وصف رئيس فرع حزب العدالة والتنمية (آكبارتي) في إسطنبول، عثمان نوري كاباكتبه، القضية الكوردية بأنها “قضية أساسية في إسطنبول وفي تركيا أيضاً”.
وفي حوار مع شبكة رووداو الإعلامية من مكتبه في إسطنبول، قال رئيس فرع حزب العدالة والتنمية في إسطنبول إن مرشح حزب الشعب الجمهوري لمنصب رئاسة بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، رجل ينسى وعوده.
وعن أصوات الكورد، أوضح: “في إسطنبول لدينا أكبر عدد من الأصوات الكوردية. لأننا نحلل هذه الأصوات من منطقة إلى أخرى ومن صندوق اقتراع إلى آخر”.
أما بشأن أصوات دام بارتي، بيّن عثمان نوري كاباكتبه: “صحيح أن دام بارتي لديه مرشح في إسطنبول لمنصب رئيس البلدية، لكن هناك البعض داخل دام بارتي يدعمون أكرم إمام أوغلو، ويقول بعضهم إننا يجب أن نصوت لمرشحنا”.
تعد أصوات الكورد في إسطنبول، الحاسمة التي تحدد الفائز بمنصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى، لذلك يولي كل من حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري أهمية كبيرة لأصوات الكورد.
لهذا قال مسؤول فرع إسطنبول لآكبارتي: “تشعر أن حملة دام بارتي ليست قوية ومكثفة. لذلك تشعر أن الطرف الأول الذي يقف مع إمام أوغلو أكثر هيمنة على الحزب”.
وأضاف أن “دام بارتي يملك نحو 8% من الأصوات في إسطنبول. وإذا حصل على أقل من 8% فهذا يعني أن أصوات من يؤيد إمام أوغلو هي المهيمنة، وإن حصل على 8% فيعني أن أصوات المنادين بالتصويت لمرشخهم هي المهيمنة”.
وأدناه نص الحوار الذي أجراه معه سنكر عبد الرحمن:
رووداو: ما هو أهم مشاريع حزب العدالة والتنمية لإسطنبول؟
 
عثمان نوري: قبل أن نعد المشروع، سنقوم ببحث شامل لاحتياجات المدينة ومشاكلها من جميع النواحي، وما هي توقعات سكان إسطنبول وما نوع المشاريع التي يتطلعون إليها؟ عندما ننظر إلى إسطنبول من هذا المنظور، تتبادر إلى ذهننا أولويتان مهمتان: حركة المرور وتعزيز قدرة إسطنبول على الصمود في وجه أي زلزال. سنركز بشدة على هذين العاملين المهمين. بالإضافة إلى هذين العاملين المهمين، لدينا ثمانية مواضيع رئيسة أخرى، مصنفة حسب أهميتها والحاجة إليها، تتعلق بالثقافة والفن والمرأة والشباب والعديد من الأمور الأخرى.
ولكن بناء على سؤالك، سنركز أولاً على هاتين المسألتين المهمتين للغاية. من المهم جداً الاهتمام بتعزيز البنية التحتية في إسطنبول حتى تتمكن من مقاومة جميع أنواع الزلازل. مشكلة المرور في إسطنبول أيضاً مشكلة طويلة الأمد تواجه سكان إسطنبول وسنبذل قصارى جهودنا لحلها.
رووداو: ليست إسطنبول جميلة ونظيفة كما كانت، إلى ماذا تعزون ذلك؟ وإذا استعدتم السلطة ماذا ستفعلون لتنظيف إسطنبول؟
 
عثمان نوري: المدن تشبه الكائنات الحية في حاجتها إلى الاعتناء بها، وإذا لم يتم الاهتمام بها ولم يتم الاستعداد والتخطيط الجيد لهذا، ستفقد المدن جمالها، وستتلوث البيئة، وستبقى آثار الفيضانات تهديداً مستمراً، متنزه المدينة الذي تقصده النساء والأطفال بصورة عامة سيفقد جماله. نحن نصف السنوات الخمس الماضية بأنها حقبة غياب الخدمات.
