تفاعلًا مع خبر إعلان القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب للعام الجاري 2024، قالت دار نوفل/ هاشيت أنطوان في بيروت، في بيان لها، إن الدار تشعر بسعادة ببلوغ رواية “السماء تدخن السجائر” للكاتب اليمني وجدي الأهدل ضمن القائمة القصيرة للجائزة حسبما أعلن القيمون عن الجائزة في الجامعة الأميركية في القاهرة، بعد ظهر الجمعة 30 (آب) أغسطس 2024.
وتعبر رواية “السماء تدخن السجائر” بالقارئ في محطات مختلفة من تحوّلات اليمن من خلال شخصية ظافر التي جعلت من النجاة أكبر الأحلام، وتمر بالفساد الذي يهمّش ابن البلد بينما يرفع بالغربي ذي الحظوة إلى أعلى الفرص والمراتب.
ففي بنية روائية محكمة ومتعددة الأصوات، يفرد وجدي الأهدل، الذي يعدّ من أشهر روائيي اليمن المعاصرين، مساحة ليوميات الحرب، ولحيوات السكان ممن يواجهون خيارات الهجرات الجغرافية والأبدية على السواء، وأحيانًا يختارون الهرب بالحب على قاعدة العاشقين الشائعة بأن لا نجاة سوى بالحب.
وضمّت القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ ست روايات من اليمن ولبنان وسورية ومصر، هي: “السماء تدخن السجائر” للكاتب اليمني وجدي الأهدل؛ “السيدة الزجاجية” للكاتب المصري عمرو العادلي؛ “الوراق أبو حيان التوحيدي” للكاتب المصري هشام عيد؛ ”ميكروفون كاتم صوت” للكاتب اللبناني محمد طرزي؛ “اسمي زيزفون” للكاتبة السورية سوسن جميل حسن؛ “بيت القاضي: مسيرة قاسم بن يونس” للكاتب المصري محمود عادل طه.
ويخلص قارئ رواية “السماء تدخن السجائر”، إلى أن الحرب لا تُحدِثُ شيئًا سوى أنّها تنكأ ما كان متصدّعًا قبل حصولها. تبعث ندوبًا متجذّرة، أكانت متمظهرة بسمكةٍ اخترقت جسد السابح خلسة، أم بغربةٍ مديدة تُفقِد صاحبها القدرة على وطء الحياة التي تمضي بجانبه.
أما ظافر، بطل الرواية، فهو أقرب إلى شخصيّةٍ رمزيّة معاصرة تتقاطع يوميّاتها مع تحوّلات اليمن، ما قبل الحرب وخلالها، والهجرات الجغرافيّة والأبديّة التي تفرضها على الناس. نتابعه في يوميّاته وفي تنقّلاته التي تشبه جولات متواصلة في البحث عمّا هو غائب. عمّا لا نعرف له وجهًا أو شكلًا. مع هذا لا نجاة إلّا بالحبّ، أو هكذا يُخيّل إلى شخوص الرواية: عبير ونبات وناجية وكفاية وسلمى وأشجان… وغيرهنّ من النساء اللاتي يظهرن في حياة ظافر ويعبرن بها، لسن نساءً فحسب، بقدر ما يحفّزن ويشحنّ محاولاته لشقّ كوّة في هذا الغياب.
وأثناء ذلك، تتفرّج السماء… تنظر ولا ترسل المعجزات، بل تنفث سجائرها على الأحياء في الأسفل، حيث الحرب والمعارك لا تتوقّف، وحيث التواطؤ الاضطراريّ مع الموت يصبح السبيل الوحيد للنجاة.
ووجدي الأهدل هو قاصّ وروائيّ، من مواليد اليمن عام 1973. صدر له 20 كتابًا ما بين روايات ومجموعات قصصيّة ومسرحيّات، وتُرجمت أعماله إلى الإنكليزيّة والفرنسيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والروسيّة والتركيّة. و”السماء تدخّن السجائر” هي إصداره الروائي الثالث عن دار نوفل بعد مجموعته القصصيّة “التعبئة” (2020) وروايته “أرض المؤامرات السعيدة” التي وصلت إلى القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2019.
ووفقًا للجنة جائزة نجيب محفوظ لهذا العام، فقد تم اختيار القائمة القصيرة لجائزة نجيب محفوظ للأدب من ضمن 181 رواية تم ترشيحها للجائزة من كافة دول العالم العربي وخارجه بمعدل 18 دولة مختلفة من قبل لجنة تحكيم برئاسة سارة عناني، الأستاذة في قسم اللغة الإنكليزية في جامعة القاهرة والحائزة على جائزة بانيبال للترجمة الأدبية، وأحمد طيباوي، الحائز على جائزة أفضل رواية عربية في معرض الشارقة الدولي للكتاب للعام 2023 وميدالية نجيب محفوظ للأدب للعام 2021، وكاي هيكينن، المترجمة والمحاضرة سابقًا في جامعة شيكاغو والحائزة على جائزة بانيبال للترجمة الأدبية، ويوسف رخا، روائي وشاعر وأديب، ومايسة زكي، ناقدة أدبية ومسرحية تتمتع بخبرة تزيد عن ثلاثة عقود في هذا المجال.