
بالنّسبة لأنصار حزب الاستعمال (الكردستاني) ومَن في حُكمهم؛ كأنصارِ الجماعةِ السّياسيّة الطالبانيّة (الاتحاد الوطني + حركة كوران)، معطوفًا عليهم الجماعة الشّيخ آليّة…، إلى آخر هذا الرّهط من ساسة، مثقفين ومنتفعين من الـPKK، والحاقدين على الجماعة البارزانيّة لأسباب تخصّهم، قد تكون مذهبيّة أو عقيديّة متوارية تحت جلد الثّقافة والقوميّة والدّيمقراطيّة….، بالنّسبة لهؤلاء، هذه الصّورة شديدة البشاعة، وتوثيق للخيانة والارتزاق… إلى آخر التّوصيفات النّمطيّة البلهاء والجوفاء والحمقاء التي يلوكونها صباحَ مساء.
وبالنّسبة للفريق الآخر، المناهض والمناقض، الأمر مختلف تمامًا، بل على النّقيض منها. وما يعنيني في هذا التّعليق، هو الفريق الأوّل.
بحسب هؤلاء؛ على كردستان العراق، وتحديدًا؛ الحزب الديمقراطي الكردستاني، قطع علاقاتهم مع تركيا لأنّها تحتلّ عفرين وحسب، ويتناسون أنّ برلمانيي حزب الشّعوب الديمقراطي؛ الأوجلانيون، يقسمون بمبادئ وأفكار أتاتورك لحماية وحدة وأمن واستقلال ومصالح الدّولة التّركيّة التي تحتلُّ عفرين. يتناسون، إمّا جهلاً أو عمدًا؛ أنّ زعيمهم النّووي؛ عبدالله أوجلان، منذ لحظة فتحهِ عينيه على متن الطائرة التي أعداته إلى أحضان الMIT التركي، قال ووعد بخدمة تركيا، وكلّ مؤلّفاته وتصريحاته ومرافعاته، من داخل سجنه، تناشد وتطالب وتترجّى تركيا، أن تفتح له المجال كي يخدمها، ويضع الكرد في خدمتها. يتناسون تصريح أوجلان بعد احتلال عفرين سنة 2018 الذي طالب فيه مؤيديه وحزبه “بمراعاة الحساسيات التركيّة في الشّمال السّوري”. هؤلاء، إذا رأوا يد أردوغان تصافح أوجلان، أو دميرتاش أو بولدان….، سيعتبرون ذلك انتصارًا تاريخيًّا حقيقيًّا، لا نظير له في التّاريخ الكردي، وتنازلاً من تركيا وأردوغان للجماعة الأوجلانيّة المسلّحة. بينما يدعون بالكسر على يد مسعود بارزاني، لأنّها صافحت يد أردوغان، قبل أن تصافحها يد أوجلان.
بحسب هؤلاء الشّعبويين والغوغائيين؛ على كردستان العراق قطع علاقاتها مع أمريكا التي تدعم تركيا المحتلّة لعفرين. وقطع علاقاتها مع أيّة دولة لها علاقة بتركيا الأردوغانيّة، حتّى لو كانت دولة العراق التي يشكّل إقليم كردستان جزء من العراق! بحسب هؤلاء؛ من الطّبيعي أن يكون للعراق علاقات وديّة مع تركيا، وليس من الطّبيعي أن يكون لكردستان العراق، علاقات طبيعيّة مع تركيا! شيءٌ يشبهُ الهبلَ والعبط والتّهريجَ السّياسي والثّقافي، إن لم يكن هو بعينهِ، والعياذ بالله.
هؤلاء مستعدّون لتبرير ظهور أوجلان بملاسبه الداخليّة أمام مسؤول تركي تافه من الدرجة العاشرة، ويستنكرون ظهور مسعود بارزاني بالزيّ الكردي والعلم الكردي، والكلام الكردي أمام الزّعيم التركي الأكبر، بعد أتاتورك. هكذا تقييم ازدواجي في المعايير، لدى هؤلاء الكرد، بعجرهم وبجرهم، مثقفيهم وأميّيهم، لهو دليلٌ ليس فقط على ضحالة الوعي وحماقته، بل على سفالتهِ أيضًا، فضلاً عن انزلاق ما تبقّى لديهم من أخلاق نحو الحضيض، أو ما دونه.
لن أتحدّث هنا، عن الخدمات التّاريخيّة التي قدّمها أوجلان وحزبه لنظام حافظ الأسد من 1980 ولغاية 2000، ولنظام بشّار الأسد من 2011 ولغاية اللّحظة. لن أتحدّث عن علاقات حزب أوجلان مع نظام صدام حسين، التي كشف عنها جلال طالباني نفسه. أمّا عن علاقة هذه الزّمرة الأوجلانيّة مع نظام ملالي طهران، فحدّث ولا حرج. وعليه، كلّ من يعيش على هذا الكوكب يحقّ له انتقاد كردستان العراق، والحزب الديمقراطي الكردستاني وزعامته، قديمها وحديثها، باستثناء الزّمرة الأوجلانيّة المأجورة التي شوّهت الكرد والقضيّة الكرديّة، داخل وخارج كردستان. هذه الزُّمرة المشبوهة بعلاقاتها مع الدّولة العميقة في تركيا، ومَن في ركبها، أو مَن في حكمها، عليهم أن “يخرسوا خالص مالص” كما يقول المصريون الأعزّاء.
********
نسخة إلى جميل بايق نسخة إلى أوجلان في “منتجع” جزيرة إيمرالي
نسخة إلى زكي جمعة.