لذلك فإن إسطنبول خاصة، مثل كل كائن حي، تحتاج إلى رعاية وخدمة مستمرة، وإن أهملت ولو لفترة قصيرة، فإنها بالتأكيد ستتضرر وتظهر بوجه قبيح. لسد الفجوات في الخدمات التي حددناها، عندنا أكثر من 100 مشروع جاهز ضمن جدول أعمالنا لتستعيد إسطنبول جمالاً خاصاً بها. يستحق سكان إسطنبول حياة أفضل بكثير من المستوى الحالي وسنمد يدنا لجميع الطبقات والشرائح وجميع الأعمار المختلفة الذين يحتاجون إلى هذه الخدمات، والتي لم تكن متوفرة لهم خلال هذه الفترة. سنكثف جهودنا ونعمل جاهدين لتقديم أفضل خدمة لهذه المدينة، لأننا نمتلك 15 عاماً من الخبرة في هذا المجال.
يسألنا المواطنون: أنتم تتحدثون الآن عن بعض المشاكل في إسطنبول. في حين كنتم تديرون هذه المدينة منذ 15 عاماً، لماذا لم تقوموا بذلك بأنفسكم من قبل؟ أم أن هذه المشاكل كانت موجودة أثناء الحكم البلدي لحزب العدالة والتنمية؟ ورداً على ذلك نشرح بالتفصيل وبوضوح شديد ونقارن الفروق بين عصرنا وعصرهم بطريقة علمية وخاصة من حيث التحسن أو التدهور. نحن لا ندعي فقط أننا سنقوم فقط بتزيين إسطنبول، أو خدمتها وحدها، بل على العكس، نؤكد على حل مشكلة المرور أيضاً. نقول لهم سنبني ميترو في هذه المنطقة وجسراً أو نفقاً في هذه المنطقة ونعرض أفكاراً أخرى لهذه المنطقة.  بالإضافة إلى ذلك، سنشرح لهم عن حدائق الأحياء والمتنزهات الشعبية وحدائق الأزقة وغيرها من المشاريع واحداً تلو الآخر، وهكذا سنقف أمام الشعب.
رووداو: كيف هو وضعكم ووضع حزب الشعب الجمهوري حسب ما تظهره استطلاعات الرأي؟
 
عثمان نوري: في الأسبوع الماضي، أعلن مرشحنا لرئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، مراد كوروم، نتائج آخر استطلاع للرأي في إسطنبول والتي أظهرت أننا نتقدم بنقطتين على مرشح حزب الشعب الجمهوري. كما تعلمون، تجرى استطلاعات الرأي باستمرار من قبل شركات مختلفة أثناء العملية الانتخابية. وحتى في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2023، شهدنا مئات استطلاعات الرأي التي حددت الصورة العامة. وأجريت استطلاعات الرأي على مستوى عالمي أيضاً بشأن الانتخابات الرئاسية. بعض استطلاعات الرأي أصاب النتائج والبعض الآخر جاءت نتائج الانتخابات مخالفة لنتائجه. لكن الشعب يعرف الشركات التي تجري الاستطلاعات ولأي غرض. رأينا بعض الشركات تقول في استطلاعات الرأي إن المرشح الرئاسي للطرف الآخر سيفوز بنسبة 60%، لكننا رأينا العكس وشهدنا هزيمتهم. نحن أيضاً نجري استطلاعات خاصة بنا ونتحاور مباشرة مع المواطنين مباشرة لتقييم الوضع ومعرفة أين نحن وأين تكمن نواقصنا. ذكرت قبل قليل أننا أجرينا الاستطلاع الأخير وأعلن السيد مراد كوروم النتائج في تجمع جماهيري. لذلك، تخبرنا نتائج الاستطلاعات الميدانية، أننا سنسمع في مساء يوم 31 آذار الأخبار السارة التي تعلن فوز السيد مراد كوروم. ونأمل أن يصبح هذا الخبر صحيحاً في الأيام القليلة المقبلة بإذن الله.
