ملخص
في حين أن كامالا هاريس هي المرشحة الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بعد انسحاب جو بايدن، وعلى رغم دعم كبار الديمقراطيين الآخرين، تظل التحديات الداخلية المحتملة قائمة إذ يمكن للمؤتمر الحزبي أن يطعن في ترشيحها
عندما قام الرئيس جو بايدن بإعلان عزمه التخلي عن خوض غمار السباق الانتخابي للفوز بولاية رئاسية ثانية، أعرب عن دعمه لنائبة الرئيس كامالا هاريس لتكون بديلته كمرشحة الحزب الديمقراطي، وعلى رغم أن هذا يمهد لها الطريق نحو نيل الترشيح فإنه لا يضمن لها ضمان الفوز به على الإطلاق.
لماذا لا يستطيع الرئيس بايدن التقرير من يحل مكانه كمرشح؟
كان الأمر سيكون أكثر بساطة لو كان باستطاعته ذلك، لكن حتى المرشح الرسمي للحزب، كما كان الرئيس بايدن أساساً، لا يمكنه أن يحدد وببساطة بديلاً عنه إذا ما اتخذ القرار بالتنحي، وبغض النظر عن سبب التنحي.
إن الفوز بترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة هو في العادة نتيجة نصف عام كامل من انتخابات تمهيدية ومؤتمرات حزبية على مستوى الولايات، وهي عملية لا تتجزأ من النظام الديمقراطي الأميركي، وهذه العملية تمنح المرشح الفائز شرعية على مستوى الولايات، وهذا العام كانت العملية أقصر وأقل بروزاً من العادة لأن دونالد ترمب كان وبصورة واضحة المرشح الأكثر حظوة لنيل ترشيح الحزب الجمهوري، وبايدن، كونه الرئيس الحالي، لم يواجه أي معارضة تقريباً من قبل حزبه، ولذلك حسم اسما المرشحين في وقت باكر.
أما في حال الاضطرار إلى تبديل أحد المرشحين فلا يوجد الوقت الكافي لإعادة إجراء العملية من بدايتها، ولكن المبدأ الذي ينص على أن الولايات تقرر الترشيح لمنصب الرئيس الفيدرالي ليس شيئاً يمكن التخلي عنه ببساطة.
إن تأييد الرئيس له أثره الوازن وقد شجع شخصيات كبيرة في الحزب للسير في الاتجاه نفسه، مما جعل نائبة الرئيس هاريس وبصورة واضحة المرشحة الأبرز، ولكن ذلك لا يحسم المسألة تماماً.
ماذا عن أموال التبرعات الانتخابية؟
هذه مسألة يمكن أن تؤدي إلى تعقيدات كبيرة، إذ إن عملية جمع التبرعات تعتبر جزءاً هائلاً من العملية الانتخابية في الولايات المتحدة، وفي العادة فالمرشح الذي يجمع قدراً أكبر من المال يكون الفوز من نصيبه في الانتخابات، ووحده دونالد ترمب كان قد نجح في كسر تلك العادة من خلال انتصاره على هيلاري كلينتون عام 2016، وغالباً ما تؤول معظم تبرعات ذلك المال إلى الحملات الانتخابية الفردية وليس إلى الحزب، مما يعني نظرياً أنه يجب تغيير ذلك في حال استبدال المرشح، والرئيس بايدن لا يمكنه أن يقوم بتحويل كل أموال حملته إلى كامالا هاريس من دون موافقة الجهات المانحة، والذين عادة لديهم حس عميق بالتوجهات السياسية المقبلة.
إن قيام الجهات المانحة بتعليق دعمها لبايدن كان أحد العوامل التي دفعت الرئيس بايدن إلى وضع حد لمساعيه إلى خوض غمار عملية إعادة انتخابه، ومنذ إعلانه هذا تدفقت الأموال نحو هاريس، لكن القدرة على جمع الأموال ستكون عاملاً للاعتبار لأي شخص يفكر في منافستها على الترشيح.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
لقد صرحت كامالا هاريس بشكل مباشر أنها تريد الفوز بالترشيح، وبعبارة أخرى ستكون مستعدة للتنافس مع الآخرين، وفي الوقت الحاضر يبدو أن هذا لن يكون ضرورياً، فقد استبعد المرشحون المحتملون، بما في ذلك حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، أنفسهم، إما لعدم رغبتهم في منافسة ترمب أو لعدم رغبتهم في تعريض الوحدة الناشئة في الحزب الديمقراطي للخطر بعد قرار بايدن.
وإذا كانت هاريس هي المرشحة الوحيدة المعلنة فستخوض حملتها كمرشحة بحكم الأمر الواقع حتى مؤتمر الحزب في شيكاغو في غضون أربعة أسابيع، وهناك سيصوت مندوبو الولايات لتأكيد ترشيحها، كما كانوا ليفعلوا مع بايدن لو بقي في السباق، وسيكون الترشيح نهائياً.
هل يمكن أن تسوء الأمور بالنسبة إلى كامالا هاريس؟
عادة ما يكون التصويت على الترشيح إجراء شكلياً، ومع ذلك فمن الممكن أن يوفر المؤتمر فرصة لأي شخص يعارض تعيين هاريس لإظهار موقفه، وفي حال حدوث مثل هذا الاعتراض فقد يكون هناك جلسة انتخابية واحدة أو أكثر في المؤتمر قبل التصويت من قبل مندوبي الولايات، وفي هذه الحال يمكن أن يكون المؤتمر هو الهيئة التي تقرر فعلياً الترشيح.
هل من إشارة على اعتراض أحدهم على ترشيحها؟
في الوقت الحالي يبدو أن كبار الديمقراطيين حريصون جداً على إنهاء الانقسامات التي برزت حول قدرات الرئيس بايدن مزاولة مهماته كرئيس للبلاد لفترة رئاسية ثانية، لدرجة أن هناك معارضة قليلة ظاهرة لترشيح هاريس، وكان الدعم من بيل وهيلاري كلينتون ذي أهمية خاصة، ومع ذلك فهناك شخص واحد يبدو أن تدخله كان حاسماً في إجبار بايدن على الانسحاب ولكنه لم يدعم هاريس بعد، وهو باراك أوباما الذي كانت زوجته ميشيل من بين الذين ذُكروا كبديل محتمل، وقد يشير هذا إلى أن ترشيح هاريس ليس مضموناً تماماً [قدم أوباما دعمه لهاريس في الـ 26 يوليو (تموز) 2024 بعد نشر المقالة].
© The Independent