ملخص
في بداية قمة بالعاصمة الأميركية واشنطن للاحتفال بالذكرى الـ 75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي، شدد ينس ستولتنبرغ على أن نتيجة الحرب في أوكرانيا “ستشكل الأمن العالمي لعقود مقبلة”.
تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بالدفاع بقوة عن أوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي خلال قمة حلف شمال الأطلسي في واشنطن والتي تمنحه منصة دولية لإقناع الحلفاء في الداخل والخارج بأنه لا يزال قادراً على رئاسة الولايات المتحدة لفترة ثانية.
وفي خطاب مرتقب بشدة ألقاه خلال القمة التي استضافتها واشنطن بمناسبة ذكرى مرور 75 عاماً على تأسيس الحلف، قال بايدن بنبرة حاسمة إن “روسيا لن تنتصر”.
زيلينسكي يطلب السلاح
من جهته، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القادة السياسيين الأميركيين في واشنطن يوم الثلاثاء على عدم انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) للتحرك بقوة لمساعدة بلاده ضد روسيا.
وقال زيلينسكي، في خطابه بمعهد رونالد ريغان عشية انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي “الجميع ينتظر نوفمبر. الأميركيون ينتظرون نوفمبر، وفي أوروبا والشرق الأوسط والمحيط الهادئ، يتطلع العالم بأسره نحو نوفمبر، والحق يقال إن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين أيضاً ينتظر نوفمبر”.
وتابع “حان الوقت للخروج إلى العلن واتخاذ قرارات قوية… حان الوقت للعمل وعدم الانتظار لشهر نوفمبر أو أي شهر آخر”.
تشكيك في بايدن
وتحمل بايدن (81 سنة) 12 يوماً من التساؤلات المحمومة حول أهليته لخوض سباق الانتخابات الرئاسية، إذ يخشى بعض زملائه بالحزب الديمقراطي في الكونغرس والمتبرعين لحملته الانتخابية من خسارته للانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد أدائه المتعثر خلال المناظرة مع منافسه الرئيس السابق ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب يوم 27 يونيو (حزيران).
وقال بايدن مشيراً إلى الرئيس الروسي “(فلاديمير) بوتين لا يريد أقل ولا أقل من الإخضاع الكامل لأوكرانيا… ومحو أوكرانيا من الخريطة”. وأضاف “أوكرانيا قادرة على إيقاف بوتين وستفعل ذلك”.
وقال بايدن: “روسيا فشلت في حربها التي شنتها منذ أكثر من عامين، ولديها خسائر فادحة مع مقتل ما يقرب من 350 ألف جندي روسي وجرح مليون جندي، وغادر العديد من الشباب روسيا لأنهم لم يعودوا يرون مستقبلاً لهم فيها”.
وأضاف وسط التصفيق من الحاضرين: “أوكرانيا دولة حرة وسوف تنتهي الحرب مع بقاء أوكرانيا دولة حرة ومستقلة ولن تنتصر روسيا”.
ويأمل البيت الأبيض بأن يتمكن بايدن من طي صفحة فترة صعبة في رئاسته من خلال أهم خطاباته السياسية منذ المناظرة، لكن بعض الدبلوماسيين في القمة قالوا إنه من الصعب محو الضرر.
وتحدث بايدن بصوت قوي وواثق وتجنب إلى حد كبير الأخطاء اللفظية وعلامات الارتباك التي سادت أداءه خلال المناظرة. وقال في كلمته “اليوم أصبح حلف شمال الأطلسي أقوى من أي وقت مضى في تاريخه”.
ورحب الرئيس الأميركي بالدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي تمحورت نقاشاتها ولقاءاتها حول كيفية تعزيز دفاعات أوكرانيا في وجه العدوان الروسي وتعزيز استعدادات الحلف للمرحلة المقبلة، ورئيس الوزراء الهولندي روتا الذي يتولى قيادة الحلف في أوائل أكتوبر المقبل.