رووداو: وفقاً لما تقولون، ستفوزون هذه المرة برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى بعد أن فاز بها حزب الشعب الجمهوري قبل خمس سنوات. هل تعتقد أنه بعد خمس سنوات، سيمنحكم سكان إسطنبول ثقتهم مرة أخرى ويعيدون لكم منصب رئيس بلدية إسطنبول الكبرى؟
 
عثمان نوري: بينت لنا انتخابات العام الماضي أننا سنفوز في الانتخابات البلدية في إسطنبول 2024، وكما قلت، فإن الاستطلاعات الميدانية والآراء والأبحاث التي قمنا بها والنتائج التي حصلنا عليها تخبرنا أننا سنكون الطرف الفائز. كما أن الاستفتاء الأكبر والأصدق سيكون في 31 من هذا الشهر، وسيخبرنا الشعب من فاز ومن خسر. البيانات المتاحة تخبرنا بوضوح أن حزب الشعب الجمهوري سيكون الطرف الخاسر لأن إسطنبول رأت كل شيء وحزب الشعب الجمهوري لن يقوم بحملة انتخابية بعد الآن وليست لديه القدرة، فرغم أنه يحاول الاستمرار في الحملة الانتخابية لكن الإسطنبوليين يدركون أن الطرف الذي يخدم إسطنبول والذي يهمه أمر إسطنبول هو رئيس من آكبارتي. بل أن إخواننا وأخواتنا في حزب الشعب الجمهوري يتحدثون باستمرار عن الفشل المستمر لمسؤوليهم في خدمة إسطنبول. لذلك، فإن الناس واعون للغاية، وهذه المرة سيصوتون لحزب لا يهمه غير إسطنبول، وهم يعلمون أن آكبارتي خبير وحكيم للغاية في تحديد مشاكل هذه المدينة وحلها.
في المقابل، هناك مرشح يظن أنه ضمن الفوز برئاسة بلدية إسطنبول هذه المرة أيضاً، ويشعر بالغرور لدرجة أنه يتطلع من الآن للمشاركة في انتخابات الرئاسة التركية للعام 2028، ويظن أنه بعد أن يفوز في هذه الانتخابات سيفوز في انتخابات رئاسة الجمهورية أيضاً. أي أن هؤلاء يبحثون فقط عن المناصب والشهرة ويرون في إسطنبول نقطة انطلاق للوصول إلى قمة هرم السلطة في هذا البلد. لا، إسطنبول تحتاج إلى رئيس يكرس كل طاقته وقدراته لخدمة إسطنبول، لذلك نعتقد أنه في 31 آذار، سنقدم رداً قوياً جداً على أولئك الذين يعتقدون أنهم قادرون على الفوز بإسطنبول مرة أخرى. يجد مواطنو إسطنبول هذه الانتخابات حاسمة لمستقبلهم، لذلك لن يصوتوا لأولئك الذين لا يهمهم غير الحصول على المناصب العليا. لن يسمح الناخبون في إسطنبول بهؤلاء الأشخاص بعد الآن.
رووداو: في الانتخابات الأخيرة، قدم السيد أكرم إمام أوغلو العديد من الكلمات والوعود الطيبة للكورد، ولكن الكورد الذين يعيشون في إسطنبول يقولون إن أقواله وأفعاله بعد الانتخابات لم تكن هي نفسها. تعلمون أن هناك أكثر من خمسة ملايين كوردي يعيشون في إسطنبول، ما هي رسالتكم إلى كورد إسطنبول؟
 
عثمان نوري: أريد أن أقول إن السيد أكرم إمام أوغلو يعاني من عادة نسيان الوعود التي قطعها على شاشة التلفزيون وفي الساحات. حتى أنه سُئل في برنامج عن بعض وعوده الانتخابية لشعب إسطنبول، فأجاب أنه نسيها. على سبيل المثال، قدم عدة وعود بشأن الشباب والكورد وحركة المرور والرفاهية وتقديم الخدمات.
