يقول محلّلون وخبراء سياسيون إن إسرائيل والولايات المتحدة تعيشان حالة من الترقب  والتأهب، وإن إيران سترد “بالتأكيد” على استهداف إسرائيل مبنى قنصليتها في دمشق، وذلك من خلال وكلائها في المنطقة”.

والاثنين الماضي، قصفت طائرة إسرائيلية من طراز (أف 35) مبنى القنصلية وسط دمشق، والتي أدت إلى تدمير المبنى بشكل كامل، ومقتل سبعة قياديين في “الحرس الثوري”.

وأول أمس السبت، جددت إيران تهديداتها بالرد على إسرائيل، وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية محمد باقري: “ستتم العملية في الوقت المناسب وبتخطيط وبأقصى قدر من الضرر للعدو”.

رد مؤكد

يقول فابريس بالانش، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، لنورث برس، إن إيران بالطبع سترد، “لأنه كان إذلالاً كبيراً وجه لإيران، ضرب القنصلية مثل ضرب إسرائيل للأراضي الإيرانية”.

ولن ترد إيران بشكل مباشر “لأنها لا تريد مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، ولذلك ستستخدم إيران وكلائها (حزب الله، والحوثيين، وحشد الشعبي، وما إلى ذلك)، بحسب ما يقوله الخبير.

ويبن الخبير، أنه يمكن لإيران أن تستهدف “الممثليات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج، حتى أن نائباً محافظاً للغاية دعا إلى استهداف السفارة الإسرائيلية في أذربيجان”.

ويمكن بعد الهجوم على القنصلية أن نتخيل رداً إيرانياً على الجولان، كونها وفقاً للقانون الدولي أرض سورية محتلة، لأن استهداف إسرائيل دون استهداف الأراضي الإسرائيلية من ميزات إيران، بحسب ما يراه بالانش.

فيما يقول المحلل الجيوسياسي، مانيش راي، لنورث برس، إنه “سيكون هناك رد متوقع بشدة من الجانب الإيراني، وأن هذا الرد سيكون من خلال الميليشيات والوكلاء”.

مخاطر إقليمية

يقول خبير شؤون الشرق الأوسط بلانش: “إذا كانت إيران تريد أن تنتقم بشدة من إسرائيل، فإننا نخاطر بالتصعيد الإقليمي، فعلى سبيل المثال، قصف شمال إسرائيل من قبل حزب الله من شأنه أن يجر لبنان إلى الحرب وسوريا أيضاً، لأن إسرائيل تريد قطع جميع الخدمات اللوجستية من سوريا لحزب الله”.

وتعيش الولايات المتحدة وإسرائيل في حالة تأهب قصوى وتستعدان لهجوم إيراني محتمل يستهدف أصولاً إسرائيلية أو أميركية في المنطقة رداً على القصف الإسرائيلي على السفارة.

فيما يقول المحلل الجيوسياسي راي، أنه قد تم التصعيد بالفعل بسبب الصراع الدائر في غزة، لذا إذا كان هناك صراع كبير آخر في المنطقة فإنه سيزيد من زعزعة استقرارها.

وهذا يمكن أن يهدد التجارة الدولية من خلال تعطيل الممرات الملاحية وصادرات النفط، وفق ما قاله راي.

ويضيف: “قد أثر الهجوم على القنصلية الإيرانية بالفعل إلى تعريض الاستقرار الإقليمي للخطر، ومن المحتمل أن تبدأ سلسلة من ردود الفعل من الهجمات والهجمات المضادة التي يمكن أن تؤدي إلى انتشار الصراع في الشرق الأوسط برمته، وسيكون لهذا وضعاً كارثياً ليس فقط للمنطقة فحسب بل للعالم أجمع”.

وتعلم إيران أن تواصلها مع الهيئات الدولية لن يكون كافياً، لذلك يبحث الإيرانيون عن نوع من الرد العسكري الذي يمكن أن يكون في شكل هجوم صاروخي من قبل وكلائهم، وخاصة حزب الله، بحسب راي.

معركة في سوريا

يقول راي، في تصريحه لنورث برس، إنه من المرجح أن تكون سوريا ساحة المعركة التالية للمواجهة الإسرائيلية-الإيرانية.

وتتمتع إيران ببنية تحتية عسكرية جيدة في سوريا، ومن خلالها يمكنها مواجهة إسرائيل على مقربة منها، ورداً على ذلك، لن تمتنع إسرائيل عن تنفيذ هجمات في جميع أنحاء سوريا، “وأتوقع أن يتم جر سوريا للأسف إلى هذا الصراع الطويل”، بحسب راي.

ويشير إلى أن إيران بدأت بالفعل في اتخاذ إجراءات رادعة، وطلبت طهران من عملاء الحرس الثوري الإيراني العمل تحت الأرض في سوريا، كما بدأ الإيرانيون في نقل أسلحتهم بعيدة المدى إلى مواقع أكثر سرية في سوريا”.

ويشدد على أن الميليشيات التابعة لإيران في سوريا قد توقف عملياتها على جبهات أخرى مثل جبهة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” في الوقت الحالي للتركيز حصرياً على القتال مع إسرائيل.

وأما خبير شؤون الشرق الأوسط بالانش، يقول إن سوريا “هي بالفعل في موقع مواجهة بين إسرائيل وإيران، القوات الجوية الإسرائيلية تضرب المطارات السورية والقواعد الموالية لإيران لمنع نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، وتسقط بضع قذائف على الجولان في المقابل”.

ويضيف خبير شؤون الشرق الأوسط، أن “الأمر الأكثر خطورة في شرق سوريا لأن إيران تريد إقناع القوات الأميركية بالمغادرة من خلال مضايقتهم من قبل الميليشيات الشيعية العراقية”.

تحرير: محمد القاضي