لم تهدأ عاصفة الشائعات التي طالت مطار رفيق الحريري الدولي حتى الساعة، والتي رافقتها حملة إنذارات ديبلوماسية جديدة لبنان باحتمال اندلاع الحرب الشاملة، وعزّزتها أيضاً آراء #إسرائيلية أكدت أنّ “العد العكسي للحرب بين إسرائيل و#حزب الله قد بدأ”.
هذا القلق العربي والدولي أكّده رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي قال في مقابلة صحافية “إنّنا أمام شهر مصيري… أنا قلق جدّاً من انفلات الأمور، فنحن في مرحلة حساسة ودقيقة، وأمام شهر حاسم، والوضع غير مطمئن”.
المشهد الميداني في #جنوب لبنان لا يزال محتدماً، مع استمرار القصف المتبادَل من الطرفين: “حزب الله” وإسرائيل، وسط غارات عنيفة هزّت قرى الجنوب منذ الصباح، وعمليات عسكرية للحزب بُعيد تحديد أهداف دقيقة، نهاية الأسبوع الماضي، في قلب الشمال الإسرائيلي، في خطوة تُنذر بتواصل التصعيد.
تداعيات تقرير “التلغراف”: جولة ميدانية في #مطار بيروت
عقب التقرير التحريضي الذي نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية بالأمس، والذي يضمّ مزاعم بتخزين “حزب الله” أسلحة ومتفجرات في مطار بيروت، شهد المطار، صباح اليوم، حضوراً إعلامياً كثيفاً محلياً وعربياً ودولياً، للمشاركة في الجولة الميدانية التي دعا إليها وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، إضافة إلى عدد من السفراء والديبلوماسيين.
خلال الجولة الميدانية التي ضمّت مرافق المطار ومستودعات النقل الجوي وغيرها من النقاط على مداردج المطار وداخله، أعلن حمية “الجهوزية لزيارات ميدانيّة لكلّ سفير في المطار”، مؤكداً على “التواصل دائم مع السفارتين الأميركية والبريطانية”.
كما شجت حمية تقرير الصحيفة بالقول: “كان على (التلغراف) أخذ أخبارها من مصادر رسمية”.
وردًاً على سؤال عمّا إذا كان مقال “التلغراف” مقدّمة لعمل ما قد يحصل، قال حمية: “لا أعلم بالغيب”.
إلى جانب حمية، شارك في الجولة وزير الإعلام زياد المكاري، والمدير العام للطيران المدني فادي الحسن، قائد جهاز أمن المطار فادي الكفوري، وقادة الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة فيه.
وفي السياق، رأى المكاري أنّ “المطار مرفق عام يعني جميع اللبنانيين وهو صورة لبنان ونحن على أبواب صيف واعد للاغتراب لذلك فإن نيات مقال (التلغراف) واضحة جدّاً”.
وأكّد أنه “لا يُمكن أن يُخزّن حزب الله صواريخ في مكان يدخل إليه سفراء العالم فهناك سخافة واضحة في المقال، ولكن نخشى أن يؤثّر الأمر سلباً على الموسم وعلى حياة اللبنانيين وأعتقد أنّ كلّ هذا في سياق الحرب النفسيّة”.
التطورات في جنوب لبنان
المشهد في الجنوب لا يختلف عن الأيام السابقة، إذ نفّذ الطيران الحربي الإسرائيلي اليوم سلسلة غارات استهدفت بلدات مارون الراس، بليدا وعيترون. كما شنّ الطيران المسيّر غارات على بلدة الطيبة.
إلى ذلك، استهداف الجيش الاسرائيلي فريق الدفاع المدني في “الهيئة الصحية الإسلامية” في بلدة الطيبة، بقذيفة مدفعية خلال قيام العناصر بإخماد حريق في البلدة، مما أدّى إلى إصابة عنصر بشظية في صدره وقد نُقِل فوراً إلى المستشفى.
في عمليات “حزب الله” اليوم، أعلن الحزب عن استهداف “تجمّع لجنود العدو بين مستعمرتي المنارة ومرغليوت بالأسلحة المناسبة”، واستهداف “انتشار لجنود العدو في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية”.
تزامن ذلك مع تحليق مكثّف للحربي الاسرائيلي في أجواء الجنوب والبقاع.
آراء إسرائيلية حول الحرب مع لبنان
على وَقع التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان والتحذير الأجنبي من مغبّة انزلاق المواجهات إلى حربٍ شاملة، أكد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بويل أنه “ندعم جهود فرنسا والولايات المتحدة لتفادي نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله”.
كما رأت #الخارجية الأميركية أنّ “استمرار العمل العسكري في غزة يضعف إسرائيل ويصعّب التوصّل إلى حلّ في الشمال”.
من جهتها، نشرت صحيفة “جيروزليم بوست” العبريّة مقالاً لكاتبته زينه راخاميلوفا، تحت عنوان “بدأ العدّ التنازليّ للحرب بين إسرائيل وحزب الله”.
واللافت في هذا المقال كان نقل الكاتبة عمّن أسمتهم “مسؤولين كباراً في إسرائيل” معلومات مفادها أنّ “العدّ التنازليّ لحرب محتملة مع “حزب الله” بدأ”.
وحسب المقال، قال المسؤولون الإسرائيليون إنّه “لم يعد أمامهم أيّ خيار آخر، إذ لأشهر عدّة، طلبت إسرائيل من “حزب الله” التراجع، وإلّا فسوف تضطرّ إلى إجبارهم على القيام بذلك، وبدلاً من حلّ هذه القضايا ديبلوماسياً والسماح للإسرائيليين النازحين بالعودة إلى مناطق الشمال، قام “حزب الله” بتكثيف هجماته”.
وبرأي كاتبة المقال، فإنّ “إسرائيل ستفعل ما يجب عليها فعله، بدعم دوليّ أو بدونه”.