ملخص
جاءت الضربة التي استهدفت قيادياً في الجماعة الإسلامية على وقع ارتفاع وتيرة التهديدات المتبادلة منذ أيام بين “حزب الله” وإسرائيل والمخاوف من اتساع نطاق الحرب.
نفت “رويترز” السبت نشر تقرير يفيد بأن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال 48 ساعة، وذلك بعد تداول تقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تنقل عن الوكالة ذلك.
وقال متحدث باسم الوكالة إن “أي مزاعم بأن (رويترز) ذكرت أن إسرائيل ستهاجم لبنان خلال الساعات الـ48 المقبلة غير صحيحة. (رويترز) لم تنشر هذا الأمر”.
يأتي ذلك بينما نعت الجماعة الإسلامية السبت قيادياً قضى بضربة إسرائيلية في شرق لبنان، قالت الدولة العبرية إنه كان مسؤولاً عن إمداد فصيله وحليفته حركة “حماس” بالأسلحة، في وقت يثير تبادل القصف والتهديدات بين “حزب الله” وتل أبيب مخاوف من اتساع نطاق الحرب.
ومنذ بدء التصعيد بين “حزب الله” وإسرائيل غداة الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تشارك قوات “الفجر”، الذراع العسكرية للجماعة الإسلامية، بين حين وآخر في إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل.
ونعت الجماعة الإسلامية في بيان أيمن غطمة الذي قتل ظهر السبت بـ”غارة صهيونية غادرة” في منطقة البقاع الغربي. وشددت على أن “هذه الجريمة الجديدة لن تثنينا عن القيام بدورنا وواجبنا في الدفاع عن أرضنا وأهلنا في الجنوب”.
وأفاد مصدر أمني لبناني في وقت سابق وكالة الصحافة الفرنسية عن مقتل غطمة “وهو قيادي في قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية” جراء “ضربة إسرائيلية” استهدفت سيارته في بلدة الخيارة، الواقعة على بعد نحو 40 كيلومتراً كمسافة مباشرة عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أفادت بأن إسرائيل استهدفت سيارة عند مفترق بلدة الخيارة، الواقعة على بعد نحو 10 كيلومترات من الحدود مع سوريا، مشيرة إلى مقتل سائقها المتحدر من بلدة في المنطقة ذاتها.
“ضربة دقيقة”
وفي بيان، أكد الجيش الإسرائيلي شن إحدى طائراته “ضربة دقيقة” أسفرت عن القضاء على غطمة، الذي قال إنه كان مسؤولاً عن “توريد الأسلحة لصالح منظمتي حماس والجماعة الإسلامية” وله دور في “تطوير البنية التحتية” للحركات المقاتلة في المنطقة.
وأضاف الجيش أن القضاء على غطمة تم “في ضوء تورطه بترويج وتنفيذ نشاطات إرهابية وشيكة ضد إسرائيل”.
ومنذ بدء التصعيد عبر الحدود، تعرضت الجماعة الإسلامية، المقربة من حركة “حماس” التي أسست في مطلع الستينيات وتنتمي إلى تيار الإخوان المسلمين، لضربات إسرائيلية عدة، أودت إحداها في الـ26 من أبريل (نيسان) باثنين من قيادييها في شرق البلاد.
وإضافة إلى غطمة سبق للجماعة أن نعت سبعة من مقاتليها في الأقل منذ بدء التصعيد مع إسرائيل.
التهديدات المتبادلة
وجاءت الضربة على وقع ارتفاع وتيرة التهديدات المتبادلة منذ أيام بين “حزب الله” وإسرائيل التي أعلن جيشها الثلاثاء “المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان”.
وحذر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم اللاحق من أن أي مكان في إسرائيل “لن يكون بمنأى” عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.
ونبه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إلى أن لبنان لا يمكن أن يصبح “غزة أخرى”، مشيراً إلى مخاوف من اتساع الحرب إقليمياً، في ظل تصاعد عمليات القصف على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية والتهديدات المتبادلة.
وأعلن “حزب الله” السبت شنه أربع هجمات على مواقع وأبنية يستخدمها الجيش الإسرائيلي، بينها المطلة والمنارة في شمال إسرائيل، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافاً تابعة لـ”حزب الله” في بلدات عدة في جنوب لبنان.
ومنذ بدء التصعيد قتل 480 شخصاً في لبنان، بينهم 93 مدنياً في الأقل و313 مقاتلاً من “حزب الله”، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسمية لبنانية.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.