لكنه وكما قال في البرنامج، نسي الوعود التي قطعها لتلك المجموعات. هذا يعود إلى سببين؛ الأول أنه لم يطلق الوعود للوفاء بها وكانت فقط للخداع، والثاني أن وعوده في الحقيقة كانت مجرد سرد للجمل والكلمات، وهو كشخص يتصف بالإكثار من إطلاق الوعود وعدم الوفاء بها. المواطن هو من يقرر أي السببين يقف وراء عدم وفائه بوعوده. لكن الجميع يعلم جيداً أنه عندما سئل عن وعوده الانتخابية للعام 2019، قال: «لا أتذكر ما قلت وما وعدت به. فأصبح بإمكان الناس أن يجعلوه يدفع ثمن هذه الكلمات وجعله يتوقف عن تقديم الوعود دون عمل. إسطنبول هي المدينة الأكثر تميزاً في تركيا، ولا يمكن للمرء أن يربط كل شيء بالسياسة ولا يفكر في الخدمة. لكنه لم يفِ حتى بوعوده السياسية للكورد، والأتراك، والشركس، واللاز، والبوشناق، والألبان، وكل مكونات 85 مليون نسمة يعيشون في تركيا. ونحن مثل كل مكونات في تركيا، سوف نقوم بتقييم الوعود الجوفاء وكلام هذا السيد. إن تحدثنا عن الناحية السياسية، فإن آكبارتي هو أكبر حزب سياسي كردي، وأكبر حزب سياسي تركي ولجميع المكونات الأخرى لتركيا، وقدم أكبر خدمة لتركيا هذه بدءاً بالحريات ووصولاً إلى الاقتصاد والصحة والتنمية. لم يختر أحد جنسيته أو لغته عند ولادته، لكننا نختار من يمثلنا، ويخدمنا، ويحترم لغتنا، وثقافتنا، وقوميتنا، وديننا، وحتى أسلوب ملابسنا. لقد أزال آكبارتي كل هذه العقبات ونحن مهتمون دائماً بتوسيع الحريات إلى الحد الذي لا يشعر فيه أحد بالإهمال أو عدم الاحترام. أخبرني أحد الأصدقاء في اليومين الماضيين أن السيد أكرم إمام أوغلو أذاع أغنية كوردية خلال حملته الانتخابية ويبثها في الساحات. فأخبرته أن هذ جميل، ويدل على أن آكبارتي خلق مناخاً حراً بحيث يمكن للجميع تأليف أغنية كوردية لحملته. لذلك، نحاول توسيع مدى الحرية الموجودة. نحن في آكبارتي سنعمل كفريق واحد مع إخواننا الكورد لصالح مرشحينا لرئاسة البلديات وأعضاء المجالس البلدية وبلديات المدن والقصبات الأخرى. ويشكل الكورد أحد الركائز الأساس لتأسيس آكبارتي.
إحدى الفلسفات السياسية لآكبارتي هي أنه، على الرغم من أن الموضوع الذي أناقشه خارج نطاق حديثنا قليلاً، إلا أنني أريد تسليط الضوء عليه للتوضيح. تقول الفلسفة السياسية لآكبارتي إن الشخص لا يختار والديه حين يولد. كما لا يختار الإنسان أمه أو أباه أو بلده أو مدينته أو قريته أو حيه، وآكبارتي لا يفرض عليه ذلك في عملية التعليم الذاتي. لقد ولدنا متساوين، ونعيش متساوين، وتنتهي حياتنا متساوين، نعمل على أساس هذه الفلسفة. وعلى هذا الأساس سنخدم جميع مواطني إسطنبول البالغ عددهم 16 مليوناً على قدم المساواة ودون تمييز. لا نفرق بين الكورد والأتراك واللاز والشركس وغيرهم، فكلهم مكونات أساسية لهذه الأرض وهذا البلد ولهم الحق في أن تجري خدمتهم على قدم المساواة.
رووداو: ذكرتم الثقافة واللغة والتعليم، المواطنون الكورد في إسطنبول مواطنون أتراك، ما الذي ستقدمونه للكورد من حيث الثقافة واللغة الأم والتعليم؟
 
عثمان نوري: تعلمون أن التحد باللغة الكوردية، والغناء بالكوردية، وعزف الموسيقى الكوردية، والتعليم باللغة الكوردية، وتعيين اللغة الكوردية كلغة اختيارية في المدارس، ووجود اللغة الكوردية في المدارس الخاصة والاهتمام باللغة الكوردية، كل ذلك ظهر خلال فترة آكبارتي. كما أننا لم نواجه أية مشاكل مع هذا في تركيا. اليوم ستلبي طلب أحد المواطنين، قد يصبح غداً حاجة مهمة جداً ستعمل عليها وتهتم بها أكثر. بالإضافة إلى ذلك، نحن نحاول تطوير هذا.
