الولايات المتحدة أكبر الجهات المانحة لمساعدات عسكرية لأوكرانيا (رويترز)

قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الأربعاء إن روسيا أطلقت عشرات الطائرات المسيرة وصاروخاً في هجوم خلال الليل استهدف الجيش والبنية التحتية الحيوية، في حين قال مسؤولون إقليميون إن مصفاة كريمنشوك لتكرير النفط أصيبت.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية عبر تطبيق تيليغرام إن 18 من أصل 20 طائرة مسيرة من طراز “شاهد” الإيرانية الصنع أطلقتها روسيا، تم تدميرها قبل أن تصل إلى أهدافها وكذلك الصاروخ.
إلا أنه تم قصف مصفاة كريمنشوك لتكرير النفط في منطقة بولتافا وسط أوكرانيا، التي كانت هدفاً متكرراً للهجمات الروسية السابقة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيه وفقاً لرئيس الإدارة العسكرية للمنطقة فيليب برونين.
وقال برونين إنه تم إخماد الحريق “والوضع تحت السيطرة”، مضيفا أنه لم ترد تقارير حتى الآن عن إصابات بينما يسعى المسؤولون إلى جمع المزيد من التفاصيل حول الدمار.
ولم تتضح بعد الحالة التي آلت إليها المصفاة.
وتعرضت المصفاة، التي قال برونين إنها لم تكن تعمل، لهجمات متكررة منذ أن شنت روسيا الحرب على أوكرانيا قبل 20 شهراً.

استغلال الحرب في غزة

من جهة أخرى، حذر وزيران أميركيان الثلاثاء من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول استغلال الحرب  بين إسرائيل و”حماس” سعياً لخفض الدعم الغربي لاكروانيا. حيث ستنتصر القوات الروسية في حال أوقفت الولايات المتحدة دعم كييف.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمام لجنة في مجلس الشيوخ تناقش تمويلات إضافية للأمن القومي إن “بوتين يسعى لتحقيق مكاسب من هجوم “حماس” على إسرائيل أملاً في أن يشتت ذلك انتباهنا… وأن يفضي إلى سحب الولايات المتحدة مواردها” من أوكرانيا.

وحذر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في الجلسة نفسها من أن بوتين  سينجح في سعيه إلى الاستيلاء على أراض أوكرانية إذا أوقفت واشنطن دعمها لكييف.

وقال “يمكنني أن أضمن لكم أنه من دون دعمنا، سينجح بوتين”. وأضاف “إذا سحبنا البساط من تحت أقدامهم الآن، سيصبح بوتين أقوى وسينجح في القيام بما يريده في الاستيلاء على أراض سيادية لجارته”.

والولايات المتحدة أكبر الجهات المانحة لمساعدات عسكرية لأوكرانيا، وقدمت 43.9 مليار دولار منذ الهجوم الروسي، ساعدت كييف في استعادة أراض استولت عليها موسكو.

غير أن معارضة نواب جمهوريين متشددين أرخت بظلال الشك على تقديم مزيد من المساعدات لكييف. وتواصل الولايات المتحدة حالياً تزويد أوكرانيا بمساعدات سبق أن تمت الموافقة عليها، في غياب تمويل جديد من الكونغرس.

وقال بلينكن إن وقف المساعدة الأميركية لأوكرانيا يمكن أن يشجع دولاً أخرى على القيام بالمثل. وأوضح “هذا مثال شهدنا فيه تقاسماً كبيراً للأعباء والذي من شبه المؤكد أنه سيختفي إذا انسحبنا”.

وأضاف “الرسالة التي سيوجهها (توقف المساعدات) … إلى كل واحدة من تلك الدول هي أن الولايات المتحدة تنسحب حسناً، لنفعل الأمر ذاته”.

وقاد مسؤولون أميركيون مساعي لحشد دعم دولي لأوكرانيا بعد الهجوم الروسي وقاموا بتنسيق مساعدات من عشرات الدول.

 

الشتاء سيزيد الحاجات الإنسانية

مع احتدام الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، حض مسؤول أممي مكلف تنسيق الشؤون الإنسانية، مجلس الأمن الدولي الثلاثاء على مواصلة “التركيز” على أوكرانيا، خصوصاً مع قرب حلول فصل الشتاء القاسي.

وقال مدير شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية راميش راجاسينغهام “في حين ينصب الكثير من الاهتمام الدولي عن حق على الأحداث الخطيرة في الشرق الأوسط، من الأهمية بمكان ألا نفقد التركيز على الأزمات الأخرى”.

وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع لمجلس الأمن، قال راجاسينغهام إن الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا لا تزال مزرية مع قرب مرور عامين على الهجوم الروسي، خصوصاً في مواجهة “هجمات لا هوادة فيها على المدنيين”.

وتابع “لا يزال ما لحق بالبنية التحتية الحيوية من أضرار كبيرة ودمار يؤثر بشدة على حصول السكان المدنيين على الكهرباء والتدفئة والمياه والاتصالات السلكية واللاسلكية”.

وقال راجاسينغهام متحدثاً بالإنابة عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، إن نحو 18 مليون شخص، أي 40 في المئة من سكان أوكرانيا، يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.

وتابع “الحاجات الإنسانية في أوكرانيا كبيرة بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على هذه الحرب”، مشيراً إلى اقتصار التمويل الذي تم جمعه على ملياري دولار من أصل 3.9 مليار أطلق نداء لجمعها من أجل تلبية هذه الحاجات للعام الحالي.

وأضاف “مع قرب حلول فصل الشتاء وبدء انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ستزداد بشكل كبير الحاجات الإنسانية”.

ولفت راجاسينغهام إلى أن نحو أربعة ملايين شخص يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة روسيا في دونيتسك وخيرسون ولوغانسك وزابوريجيا، محرومون إلى حد كبير من المساعدات.

وأعرب عن “قلق بالغ إزاء معاناة المدنيين الذين يتعذر علينا الوصول إليهم بالشكل المناسب في هذه الأراضي”.

وأضاف “على غرار ما أشير إليه سابقاً، بموجب القانون الإنساني الدولي، نكرر أنه يتعين على كل الأطراف السماح بمرور سريع ومن دون عوائق للإغاثة الإنسانية للمدنيين المحتاجين، وتسهيل ذلك”.