رووداو ديجيتال
تبحث الكوردية السورية ريهام خشو عن شقيقها المفقود منذ 12 عاماً، لكن جهودها باءت بالفشل.
اعتقلت الحكومة السورية شقيقها سامر في العاصمة دمشق في نهاية آب 2012.
ولد سامر خشو في مدينة قامشلو عام 1977 وهو أب لثلاثة أطفال، وعلى الرغم من مرور 12 عاماً منذ اختفائه، لم تفقد عائلته الأمل في عودته.
اكتشفوا مؤخراً أنه محتجز في سجن صيدنايا في دمشق.
بهذا الصدد، تقول ريهام خشو، وهي شقيقة سامرن لشبكة رووداو الاعلامية: “”أخبروني أن سامر اختفى لمدة ثلاثة أيام. اعتقدت أنه ربما كان يزور أحد أصدقائه. لذلك، ذهبنا لزيارة أحد أصدقائه الذي كان لديه مكتب. كان هو وزوجته صديقين لأخي. اعترف بأنه أبلغ عنه للسلطات. كانوا يتقاضون 50 ألف ليرة سورية عن كل تقرير في ذلك الوقت”.
وتضيف: “بحثنا عنه على نطاق واسع واستفسرنا في كل مكان، لكننا لم نجد شيئاً. لم نفقد الأمل. مازلت أعتقد أنه قد يظهر مرة أخرى في أي لحظة، أو يأتي عبر الباب، أو ربما نتلقى مكالمة هاتفية منه، يقول فيها: ها أنا ذا، أنا قادم”.
كما فقد فرهاد كوباني خمسة أفراد من عائلته، لكن ليس على يد الحكومة السورية.
في عام 2014، اختطفهم تنظيم داعش، وكان اثنان منهم في العشرين من العمر فقط، في حين لا تعرف العائلة شيئاً عن مصيرهم حتى الآن.
فرهاد درويش، لاجئ كوردي سوري فقد خمسة أفراد من عائلته، يقول لشبكة رووداو الاعلامية: “”انوا خمسة أشخاص. أحدهم كان ابن عمي، والآخر كان ابن عمتي، والآخرون كانوا أبناء عم والدي. كانوا في طريقهم إلى كوردستان لكن مسلحي داعش أسروهم”.
ويضيف أنهم “مازالوا مفقودين، ولا أحد يعرف شيئاً عنهم. العائلة بأكملها في ألم. يقول الجميع إنه كان من الأفضل مائة مرة أن يعرفوا أن أحباءهم ماتوا ودُفنوا بدلاً من الاستمرار في انتظار عودة غير مؤكدة”، مبيناً أنه “من الصعب جداً أن يكون المرء متفائلاً. الانتظار في حد ذاته هو شكل من أشكال الموت.”
يزور فرهاد وحوالي 200 عائلة أخرى، لمرة واحدة في الشهر، منظمة هيتمة للبحث عن أخبار عن أحبائهم.
تتابع منظمة هيتمة للتنمية الفكرية والاجتماعية هذه الحالات في إقليم كوردستان منذ عام 2019، ويذكرون أن جميع المفقودين تقريباً من الذكور، تتراوح أعمارهم بين 13 و 50 عاماً.
محمد شريف محمد، وهو مدير منظمة هيتمة للتنمية الفكرية والاجتماعية، يقول لشبكة رووداو الاعلامية، إنه “بالإضافة إلى ما يُطلب منا، نساعد عائلات المفقودين في العثور على فرص عمل. عندما يختفي شخص واحد، لا يتعلق الأمر به فقط؛ بل إن عائلته بأكملها وأطفاله أيضاً مفقودون بمعنى ما. لقد سجلنا أسماء 600 شخص اختفى أقاربهم، ومعظمهم من الرجال.”
ريهام وفرهاد هما مجرد مثالين لعائلات من بين ما يقرب من 150 ألف شخص فُقِدوا في الحرب السورية، ورغم مرور عدة سنوات، الا أنهم لم يفقدوا الأمل بالمفقودين.