وقلد بايدن وسام الحرية الأميركي للأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، مشيداً بدوره في تقوية حلف شمال الأطلسي.
“هبة تاريخية”
وأعلنت الولايات المتحدة وألمانيا ورومانيا وهولندا، في بيان مشترك نشر الثلاثاء في واشنطن خلال قمة حلف شمال الأطلسي، أن كلاً من هذه الدول الأربع سيزود أوكرانيا منظومة صاروخية للدفاع الجوي من طراز “باتريوت”.
وقال الرئيس الأميركي إن هذه “الهبة التاريخية” التي تتضمن نظام “باتريوت” أميركياً جديداً تندرج في إطار الجهود التي يبذلها حلف الأطلسي لحماية أوكرانيا من الهجمات الجوية الروسية.
وسبق لألمانيا ورومانيا أن أعلنتا أنهما ستقدمان لأوكرانيا منظومتيهما الدفاعيتين من طراز “باتريوت”، في حين أعلنت هولندا أنها تعمل على تجميع منظومة مماثلة لتقديمها لكييف.
07145297628780611.jpg
بايدن وصف الهبة التي تتضمن نظام “باتريوت” بـ “التاريخية” (أ ف ب/ غيتي)
من جهتها، أعلنت روما أنها ستزود كييف نظاماً صاروخياً للدفاع الجوي لكن ليس من طراز “باتريوت” بل من طراز “سامب/تي” الفرنسي- الإيطالي.
وبذلك يكون الجديد في هذه الهبة الخماسية هو بطارية “باتريوت” التي أعلنت واشنطن عزمها على تقديمها لكييف، ذلك أن البطاريات الأربع الباقية (ثلاث بطاريات “باتريوت” وبطارية “سامب/تي” تم الإعلان عنها سابقاً.
و”باتريوت” منظومة صواريخ أرض- جو أميركية التصميم تُعتبر فعالة خصوصاً في اعتراض الصواريخ الباليستية الروسية.
وتأتي هذه الهبة بعد مطالبات متكررة بهذا الشأن أطلقها في الأسابيع الأخيرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وسيلقي زيلينسكي الذي وصل إلى واشنطن خطاباً مساء الثلاثاء أمام معهد رونالد ريغن.
الأمن العالمي
من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في خطابه أمام القمة إن الحلف لم يكن “واجباً” بل “نتيجة خيارات متعمدة وقرارات صعبة”، مقارناً إياه بدعم أوكرانيا الذي يتطلب “تكاليف وأخطار”.
وأضاف ستولتنبرغ “لا توجد خيارات خالية من الأخطار بوجود روسيا عدوانية كجارة، لا توجد خيارات خالية من الأخطار في الحرب. تذكروا أن التكلفة الأكبر والخطر الأكبر سيكونان إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا. لا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك”.
وشدد على أن “نتيجة هذه الحرب ستشكل الأمن العالمي لعقود مقبلة”، مضيفاً “الآن هو وقت الدفاع عن الحرية والديمقراطية، والمكان هو أوكرانيا”.
وحث ستولتنبرغ زعماء الحلف على مواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد الهجوم الروسي. وقال إن الحلف يجب أن يظهر العزم ذاته الذي أظهره في لحظات مهمة أخرى من تاريخه.
وسوف تهيمن الحرب الطاحنة بين أوكرانيا وروسيا على المحادثات الخاصة بين زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي البالغ عددها 32 دولة، الذين لديهم أجندة كاملة تركز على المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، وتوفر بعض السبل نحو عضوية أوكرانيا في الحلف في نهاية المطاف.
وستمنح أحداث الأسبوع في واشنطن فرصة لبايدن للرد على المخاوف، إذ سيلقي خطاباً اليوم ويعقد مؤتمراً صحافياً منفرداً نادراً يوم الخميس. كما أن من المتوقع أن يعقد بايدن لقاء مع الرئيس الأوكراني.