وأقرّ أردوغان من مقر حزبه بأن نتائج الانتخابات التي جرت الأحد شكلت “نقطة تحول”، لكنه وعد “باحترام قرار الأمة”.
وقال للصحافة مساء الأحد: “نحن في المركز الأول بفارق أكثر من مليون صوت (…) فزنا في الانتخابات”، موضحا أن هذه النتائج تغطي 96% من صناديق الاقتراع.
وتجمّع أنصاره مساء قرب مقر البلدية للاحتفال ملوحين بالأعلام التركية.
وقال أمام حشد مبتهج من أنصاره “أولئك الذين تم تجاهلهم أرسلوا رسالة واضحة إلى من يديرون هذا البلد”.
اختراق في الأناضول
بدوره، اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر تشكيل معارض في تركيا، أوزغور أوزيل مساء الأحد أن “الناخبين اختاروا تغيير وجه تركيا” بعد 22 عاما من هيمنة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ.
إلى جانب إزمير (غرب)، ثالث مدينة في البلاد ومعقل حزب الشعب الجمهوري، وأنطاليا (جنوب) حيث بدأ أنصار المعارضة يحتفلون بالنصر في الشوارع، فإن حزب الشعب الجمهوري في طريقه لتحقيق فوز كبير في الأناضول.
ويتصدّر الحزب نتائج الفرز الجزئية في عواصم إقليمية يحتفظ بها حزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة.
وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من أنصاره في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم “للأسف، لم نحصل على النتائج التي أردناها”.
إعادة انتخاب إمام أوغلو على رأس أكبر مدينة في البلاد تضعه في صلب السباق الانتخابي الرئاسي في 2028.
وكان الناخب سرحان سولاك (56 عاما) الذي يقيم في أنقرة واقترع لصالح مرشح المعارضة منصور يافاش صرح لفرانس برس صباح الأحد “ثمة حاجة إلى توازن، أقله على المستوى المحلي ضد الحكومة”.
في المقابل، يتقدّم مرشحو حزب العدالة والتنمية الحاكم في العديد في مدن الأناضول الكبرى (قونية، قيصرية، أرض روم) والبحر الأسود (ريز، طرابزون)، فيما يتوقع فوز مرشحي حزب الشعوب الديموقراطي الموالي للأكراد في كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، وأبرزها دياربكر.
طوال الحملة، حرص أردوغان على تنظيم تجمعين إلى ثلاثة تجمعات كل يوم، مستفيدا من تغطية إعلامية رسمية غير محدودة.
ولن تكون تداعيات هزيمة حزبه العدالة والتنمية في اسطنبول سهلة عليه.
وقد شكّل فوز إمام اوغلو ببلدية اسطنبول في 2019 أسوأ هزيمة انتخابية للرئيس التركي منذ وصوله إلى السلطة في 2003 كرئيس للوزراء.
مذاك، بات رئيس البلدية بين الشخصيات السياسية المفضلة لدى الأتراك، وظهر كمنافس مباشر لأردوغان، رغم أن الأخير وصفه بأنه “رئيس بلدية بدوام جزئي”.
وقد تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسة بين الرجلين اللذين يتحدران معا من منطقة البحر الأسود.
لكن أردوغان (سبعون عاما) أكد بداية آذار (مارس) أن الانتخابات البلدية ستكون “الأخيرة” بالنسبة إليه، ملمحاً إلى أنه سيغادر الحكم في 2028، إلا إذا تم تعديل الدستور ليتاح له الترشح مجددا.