فضح الانتهاكات
انطلاقاً من الشعور العالي بالمسؤولية القانونية والوطنية، وضمن إطار تعزيز وتنظيم جهود الحقوقيين والقانونيين الكورد في الغربة، كضرورةٍ ملحةٍ لمواجهة التحديات المشتركة والأخطار المحدقة بشعبنا الكوردي في مسألة الوجود قبل الحقوق.
في هذا الصدد وفي مبادرةٍ مهمةٍ وإيجابيةٍ، اتفق ستةٌ وأربعون محامياً ومحاميةً من أهل الاختصاص على صياغة رسالةٍ مشتركةٍ، تم إرسال نسخ منها إلى المنظمات الدولية والصحافة والإعلام والحكومات والبرلمانات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وألمانيا واليونان وفرنسا وبلجيكا والدانمارك والسويد والنرويج وسويسرا ولوكسمبورغ والبوسنة والهرسك.
بلغ عدد الجهات التي استلمت الرسالة ١٣٢ جهة، وتم توجيه الرسالة باللغات الإنكليزية والألمانية والسويدية.
كشف المحامون في هذه الرسالة عن تزايد نسبة الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الكوردي في منطقة عفرين، والتي ستكون البوابة لكشف الانتهاكات في كافة المناطق الكوردية الأخرى.
وجاءت هذه الخطوة نتيجة التنسيق والتعاون بين جميع المحامين وكان الهدف المنشود منها:
١- إيصال صوت ومعاناة شعبنا إلى البرلمانات والوزراء والمحافل الدولية لإدراك الحقائق من منظور قانوني.
٢- تلقي حكومات الدول هذه الرسالة وتسجيلها وحفظها كوثيقة يمكن الرجوع إليها عند الضرورة.
٣- أخذ الحقوقيين الكورد زمام المبادرة والقيام بدور فعال في إخطار الجهات الدولية والمساعدة في تقديم التقارير حول الانتهاكات المرتكبة.
٤- مواصلة العمل المشترك للتأثير على مراكز صنع القرار والرأي العام.
ونلفت انتباه الجميع إلى أن مضمون الرسالة لاقى تفاعلاً إيجابياً من جهاتٍ مختلفةٍ، فالقضية تستحق منا الجهد والعناء والمحاولة ومن الحكمة الكتابة من منظور الكورد الذين يعيشون في الغرب ويرون أن هذه الانتهاكات تحدث دون تكوين رأي عام حول الموضوع.
إضافةً إلى ردود إيجابية أخرى أكدت أن الرسالة ستحظى بالعناية والاهتمام الكافي، وهذا مؤشر إيجابي يحفزنا على العمل أكثر والتعاون معاً.
وفيما يلي متن الرسالة بنسختها العربية أدناه.
نأمل من كل من يقرأ هذه الرسالة أن ينشرها على صفحته لكسب المزيد من الدعم والمساندة لقضية شعبنا الكوردي.
……………………………………………………
اسم الجهة المخاطبة ( ………. )
نحن مجموعة من المحامين الكورد السوريين، تطوعنا للعمل القانوني للدفاع عن حقوق الشعب الكوردي في سورية، وتسليط الضوء على جميع الانتهاكات لحقوق الإنسان، والتي تمارس بحق المواطنين الكورد المتمسكين بأرضهم وذلك من قبل الفصائل الراديكالية المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي والتابعة لما يسمى بالائتلاف السوري والتي تسيطر على منطقة عفرين.
منذ الاحتلال التركي بمشاركة مرتزقة من الفصائل المسلحة السورية لمنطقة عفرين في ١٨ آذار ٢٠١٨ وإلى يومنا هذا، لا يكاد يمر يومٌ دون وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك:
١- القتل والخطف الممنهج للمدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب للمطالبة بفديات مالية.
٢- الاستخدام الممنهج للعنف الجنسي كسلاح حرب.
٣- الاستيلاء على الممتلكات الخاصة أو تدميرها.
٤- سياسة التغيير الديمغرافي وبناء مستوطنات والقيام بالتوطين الممنهج والمنظم.
٥- تدمير الغطاء النباتي من خلال قطع الأشجار والغابات.
٦- تدمير الأماكن الأثرية ونهب الآثار.
إنّ هذه الجرائم تُعدّ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحق المدنيين المتمسكين بتراب أرضهم لما ينطوي من تعدٍ على حقوق الإنسان والممتلكات الخاصة.
بتاريخ ١٣ آذار ٢٠٢٤ أقدم أحد المستوطنين من إدلب على قتل الطفل الكوردي أحمد خالد معمو في مدينة جنديرس ورمي جثمانه في بئر ماء.
هذه الجريمة هي حلقة في سلسلة من الجرائم التي تقع بين الحين والآخر لكسر إرادة الشعب وترهيبهم لإجبار الناس على ترك بيوتهم من أجل الاستيلاء عليها وتهجير أهلها ضمن سياسة التغيير الديمغرافي للمنطقة.
كذلك يتعرض المكون الإيزيدي الكوردي في عفرين لسياسة الترهيب لإجبارهم على اعتناق الإسلام.
إنّ تلك الجرائم تُعدّ ودون أدنى شك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وإنها تصل إلى مستوى جرائم إبادة الجنس البشري، وذلك كله سنداً للمعاهدات والمواثيق العالمية وللقوانين الدولية ذات الشأن كالقانون الدولي الإنساني وسنداً لاتفاقيات جنيف الأربع ١٩٤٩ وبروتوكوليها الملحقين ١٩٧٧ واتفاقيتي لاهاي ١٨٩٩-١٩٠٧ والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ١٩٤٨ وما ورد في العهدين الدوليين ١٩٦٦.
لما تقدم فإننا ندعوكم إلى المطالبة بمايلي:
١- العمل من أجل الدعوة إلى فتح تحقيق دولي في هذه الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
٢- المطالبة بتوفير حماية دولية للمدنيين في عفرين بسبب انتهاك تركيا للسلم والأمن الدوليين نتيجة عدم قيامها بالمهام الملقاة على عاتقها كدولة احتلال وعدم حماية المدنيين.
٣- المطالبة بدخول وسائل إعلام دولية لرصد الأوضاع عن قرب وإعداد تقارير إلى الرأي العام.
إن وقتكم ومساعدتكم سيكون محل تقديرٍ كبيرٍ.
نحن على استعداد لتزويدكم بتقارير تفصيلية عن جميع الانتهاكات المقترفة في عفرين.
مع فائق الاحترام والتقدير.
9 نيسان 2024