمانية رغم انكار تركيا حتى يومنا هذا. وقد خصص الباحث جزءاً من هذا الفصل لبحث تهجير الكرد. وهنا لابد من الإشارة إلى ظاهرة الكيل بمعيارين لا سيما حينما يتعلق الأمر بالقسم الذي يتناول فيه إنقاذ الكرد للأرمن .
على سبيل المثال ، يتناول الباحث مسألة تهجير الكرد ويعتبرها موازية او متساوية مع تهجير الأرمن وهذا غير صحيح. تهجير الأرمن كان قراراً اتخذته الحكومة العثمانية للقضاء على الوجود غير المسلم في الدولة العثمانية، بينما تهجير الكرد ان صح التعبير، هو هروب طوعي للكرد من أراضيهم خوفا من القوات الروسية والفرق الأرمنية التى تتقدمها ، ولم يكن قراراً حكوميا استراتيجيا.
وكذلك ، كلنا يعلم بان الفرق الأرمنية المتطرفة كانت فئة صغيرة العدد قياسا إلى تعداد الأرمن ، لكن الباحث أشار اليهم في اكثر من مرة “بالأرمن” موحيا بأن جميع الأرمن شاركوا فيها ولذلك لا عذر لهم باتهام الكرد بإبادتهم، ومن جهة اخرى، حيا تناول الباحث اعتداءات الكرد على الأرمن، رفض اعتبار من ساهموا بهذه الأعمال كرداً ، بل عزلهم وأعتبرهم لا يمثلون الكرد !! مثلاً سماهم قطاع الطرق، الإقطاع، او الكرد الذين كانوا موظفين من قبل الحكومة العثمانية كالشرطة والجندرمة، والأفواج الحميدة وكأنهم ليسوا كرداً !! وأعتبر ان دور الكرد كان ايجابياً وهذا منافي تماما للحقائق والواقع بأدلة ووثائق كثيرة جدا، قسما منها مصادر كردية ، إذ اعتبر الباحث ان جميع هذه المصادر متأثرة بالدعاية الأرمنية ، حتى الكردية منها !! واشار بالخصوص اعتراف حزب العمال الكردستاني في المنفى عام 1997 بمشاركة الكرد في تلك المذابح واعتذروا فيها نيابة عن الشعب الكردي. بل وتجرأ الباحث ووصف دور الكرد بالإيجابي في الصفحة 463 إذ قال،” وربما يتقدم الدور الكردي الإيجابي بمراحل طويله على دورهم السلبي، إذا كان لهم دور سلبي.” !!!!!
ان الباحث يشكك في اي دور سلبي لعبه الكرد في تلك المجازر وهذا غير مقبول علميا، تاريخيا، ومنطقيا ، ويقلل من مصداقية هذا البحث.
ثم أضاف الباحث نص التقرير الذي بعثه الأمير كامل يدرخان لآمر احد القطعات الروسية المرابطة في المنطقة في عام 1917. كانت غاية التقرير إعلام الروس لماذا لم يساند الكرد روسيا في حربها وهي بالتحديد تصرفات الفرق الأرمنية واعتدائها على الكرد.
قرأت التقرير بدقة ويمكنني القول بان هناك مبالغة كبيرة فيه تماما مثلما يتهم الباحث الأرمن بالمبالغة. فقد ذكر التقرير بأنه على الرغم من ظلم الأرمن على الكرد فإن الكرد حموا الكثير من الأرمن إلا ان الأرمن لم يحموا ولا كردياً واحداً، وهذا شيء لا يقبله العقل والمنطق. ففي جميع الامم هناك الصالح والطالح … وانا شخصيا اعرف عدد من الأشخاص الكرد الذين آواهم الآشوريون النساطرة وخيروهم بين البقاء على دينهم او التعمد بالمسيح. ومن من تعمد زوّجوهم من بناتهم .
كلام مثل هذا يقلل من مصداقية التقرير ودقته، وهو في نهاية المطاف رأيه الشخصي وليس وثيقة رسمية.
الأقسام الأخيرة من هذه الرسالة تناولت علاقة الأرمن بالكرد في العام الأخير من الحرب العالمية الاولى والتي كانت على اسوأ حال بالنظر إلى الانتقام المتبادل بين الطرفين والتي انتهت لصالح الكرد والمحو شبه الكلي لوجود الأرمن في الولايات الست موضوع هذا البحث. وتبع ذلك وفود الطرفين إلى مؤتمر الصلح في پاريس ومحاولة كل منهم استمالة المجتمع الدولي لدولة مستقلة تكون تحت ادارته او امرته، والتي بائت جميعها بالفشل. وأنتها المطاف بانحسار الأرمن إلى حدودهم الحالية ، واستحواذ تركيا على الولايات الست ومنع الكرد من الحصول على دولة مستقلة. وقبل ذلك استطرد الباحث مواقف القوى العظمى من التواليات الست ، اذ اكد بان جل تلك المواقف صبّت في مصلحة الأرمن ولم تنصف الكرد بتاتاً بالرغم من بعض التغيرات في سياسة بريطانيا التى أقرّت ولأول مرة وجود كردستان ، تلك السياسة آلتي لم تؤول إلى تحقيق تطلعات الكرد. ولعل من اهم اسباب ذلك هو استغلال الأتراك تخيف الكرد من الأرمن واستطاعة الحركة الكمالية من استمالة الكرد الانظمام اليهم واستغلالهم لضم الولايات الست إلى تركيا اليوم بدل جعلها جزء من ارمينيا الكبرى.
