قرأت الرواية كاملة خلال أيام قصيرة بالرغم من زحمة الاعمال وضيق الوقت. وكانت الرواية بلا شك جذابة وشيقة لدرجة أنني حتى عندما كنت اتوقف عن القراءة لسبب ضروري، لكن احداثها الدرامية التاريخية تستمر مهيمنة على عقلي ومشاعري.
وقد أُعجبت جداً بأسلوب الكاتب لأنه استخدم الأسلوب الروائي البسيط والمتنوع، فينقلك من حدث الى اخر، ومن فترة زمنية الى أخرى، ليعمق ويجذر فكرة أساسية وهي قصة شعب مكافح من أجل العيش بكرامة دون تمييز ضده لانتمائه العرقي، سيما وأن الكرد لهم تاريخ وثقافة وفولكلور جميل جدا وقدم هذا الشعب للحضارات المختلفة في المنطقة مفكرين وشعراء وكتاب وعلماء بارزين جداً. ولكنهم عانوا من الاضطهاد طيلة قرون ولا يمكنك إلا أن تتعاطف مع دراما تاريخ هذا الشعب المليئة بالألم والدماء والدموع.
الرواية غنية بالأحداث المعبرة، التي ترسم بدقة وبعمق قصص الناس البسطاء الطيبين من جهة، وسلوكيات أشخاص باعوا ضمائرهم ولعبوا دور المستبد والظالم والجلاد لأناس لا ذنب لهم سوى كونهم أبناء قومية أخرى.
فالرواية بصراحة تمثل ملحمة تاريخية اجتماعية تتخللها السياسة والفكر وإن بكلمات مختصرة.
اعتقد أن الكاتب قدم شيئا مفيدا لشعبه وللثقافة والأدب بشكل عام، ومنح القارئ فرصة التمتع بهذه الاحداث الروائية الدرامية التي تشمل فترة قصيرة نسبيا، ولكنها تفصيلية وعميقة جداً.
ويتحدث الكاتب حول الصراع بين الخير والشر، وعن الوفاء والخيانة، وعن جوهر الحب الإنساني الذي يكتمل بإيجاد الجزء المكمل وهنا نلحظ فلسفة خاصة بالكاتب جديرة بالاحترام.
وما يلفت الانتباه هو إشارة الكاتب وتذكيره باستمرار بميل ابطال الخير إلى المواقف الإنسانية غير المتعصبة والبعيدة عن الكراهية، وبنفس الوقت المواقف، التي تؤكد الوفاء والتمسك بالكرامة ورفض الذل والظلم والاستعداد للتضحية في سبيل الحق والعدل.
اعتقد بأن الرواية عمل أدبي جميل ورائع. وبالرغم من أنني لست ناقداً أدبياً، ولكن لدي ذوق في القراءة الأدبية والعلمية والثقافية والفكرية، سيما وأنني مؤلف لأكثر من 10 كتب في الفكر والتاريخ والعلم ولدي أكثر من 60 بحثا علميا ومئات المقالات والدراسات السياسية.
تحية للمهندس رضوان حسين لأنه دخل عالم الروائيين بجدارة ومن بابها العريض. وننتظر المزيد.
الدكتور محمود الحمزة
موسكو– 23 نيسان/ابريل 2024م