القوات الاميركية في سوريا هدفا لمسيرات الميليشيات الايرانية

القوات الاميركية في سوريا هدفا لمسيرات الميليشيات الايرانية
 في تأكيد للدور الإقليمي الجديد الذي يقوم به مسؤول الحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال السورية سابقاً الحاج عسكر، أكدت مصادر سورية معارضة أنه هو المسؤول الأول عن إعطاء الأوامر باستهداف القواعد الأميركية المنتشرة في الأراضي السورية.
وبعد الغموض الذي خلّفته البيانات الصادرة عما يسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” بخصوص تبنّي عمليات القصف بالصواريخ والطائرات المسيرة على عدد من القواعد العسكرية الأميركية في شمال سوريا وشرقها، كشفت مواقع سورية معارضة عن معلومات مفصّلة تحدد الجهات الحقيقية التي تقف وراء عمليات القصف، لكنها لسبب أو لآخر قررت الاختفاء تحت المسمى السابق.
ووفق المعلومات التي جرى تسريبها، فإن أوامر استهداف القواعد الأميركية في سوريا تصدر عن لجنة مؤلفة من كل من مسؤول الحرس الثوري دير الزور الحاج موسوي الموسوي، والحاج كميل الذي تضاربت الأنباء حول منصبه الجديد ولكنه يعتبر من أبرز قادة الحرس الثوري في الشرق السوري، بالإضافة إلى الحاج عسكر الذي يقوم بالتنسيق مع غرفة عمليات منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق.
وتتوزع أوامر الاستهداف من اللجنة السابقة إلى عدد من الأذرع الميدانية للحرس الثوري والتي تختلف باختلاف القاعدة المراد قصفها وموقعها الجغرافي.
فقاعدة التنف ومنطقة الـ55 كيلومتراً، على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، تدخل ضمن صلاحية كلّ من كتائب “حزب الله” العراقي و”عصائب أهل الحق”، وفق موقع “عين الفرات” المختص بتغطية أخبار المنطقة الشرقية في سوريا.
وتتم عمليات القصف عبر طائرات مسيرة ثابتة الجناح انتحارية، إيرانية المنشأ لا يتجاوز طولها الـ 120 سنتيمتراً يتم إطلاقها من منصات ثابتة متنقلة صغيرة تنطلق من عمق البادية السورية وليس من داخل الأراضي العراقية.
ميليشيات “حزب الله” العراقي وميليشيات “عصائب أهل الحق” العراقية تمتلك هذا النوع من الطائرات ومدربة عليها جيداً من قبل قياديين من “فيلق القدس” الإيراني الذي يتزعمه إسماعيل قآني، الذي يصدر الأوامر باستهداف القواعد.
وكشفت المصادر السابقة أن الميليشيات العراقية تتعمد نسبة عمليات القصف إلى ميليشيات مجهولة عبر بيانات تحمل بيانات تنظيم “داعش” نفسها لإبعاد الشبهة عنها، ولعدم إثارة أزمات سياسية لحكومة محمد شياع السوداني، كون البيانات تحمل اسم المقاومة الإسلامية العراقية، الجهة نفسها التي تبنت قصف قواعد أميركية في العراق.
أمّا قاعدة حقل العمر وقاعدة حقل كونيكو في منطقة شرق الفرات في ريف دير الزور الشرقي، فقد كشفت المصادر أن الضربات الصاروخية التي تستهدف الأولى في بادية الطيانة مصدرها خلايا نائمة للميليشيات الإيرانية يشرف على تحركاتها المدعو هاشم السطام الملقب أبو بسام والذي يشغل منصب مسؤول مكتب الانتساب في الحرس الثوري في مدينة الميادين، ومتزعم ميليشيا “أسود العكيدات” التي تتألف من عناصر أغلب أبنائها من عشيرة العكيدات الموالين لنظام الأسد.
المدعو هاشم السطام يزود خلايا الميليشيات الإيرانية بالأسلحة الصاروخية في منطقة شرق الفرات عبر نهر الفرات باستخدام قوارب الصيد أو قوارب خاصة تستأجرها المليشيات لهذا الغرض.
كذلك يتم استهدف قاعدة قاعدة حقل العمر بصواريخ أرض-أرض تنطلق من منطقة المزارع جنوب مدينة الميادين، ويشرف على عمليات القصف مجموعات الصواريخ التابعة للواء 47 حرس ثوري.
أما استهداف قاعدة حقل كونيكو للغاز شمال بلدة خشام في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، فيتم عبر ميليشيات محلية من “حزب الله” السوري الذي يتزعمه إدارياً محمد أمين حسين الرجا، وعسكرياً طارق ياسين المعيوف، إلى جانب ميليشيا “أبناء الجزيرة والفرات” التي يتزعمها نواف راغب البشير، حيث تتم أغلب عمليات الاستهداف بصواريخ أرض – أرض محلية الصنع أو إيرانية تنطلق من أطراف بلدتي مظلوم ومراط التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
وكشف “النهار العربي” في تقرير سابق أن عزل الحاج عسكر لم يكن سوى غطاء لتكليفه مهمّة أكبر من التي كان يتولاها في مدينة البوكمال، لتصبح لدوره أبعاد إقليمية واضحة، ويشمل نشاطه كلاً من دمشق وبيروت.
وأضاف التقرير أنّه مع بداية شهر شباط (فبراير) عام 2023، أرسل الحرس الثوري الإيراني الحاج عسكر في مهمّة استخبارية سرّية ما بين العاصمة دمشق والعاصمة بيروت وإيران. وذكرت أنّ منصبه الجديد أصبح المنسّق العام للحرس الثوري بين العاصمة دمشق والشرق السوري، وأنّ مهمّته الأساسية هي تنفيذ تعليمات طهران بضرورة هيمنة الميليشيات الإيرانية الكاملة على محافظة دير الزور.
ويُعتبر الحاج عسكر من أبرز قيادات الحرس الثوري التي يجري تداول اسمها في التقارير الإعلامية، نظراً إلى ما لهذه الشخصية القيادية من دور محوريّ في تنفيذ استراتيجية إيران في المنطقة.