الرئيس الجديد احزب الشهب الجمهوري اوزعور اوزال

الرئيس الجديد احزب الشهب الجمهوري
أسدل المؤتمر الثامن والثلاثون لحزب الشعب الجمهوري التركي الستار على عهد كمال كليتشدار أوغلو الذي استمرت رئاسته للحزب 13 عاماً، انتهت بانتخاب الرئيس الجديد أوزعور أوزال.
في نهاية مناقشات الجولة الأولى من الانتخابات، حصل أوزال على أصوات 682 مندوباً مقابل 664 مندوباً أيدوا كليتشدار أوغلو من أصل 1366 مندوباً حضروا المؤتمر ممثلين للولايات التركية الـ81، فيما تم إلغاء 18 صوتاً. وبما أن القانون الداخلي للحزب يتطلب حصول الرئيس على أغلبية 50+1 أي 684 صوتاً، فقد تم إرجاء الحسم إلى الجولة الثانية.
ونتيجة للجولة الثانية التي عقدت بعد منتصف الليل، تم إعلان أوزغور أوزال، الذي رفع عدد أصواته إلى 812، الزعيم الثامن للحزب، متغلّباً على كليتشدار أوغلو الذي أنهى الجولة بـ536 صوتاً، لتنتهي أيضاً ولايته كرئيس لحزب الشعب الجمهوري منذ عام 2010.
وأعلن النتائج النهائية رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي انتخب رئيساً لمجلس المؤتمر.
وسينتخب مندوبو الولايات 60 عضواً لمجلس الحزب و15 عضواً لمجلس التأديب الأعلى.
 
سابقة تاريخيّة
وهكذا شهد الحزب للمرة الأولى في تاريخه خسارة زعيمه مقعده خلال انتخابات في مؤتمر عام، إذ عادة ما يقدم زعيم الحزب على الاستقالة من منصبه أو يصبح المنصب شاغراً بسبب الوفاة. ويذكر تاريخ الحزب حالة واحدة لتصاعد حدة المنافسة على منصب الرئاسة، وذلك في عهد رئيسه عصمت إينونو الذي اضطر إلى تقديم استقالته قبيل انعقاد المؤتمر بعد تزايد احتمالية خسارته أمام بولنت أجاويد في عام 1972.
في تفاصيل المؤتمر
وكان شعار المؤتمر الذي انطلق في الساعة 10:00 من صباح السبت 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 في صالة أنقرة الرياضية، هو “الديموقراطية والوحدة في القرن الثاني (لتأسيس الجمهورية)”. وقبل بدء عملية التصويت قام كل من زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس مجموعة حزب الشعب الجمهوري البرلمانية أوزغور أوزال، وعضو مجلس الحزب السابق أورسان أويمان، والبرلماني السابق إلهان جيهانير بجمع التواقيع للترشح لرئاسة الحزب.
وبعدها أعلن إلهان جيهانير انسحابه من الترشح في بيان على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، متّهماً خصومه بـ”خلق بيئة قبيحة”، قائلاً: “نرفض أن نكون جزءاً من هذا السباق المناهض للديموقراطية والمفتقد السياسة والمختزل في الأشخاص”، لحقه بعد ساعات في إعلان انسحابه عضو مجلس الحزب السابق أورسان أويمان، لتتركّز المنافسة بين كليتشدار أوغلو وأوزال.
 