وفي الختام يؤكد الباحث بانه لن تكن هناك اية مشكلة بين الأرمن والكرد حتى عام 1877 وعند إعلان حزمة الإصلاحات الأرمنية الاولى، والتي لم ترُق الكرد رغم انها لم تنفذ على ارض الواقع، وتبعتها حزم جديدة والتي لم ترى النور عمليا.
ومع ذلك يستنتج الباحث بان كل المشاكل بدأها الأرمن وما قام به الكرد هو فقط حق الرد!! ولكنه تناسى لماذا أقفت حزم الإصلاح اساسا. ألم تكن تلك الحزم وداً على الظلم الذي تلقاه الأرمن تحت حكم الأمراء الكرد والحكم العثماني البغيض؟ ألم تسيق مذابح الأرمن على يد الكرد والعثمانيين عام 1895 المذابح التي اقترفها الأرمن بحق الكرد؟؟
بهذا هذا التلخيص الذي سيعتبره الكثير مملاً ، وربما منحازاً، أعود واقول بأني لست أرمنيا او كرديا، ولا ناقة لي في هذا الجدال البيزنطي ولا جمل إلا في إبداء رأيي الشخصي نظرا لاهمية الموضوع انسانيا وتاريخياً.
لا يمكنني ان انكر بأن الباحث قد اكمل بحثا مستفيضا في هذا الموضوع ، وهنا سأحاول ان استخدم لغة النقاط المحسوبة للباحث والنقاط المحسوبة عليه.
النقاط المحسوبة للباحث:
1. دراسة واسعة ومستفيضة، وتحل اهمية كبيرة في خوضه بالتفاصيل التي لا يعرفها الكثير.
2. اعتماد مصادر كثيرة تجمع مختلف الأطراف بضمنها الارمنية، وبلغات عديدة.
3. محاولته في الدفاع المستميت عن الكرد وتبرئة ساحتهم من المذابح الأرمنية، وانا لا ألومه لأنه كردي القومية.
النقاط المحسوبة على الباحث:
1. لا اعتقد بان اختيار عنوان الكتاب موفقاً لسببين رئيسيين؛ أ. انتقاص الباحث من هول المأساة الأرمنية ونعتها ب “مسألة” ! هل ذبح وتشريد مليون إنسان بغض النظر عن الاسباب “مسألة” فقط؟؟ ب. يُقال غالبا بانه لا يجب الحكم على الكتاب من العنوان، وهذا ما شعرت به إلى ان قرات تقديم الدكتورة سعاد حسن جواد. من الصفحة الاولى للكتاب تمكنت من تخمين ما يحتوية الكتاب من سرد واستنتاجات غالبها غيو محايدة. وهنا شعرتُ بأن عنوان ما سأقرأه اقرب إلى كونه “براءة الكرد من دم الأرمن”.
2. ارى مراراً وتكراراً قيام الباحث بالرفع من شأن نفس المصدر ومصداقيته والتقليل منه حسب ما تقتضيه مصلحته في سرده للأحداث او الخروج باستنتاجات.
3. لقد اشرتُ في بداية مراجعتي بأني سأتصور نفسي في محكمة افتراضية لكي اكون منصفاً. وللأسف لم يلتزم كل طرف في هذا المحكمة بأدوارهم المرجوة منهم. فالباحث وبالإتفاق مع القاضي قاموا بدور المدعي العام، والمحلّف والقاضي في آن واحد ، وفي غياب محامي الدفاع.
لو قُدّر لي ان أتقمّص دور الباحث، لكان في امكاني ان استعمل نفس المصادر والمعلومات المستقية منها ووضعها في أسلوب سردّي مختلف وبعيد عن العواطف والمشاعر غير المسنودة بدلائل. عندها فقط يمكن الخروج بكتاب اكاديمي يُقرّب من وجهات النظر ، ويردم الهوة الكبيرة بين الجانبين. وهذا لايتم الاّ إذا ما تناسى الباحث كرديته عندما شرع في هذا البحث المستفيض. وبطبيعة الحال ينطبق نفس المنطق على الكتاب والمؤرخين الأرمن.
د. سمير دنخا جونة
آذار 2024

Continue Reading

Previous: 600 ألف عنصر لضمان أمن الانتخابات المحلية في تركيا..المصدر : رووداو ديجيتال
Next: مسؤول أميركي: المجاعة “محتملة تماما” في بعض مناطق شمال غزة…..المصدر :رويترز الحرة نت

قصص ذات الصلة

  • الملف الكوردي

اكرم حسين تيار مستقبل كردستان سوريا: بين أزمة الهوية وتحديات التجديد..؟.المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 1, 2025
  • الملف الكوردي

بيان بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيس تيار مستقبل كردستان ….تيار مستقبل كُردستان سوريا 

khalil المحرر مايو 28, 2025
  • الملف الكوردي

عبدالحميد حسين…. وداع الزعامة……

khalil المحرر أبريل 22, 2025

Recent Posts

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن

khalil المحرر يونيو 2, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.