مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق؛ هذا هو الخبر المنتظر يوم غد السبت. لقاء المفتي دريان بالرئيس الشرع، ليس لتخويف أحد، أو توجيه رسائل سياسية أو دينية الى أي طرف كان، هو لقاء بين مفتي الجمهورية اللبنانية ورئيس دولة شقيقة لا يسعى الى أطماع في لبنان أو كسر أي مكون فيه وضربه، بل على العكس، اللقاء سيكون اعلاناً عن فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية-السورية، عنوانها الأمان والطمأنينة في لبنان، الذي عاش اللوعة منذ قيام النظام البعثي في سوريا.
توتر
لم تكن العلاقة بين دار الفتوى والنظام البعثي في سوريا يوماً على وفاق، فالنظام الساقط سعى دائماً الى ضرب المكونات الوطنية في لبنان، ومنها السنة، ووتر الأجواء مع دار الاعتدال والوطن، باغتيال مفتيها ومشايخها.
اغتال النظام الساقط، خلال عهد حافظ وابنه بشار، خطباء وساسة ومفكرين لبنانيين من مختلف الطوائف، الا أنه استهدف خصوصاً الطائفة السنية، فقد اغتيل كل من: الشيخ حليم التقي في العام 1983، والشيخ صبحي الصالح في العام 1986، والمفتي حسن خالد في العام 1989. كل ذلك كان تكريساً للنفوذ السوري المناهض للاعتدال الذي سعى المفتي خالد الى تكريسه بتواصله وتعاطيه مع المكونات كافة.
اعتدال
طوال فترة الوجود العسكري السوري في لبنان، لم تسلم دار الفتوى من استهدافات النظام المجرم، حتى مع وصول الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى لبنان، والذي شكل نقطة أمان واعتدال لكل المكونات اللبنانية، وسعى الى التوافق وعودة لبنان الى ما كان عليه، وتطبيق اتفاق الطائف، فقد زاد النظام من حديته تجاه اللبنانيين عموماً والسنة ودار الفتوى والرئيس الشهيد خصوصاً، فالهدف البعثي والأسدي كان القضاء على أي شخصية سنية وطنية في لبنان، وهو ما حصل فعلاً، باغتيال الحريري عام 2005، واعتبر اجهاضاً للمشروع الوطني اللبناني.
الزيارة
وفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، فان المفتي دريان سيرأس وفداً من المفتين الى جانب رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد عساف وأمين الفتوى الشيخ أمين الكردي. وستستمر الزيارة ليوم واحد، أي لساعات، وقد تشمل الى لقاء الرئيس الشرع، زيارة لوزارة الأوقاف والمسجد الأموي الكبير.
اتجدر الاشارة الى أن هذه الزيارة هي الأولى للمفتي دريان الى سوريا منذ توليه المنصب في العام 2014، الى جانب القطيعة بين الدار والنظام الساقط.
وتمكن المفتي خلال الفترة الماضية من اظهار دور دار الفتوى وتثبيته كمؤسسة وطنية جامعة، حاضنة لكل الأطراف، وهو الدور الذي عرفت به على مر السنوات، من أجل الحفاظ على التوازن والسلم الأهلي في لبنان، وأن السنة جزء أساسي من الدولة اللبنانية. وزيارة دمشق، تعبّر عن مرحلة جديدة بين البلدين قائمة على الاحترام، مع عودة سوريا الى الحضن العربي.