أزال آكبارتي كل العوائق أمام اللغتين العربية والكوردية. تعلمون أن اللغة الكوردية تدرس في مدارسنا وتم افتتاح أقسام اللغة الكوردية في جامعاتنا. في العهد الذي سبقنا، لم يكن مسموحاً لأحد أن ينتج الموسيقى الكوردية والفن الكورديين بأي شكل. كان ذلك عادياً باللغة الانكليزية، ولكن ليس باللغة الكوردية. جاء آكبارتي ورفع كل هذه المحظورات وأزال العقبات. لا شك أن العملية مستمرة وستتوسع مع زيادة الطلب وسيتم تقييم وتنفيذ أي مطلب من مطالب المواطنين. لم تكن اللغة الكوردية اللغة المحظورة الوحيدة في تركيا، بل تم حظر لغات الأخرى أيضاً، لكن عندما وصل رجب طيب أردوغان إلى السلطة من خلال رئاسة آكبارتي وخلال فترة ولايته كرئيس للوزراء ثم كرئيس أزال كل هذه العقبات. لم تعد لدينا مشكلة كهذه، ليس لدينا أي مشاكل من حيث اللغة أو التعليم أو فتح المدارس. وكما قلت، يتم تدريس اللغة الكوردية في المدارس العامة والخاصة وتم تجاوز كل هذه المشاكل. وما تبقى هو قضايا يمكن حلها في جو ديمقراطي في البرلمان. مثلاً قبل بضعة أيام، زارني مواطن مقعد وطلب ملعباً خاصاً لكرة القدم لممارسة الرياضة. قبل خمس سنوات لم يكن هناك مثل هذا المطلب، لكنه موجود اليوم وقد وضعناه على جدول أعمالنا. في الوقت نفسه، يتكيف آكبارتي باستمرار مع هذه التغيرات، سواء على مستوى السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع أو أي مجال آخر. وسيواصل ممارسة السياسة وفقاً لإرادة ومطالب الشعب. وهو ينتهج هذه السياسة مع الكورد والعرب واللاز والشركس.
اليوم توجد قناة تلفزيونية رسمية باللغة الكوردية. بينما لم يكن يُسمح لك في حقبة ما قبل آكبارتي بالاستماع إلى أغنية كوردية في سيارتك الخاصة، لكن الدولة لديها اليوم قناة رسمية باللغة الكوردية. هذه ثورة وتأكدوا أننا لن نتوقف عند هذا بل سنستمر.
رووداو: ذكرتم أنه كان هناك انفتاح أكبر تجاه الكورد في عهد آكبارتي، إذا فزتم برئاسة بلدية إسطنبول، هل ستكون هناك حقبة جديدة للقضية الكوردية؟
 
عثمان نوري: كما قلت، وأقول هذا لجميع مواطنينا، نحن ننظر إلى القضية الكوردية في إسطنبول وتركيا كقضية أساس. نحن نفعل كل شيء معاً. لدينا اليوم العديد من الإخوة الكورد في تنظيمات آكبارتي وبلدياته، ونحن نعمل معاً. في العمل البلدي، نتخذ من توقعات شعبنا سياسة لعملنا ونعمل على تحقيقها. فمثلاً هناك مطالب خدمية واجتماعية واقتصادية وثقافية وغيرها كثير. قدمنا هذه المطالب إلى بلديات المناطق في إسطنبول ونريد أن نرفعها إلى رئاسة البلدية أيضاً.
هناك مثلاً طلب على الأنشطة الفنية والاجتماعية والثقافية للحفاظ على ثقافتهم الخاصة. ولا يتم ذلك في بلدياتنا فقط، بل قمنا أيضاً بزيارة القرى عدة مرات وتصوير أفلام وثائقية عنها. على سبيل المثال، أرسلنا فرقنا من هنا إلى قرى وان وآمد والعديد من المدن الأخرى لتصوير الأنشطة التي ذكرتها. يجب على مواطنينا أن يعرفوا ويروا أننا نخدم جميع إخواننا على مستوى إسطنبول وتركيا بالمستوى الذي ذكرته من خلال بلدياتنا، وإخوتنا هؤلاء جزء من آكبارتي. نحن نعمل بنفس الطريقة مع إخواننا الكورد والإخوة الآخرين. ولذلك، فإننا نعمل باستمرار على زيادة هذه الخدمات.
