شنت أوكرانيا هجوما بطائرات مسيرة وصواريخ على منطقة كورسك الروسية اليوم الأربعاء في إطار ما قال مسؤولون روس إنها محاولة كبيرة لاختراق الحدود الروسية وإجبار قادة الجيش على تجميع قوات من مناطق أخرى من الجبهة.
وأبلغ رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء إنه جرى إيقاف الهجوم الأوكراني في منطقة كورسك الروسية.
وكان سيرغي شويغو رئيس مجلس الأمن الروسي قال إن بلاده تقدمت هذا العام واستولت على 420 كيلومترا مربعا من الأراضي من القوات الأوكرانية منذ 14 حزيران (يونيو) بعد فشل هجوم أوكرانيا المضاد عام 2023 في تحقيق أي مكاسب كبيرة.
وردت أوكرانيا بهجوم أمس الثلاثاء.
وغادر آلاف الأشخاص من منطقة كورسك الروسية الحدودية منذ أن أطلقت أوكرانيا عملية توغل بري قبل أكثر من 24 ساعة، حسبما قال الحاكم الإقليمي أليكسي سميرنوف.
وقال سميرنوف في مقطع فيديو نشر على تلغرام: “في اليوم السابق وبمساعدتنا، غادر آلاف الأشخاص منطقة القصف عبر وسائل نقل خاصة”.
وقالت وزارة الدفاع ومسؤولون روس آخرون إن القوات الأوكرانية شنت هجوما بريا وجويا كبيرا لاختراق روسيا بالقرب من بلدة سودجا الحدودية على بعد 530 كيلومترا جنوب غربي موسكو.
وصرح المسؤولون بأن روسيا صدت الهجمات، التي كانت من أكبر التوغلات داخل روسيا منذ بدء الحرب في عام 2022، لكن هناك علامات على تحركات عسكرية كبيرة في المنطقة. وأرسلت موسكو قوات احتياط للمساعدة في تعزيز الدفاعات الروسية.
ولم تعلق أوكرانيا على الأحداث.
وقال سميرنوف إن المنطقة شهدت هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ الليلة الماضية، ونصح المواطنين بالابتعاد عن النوافذ.
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء إن أوكرانيا تقوم “باستفزاز واسع النطاق” في منطقة كورسك الحدودية التي شهدت توغلا للقوات الأوكرانية منذ الثلاثاء.
وأكد بوتين في بدء اجتماع حكومي بثه التلفزيون الروسي، “قام نظام كييف باستفزاز جديد واسع النطاق، حيث أطلق عشوائيا أنواعا مختلفة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ، على المباني المدنية والمنازل وسيارات الإسعاف”.
وأفاد مدونون عسكريون روس بأن معارك ضارية تجري في المنطقة الحدودية وأن أوكرانيا تحشد قواتها بالقرب من الحدود.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن هجوم أوكرانيا على منطقة كورسك الحدودية الروسية استهدف السكان المدنيين.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية قولها لإذاعة “سبوتنيك” الروسية: “هذا عمل إرهابي آخر… من الواضح أنه موجه ضد سكان مسالمين، ضد سكان مدنيين”.
وتقول كل من روسيا وأكرانيا إن هجماتهما لا تستهدف المدنيين رغم أن خسائر الحرب في صفوف المدنية هائلة.
وقال مسؤولون إن بلدة سودجا الحدودية تعرضت لهجوم. وذكر سميرنوف أن طائرة مسيرة هجومية أطلقتها أوكرانيا أصابت سيارة إسعاف خارج البلدة مما أسفر عن مقتل السائق ومسعف وإصابة طبيب.
وقال رجل دين كبير من الأرثوذكس إن النار اشتعلت في كاتدرائية ومبان أخرى داخل دير كبير خارج سودجا جراء القصف الأوكراني، لكن لم يصب أحد بأذى.
ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن وزارة الصحّة الروسية القول اليوم الأربعاء إن 24 شخصاً بينهم ستة أطفال أصيبوا بعد قصف في منطقة كورسك حيث اتهمت موسكو أوكرانيا بشن هجوم عبر الحدود قبل يوم.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن كييف واصلت الهجمات الجوية بالقرب من الحدود اليوم الأربعاء، ودمرت أنظمة الدفاع الروسية أربع طائرات مسيرة الليلة الماضية.
أبلغ قائد الجيش الروسي فاليري غيراسيموف الرئيس الروسي الأربعاء أن ما يصل إلى ألف جندي أوكراني يشاركون في التوغل عبر الحدود في منطقة كورسك الروسية.
وفي مؤتمر عبر الفيديو مع بوتين ومسؤولين من الدفاع والأمن، قال قائد الجيش إن “وحدة من القوات المسلحة الاوكرانية مؤلفة من ما يصل الى ألف جندي شنت الهجوم” صباح الثلاثاء بهدف الاستيلاء على هذه المنطقة الروسية.
في وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الروسي أن أوكرانيا تواصل الهجمات الجوّية على منطقة كورسك الحدودية الروسية اليوم الأربعاء والأنظمة الدفاعية دمّرت أربع طائرات مسيّرة خلال الليل، وذلك بعد يوم من اتّهام موسكو لكييف باستهداف المنطقة بهجوم مدعوم بالدبّابات.
أرسلت الوزارة قوّات احتياطية أمس الثلاثاء للمساعدة في صد مئات المقاتلين الأوكرانيين المدعومين بالدبّابات من كورسك في توغّل بري بدا أنه من الأكبر داخل الأراضي الروسية خلال الحرب الدائرة حاليا منذ أكثر من عامين.
وأظهرت منشورات سميرنوف أن عشرات الإنذارات من الغارات الجوية دوّت في المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وبحلول صباح اليوم الأربعاء لم ترد تقارير عن اندلاع قتال بري جديد.
ّ
ولفت مسؤولون روس إلى أن خمسة أشخاص، بينهم اثنان من أفراد طاقم سيارة إسعاف، قتلوا وأصيب 20 آخرون على الأقل، بينهم ستة أطفال، في القتال الذي اندلع أمس الثلاثاء.
ولم تدل أوكرانيا بتعليق رسمي بعد رغم وجود أدلة على بعض العمليات العسكرية من جانبها على الحدود.
وتضم منطقة كورسك محطة كورسك للطاقة النووية، لكن سميرنوف قال إن المنشأة تعمل بدون أي مشكلات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت أيضاً ثلاث طائرات مسيرة أطلقتها أوكرانيا على منطقة بيلغورود واثنتين فوق منطقتي فورونيج وروستوف.
ولفت حاكم المنطقة عبر “تلغرام” إلى أن الطائرات المسيرة في منطقة فورونيج الواقعة على بعد مئات الكيلومترات جنوبي موسكو ألحقت أضراراً بعدد من المباني السكنية والسيارات.
كييف تُسقط 30 مسيّرة
إلى ذلك، أعلن سلاح الجو الأوكراني في بيان عبر “تلغرام” أنه أسقط كل الطائرات المسيّرة التي أطلقتها روسيا الليلة الماضية، وعددها 30، فوق سبع مناطق.
وفي هجوم لليلة الثالثة على التوالي على منطقة كييف، أصيب شخص واحد وتضرّر 22 منزلاً سكنياً ومبنى خارجي، حسبما صرّحت السلطات الإقليمية.
وذكر حاكم ميكولايف في جنوب أوكرانيا أن سلاح الجو أسقط 14 طائرة مسيرة فوق المنطقة. وقال إنّه تم إخماد حريقين نشبا جراء الهجوم ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات.
ولفت حاكم منطقة خميلنيتسكي إلى أن الجيش أسقط أربع طائرات مسيرة أخرى فوق المنطقة لكن الحطام ألحق أضراراً بمنشآت تخزين وورشة في منشأة صناعية.
وتم إسقاط أربع طائرات مسيرة فوق منطقتي تشيركاسي وفينيتسيا بوسط أوكرانيا، ولم تبلغ السلطات المحلية عن خسائر مادية أو بشرية.
وأفادت السلطات الإقليمية في كييف بأن الدفاعات الجوية تعاملت مع أهداف صباح اليوم الأربعاء بدون تقديم تفاصيل عن تبعات الهجوم.
وقال حاكم منطقة سومي إنه تم إسقاط صاروخ باليستي فوق المنطقة الليلة الماضية.
ولم يقدّم سلاح الجو في التحديث الصباحي أي تفاصيل عن صواريخ استخدمتها روسيا في مهاجمة أوكرانيا.
دونيتسك
من جهة ثانية، قال فاديم فيلاشكين حاكم دونيتسك الأوكرانية إن أربعة أشخاص على الأقل لاقوا حتفهم في قصف روسي للمنطقة الواقعة على خط المواجهة في شرق أوكرانيا اليوم الأربعاء.
وأضاف فيلاشكين على منصة تيليغرام للتراسل أن رجلا مُسنا وامرأة قُتلا في قرية أنتونيفكا التي تبعد نحو خمسة كيلومترات عن منطقة قتال نشطة. وتابع أن شخصا آخر أُصيب بجراح.
وأردف فيلاشكين أن رجلا وامرأة آخرين لقيا حتفهما في هجوم منفصل في ميخايليفكا.
وتتعرض منطقة دونيتسك، التي تحتل القوات الروسية أجزاء منها، لقصف روسي وضربات جوية بشكل منتظم.
كما أنها لا تزال واحدة من أكثر مواقع القتال سخونة إذ تستهدف روسيا المناطق في اتجاه بوكروفسك، التي تعد مركزا لوجستيا استراتيجيا في الشرق.