لماذا خسر كليتشدار أوغلو
طوال عهد رئاسته للحزب خسر كمال كليتشدار أوغلو وحزبه كل الاستحقاقات الدستورية في البلاد. فقد خسر مرشّحه أكمل الدين إحسان أوغلو الانتخابات الرئاسية عام 2014، ومرشّحه محرّم أنجه انتخابات عام 2018 الرئاسية قبل أن يخسر هو بنفسه في الانتخابات الرئاسية لعام 2023، وكانت كل الخسائر المذكورة أمام المرشّح نفسه، الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان.
كما احتفظ حزبه بالمركز الثاني في لائحة أكبر أحزاب البرلمان التركي، بخسائر متتالية أمام حزب العدالة والتنمية، إذ فاز بـ132 مقعداً في الانتخابات البرلمانية في حزيران (يونيو) 2015، وبـ134 مقعداً في جولة الإعادة في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام ذاته، و146 مقعداً عام 2018، و169 مقعداً في الانتخابات الأخيرة في أيار (مايو) من العام الحالي.
وفي الانتخابات المحلية، فاز حزبه بـ226 بلدية مقابل 800 بلدية لحزب العدالة والتنمية في عام 2014، و212 بلدية مقابل 576 بلدية لغريمه في انتخابات عام 2019.
أثار ترشّحه بداية للانتخابات الرئاسية الأخيرة موجة من الرفض والتنديد من الكثير من مؤيدي حزبه والأحزاب المتحالفة معه ضمن الطاولة السداسية، كما أدّى رفضه تقديم استقالته من رئاسة الحزب بعد خسارته الانتخابات أمام الرئيس الحالي وفي ظل أكبر أزمة اقتصادية تمر بها البلاد منذ بداية عهد العدالة والتنمية عام 2002 إلى انشقاقات داخل صفوف الحزب وظهور مجموعة من الحزبيين المطالبين بـ”التغيير” والتي سمّيت لاحقاً “جماعة التغيير” بزعامة رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو، المحبوب من جماهير حزب الشعب الجمهوري والأحزاب المعارضة الأخرى، كونه نجح في إطاحة حزب العدالة والتنمية في أكبر المدن التركية بعد 25 عاماً من تولّي الحزب الحاكم رئاسة بلديّتها.
انتقدت “مجموعة التغيير” خيارات كليتشدار أوغلو التحالفية في الانتخابات الأخيرة، وترشّحه، وبرنامجه الانتخابي، الذي وصف بالمتذبذب، واتّهمه خصومه بتمسّكه بالخطاب الديني في محاولة لكسب تأييد فئة من القاعدة الشعبية الداعمة لأردوغان، مشبّهين خطوته بـ”اللعب في ملعب أردوغان بدلاً من سحبه إلى ملعبه”.
في كلمته أمام المؤتمر، رد كليتشدار أوغلو على الانتقادات الموجهة إلى “تحالف الطاولة الستة” قائلاً: “السير في الطريق الصحيح عبء ثقيل وكان حملنا ثقيلاً ومليئاً بطعنات الخناجر، ما أزعجني حقاً لم يكن العبء الذي كان على ظهري، بل الخناجر التي غرزت في ظهري، وانتهت الانتخابات، ولم نفز”، في إشارة إلى منافسه أوزغور أوزال، الذي كان المعاون الوفي لكليتشدار أوغلو قبل أن ينقلب عليه بعد خسارته الانتخابات الأخيرة مطالباً هو الآخر بـ”التغير”.
وحاول كليتشدار أوغلو خلال كلمته شد عصب “الحرس القديم” في الحزب والموالي له إلى درجة كبيرة، كونه صاحب الفضل الأكبر في تبوئهم مناصبهم الحالية، وذلك من خلال الحديث عن عظمة الحزب وتاريخه وعمره الممتد إلى قرن كامل مع تأسيس الجمهورية التركية، لكن خطابه العاطفي لم يلق آذاناً صاغية لدى جمهور واسع من مندوبي الحزب الذين سئموا خسائر رئيسهم.
في المقابل، نجح أوزغور أوزال في دغدغة مشاعر الحضور في القاعة من خلال تركيزه على ضرورة تغيير السياسات القديمة التي أدت إلى تراكم الفشل والخسائر المتتالية وتغيير أصحاب هذه السياسات والعقول المخططة والمنفّذة لها، وهو ما قوبل بدعم وتأييد كبيرين من أكثر من 800 مندوب رأوا في الرئيس الشاب أملاً في قلب المعادلة الانتخابية في استحقاق البلديات في آذار (مارس) العام المقبل.
بعد إعلان فوزه، اعتلى أوزال المنصّة وسط تصفيق حار من معظم الحضور، وألقى كلمة وعد فيها بانطلاق “عهد التغيير” فعلياً، واعداً الناخبين بحصد الانتصارات وتحقيق حلمهم في وصول حزب الشعب الجمهوري إلى السلطة بعد أكثر من ربع قرن أمضاه في صفوف المعارضة.

من هو أوزغور أوزال؟! اليكم السيرة الذاتية للرئيس الجديد لحزب الشعب الجمهوري

فاز أوزغور أوزال بمنصب رئيس حزب الشعب الجمهوري (CHP)، مما يمثل تحولًا مهمًا في المشهد السياسي التركي. إليك نبذة عن حياته ومسيرته السياسية:

وُلد أوزغور أوزال عام 1974 في ولاية مانيسا بغرب تركيا، حيث نشأ في عائلة سنية.

حصل على درجة البكالوريوس في صيدلة من جامعة إيجه في عام 1997، وبدأ مسيرته المهنية كصيدلي مستقل بعد تخرجه.

دخل الساحة السياسية في عام 2009 عندما ترشح لرئاسة بلدية مانيسا، وعلى الرغم من هزيمته في تلك الانتخابات، إلا أنه ترشح لمنصب نائب برلماني عن ولاية مانيسا في عام 2011 ونُختار كنائب برلماني عنها.

خلال فترته في البرلمان، شغل منصب نائب لرئيس كتلة حزب الشعب الجمهوري منذ عام 2015 حتى عام 2023.

تم انتخابه رئيسًا لحزب الشعب الجمهوري في انتخابات داخلية، حيث تغلب على كلتشدار أوغلو بعد 13 عامًا من قيادته للحزب.

ويحظى أوزال بدعم رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، مما يظهر وحدة حزب الشعب الجمهوري.

فيما يتعلق بمواقفه من القضايا الإقليمية، يشدد أوزال على أن تركيا تعاني من تداعيات الأزمة السورية، ويندد بمشاركة الحكومة التركية في الصراع السوري عسكريًا، داعيًا إلى حل سياسي للأزمة.

بالنسبة للقضية الفلسطينية، يعبر أوزال عن دعمه لحقوق الفلسطينيين في مواجهة الاحتلال، لكنه يصف حركة حماس بأنها “إرهابية”.