رووداو: طرحت هذا السؤال لأن هناك شائعات مفادها أنه إذا فاز آكبارتي برئاسة بلدية إسطنبول، فقد يبدأ عهد جديد للمشكلة الكوردية. هل هناك أي جديد بخصوص هذا الموضوع؟
 
عثمان نوري: أريد أن أقول إن آكبارتي لا يرى الكورد كجزء منفصل عنه وعن تركيا. الكورد جزء أصلي من آكبارتي وتركيا، وهم مؤسسو هذا الحزب وهذه الدولة. إن لهم فيها من الحق ما للأتراك والعرب واللاز والشركس. إذا لم يتمكن الكورد من التحدث اليوم، فلن يتمكن العرب واللاز أيضاً من ذلك. كل من ذكرتهم هم أصحاب تركيا وآكبارتي الأصليون، لذلك نحن مستعدون لمساعدة إخواننا الكورد بكل شكل، كما سنساعد إخواننا العرب واللاز والشركس. ليس لدينا مشكلة مع هذا. قلنا هذا لجميع المواطنين الأتراك. لذلك لم نسمح أبداً بتهميش الكورد والعرب والقوميات الأخرى، وسنواصل ذلك في المستقبل. ومهما كانت المطالب سوف نستمع إليها ونجلس ونتحدث عنها، ولا نزال نفعل ذلك. قبل بضعة أيام مثلاً، جلست في توزلا مع منظمة مدن شرق وجنوب شرق تركيا. جلسنا مع الإخوة في جولةميرك وناقشنا ما يمكننا القيام به وكيف يمكننا العمل في إسطنبول. استمعنا لمطالبهم. إلى جانب مسألة الخدمات، هناك أيضاً الوضع السياسي في بلادنا. في الحقيقة، أنا فسرت السؤال في سياق الأعمال الخدمية. لذلك ذكرت تلك التفاصيل، أما المسألة السياسية فهي مسألة أخرى. لذلك أردت أن أتحدث أكثر عن هذه القضية على مستوى إسطنبول. لذا يمكننا معاً إدارة إسطنبول.
رووداو: في الانتخابات السابقة حصلتم على الكثير من أصوات الكورد، فهل يؤثر وجود مرشح دام بارتي لرئاسة بلدية إسطنبول على أصواتكم في هذه الانتخابات؟
 
عثمان نوري: نحن في آكبارتي نمتلك العدد الأكبر من أصوات الكورد في إسطنبول، لأنه إذا نظرنا إلى نتائج صناديق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة، ليس صحيحاً أن دام بارتي فاز بأكبر عدد من أصوات الكورد في إسطنبول. لأننا نحلل تلك الأصوات منطقة بمنطقة وصندوقاً بصندوق. لذلك، في العديد من المناطق التي بها عدد كبير من السكان الكورد، فإننا إما في المرتبة الأولى أو الثانية. على الرغم من أن دام بارتي لديه مرشح لمنصب رئيس بلدية إسطنبول، إلا أن هناك البعض داخل دام بارتي يدعمون أكرم إمام أوغلو، بينما يقول آخرون إننا يجب أن نصوت لمرشحنا.
لكن ما هو تأثير هذين الجانبين على الحملة الانتخابية لدام بارتي؟ هذا مهم. على سبيل المثال، تشعر أن حملة دام بارتي ليست جادة وقوية. ولذلك، هناك شعور بأن الطرف الأول، الذي إمام أوغلو، هو الذي يهيمن على الحزب. وهذا يخلق الانطباع بأن هناك اتفاقاً في الخفاء بين حزب الشعب الجمهوري ودام بارتي، ومن جانب آخر يطالبون بالأصوات لمرشحهم. لأن دام بارتي يملك حوالي 8% من الأصوات في إسطنبول. وفي الانتخابات الأخيرة، حصلوا على نحو 12% من الأصوات مع حزب العمال التركي. لذلك إذا كانت نسبة أصواتهم أقل من 8%، فهذا يعني أن صوت من يؤيد إمام أوغلو هو الغالب، وإذا حصلوا على 8% فإن صوت الذين يطالبون بالأصوات لمرشحهم هو الغالب. لذلك، نحن في آكبارتي سنفوز بأصوات الناخبين الكورد، وأعتقد أن بعض ناخبي دام بارتي سيصوتون لمراد كوروم، مرشح آكبارتي.
رووداو: في سؤالي الأخير، سأبتعد بكم عن إسطنبول، لذا أود أن أسألك عن العلاقات الحالية بين تركيا وإقليم كوردستان.
 
عثمان نوري: لدينا علاقة طويلة الأمد، ونحن بالفعل في مرحلة إيجابية، وعلينا أن نحاول توسيع هذه العلاقة بشكل أكبر. لأننا نعلم أن قوة العمل المشترك في المنطقة لا تكمن في بلادنا فحسب، بل في بعض الدول المجاورة لنا أيضاً. لذلك عندما ننظر إلى الوضع، كفرد وكإسطنبولي، يجب علينا على تركيا دائماً تطوير هذه العلاقة. نعتقد أن تطويرها هو الصحيح.