حملت تظاهرة ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء اليوم الجمعة شعارات عديدة ومطالبات وجهها المحتجون للمنظمات الأممية والدولية للتدخل وإيقاف الحرب وردع الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان، كما طالبوا بتفعيل القرارات الأممية المتعلقة بالحل السياسي والانتقال السلمي للسلطة في سورية.
ورفع المتظاهرون لافتات تدين قتل وقصف المدنيين في غـزة ولبنان وإدلب، مشيرين إلى إن أن القاتل واحد وإن تعددت الوجوه والتسميات. وحمل المتظاهرون النظام السوري وزر كل ما يحصل، منتقدين سياسته المزدوجة في التغاضي عن تمدد إسرائيل واحتلال أراضٍ سورية في القنيطرة في الوقت الذي يقصُف فيه سوريين مدنيين في إدلب، لغاية تحريرها من مواطنيها.
ورغم المزيد من التضييق الأمني متعدد الوسائل، ومحاولة إضفاء صبغة العمالة والخيانة على النشطاء في الحراك، إلا أن النشطاء غالبا ما كانوا يقطعون الطريق على ما يعتبرونه أسلوب “التصيد بالماء العكر” فيما يحاول النظام وأجهزته استغلالها لإخماد التظاهرات ضده.
وبهذا الصدد، قالت الناشطة، مها أبو منذر لـ”العربي الجديد”: “نحن مستمرون في ساحات الحرية رغم التهميش المتعمد لحراكنا الذي تجاوز العام والشهرين، ورغم الأحداث الإقليمية والسورية الكبيرة، فنحن ننظر إلى قضيتنا أنها الأهم ولشعاراتنا وأهدافنا على أنها أساس لتحرر الشعب السوري وكل الشعوب المضطهدة وفي مقدمتها الشعب الفلسـطيني واللبـناني، ونحسم عدم التجزئة في قضايا التحرر فالعدو واحد من الكيان الإســرائيلي مرورا بالنظام السوري الحاكم والمليشيات الحليفة وفي مقدمتها إيران”. وأضافت أبو منذر: “إننا هنا في ساحة الكرامة نقف مع أنفسنا ضد الطغاة أينما كانوا، ولنؤكد تاريخ أجدادنا وآبائنا في مقارعة الاستعمار بكل أشكاله، وفي نفس الوقت لنعلن في كل يوم تضامننا مع أهلنا في لبنـان وفي فلسطين”.
أما الناشط المدني عماد العشعوش، فيقول لـ”العربي الجديد”: “إننا هنا لسنا بمعزل عمّا يحصل حولنا، ونُدرك تماما المشاريع التقسيمية للمنطقة وما تسعى إليه آلة الحرب والدمار الإسرائيلية، وما تفعله في فلسطين ولبـنان وسورية، ونأسف على هذه الأنظمة، التي تصنف نفسها بـ”المقاومة والممانعة”، رغم أنها كانت طوال العقود الماضية ولا تزال أدوات رخيصة في يد الكيان، ولطالما استخدمت على مر هذه السنين قوّتها وجيوشها ومقاتليها لقمع حريات شعوبها للاستئثار بالحكم والظلم، حتى أوصلت البلاد لحالة من الذل والضعف جعلته سهل الاستباحة من قبل العدو”.
وتساءل العشعوش: “ماذا كان سيحصل لو كانت هذه الأنظمة استخدمت جزءاً من الأموال التي صُرفت على بناء مستودعات السلاح التي تُقصف يوميا، لمصلحة عيش الشعوب وكرامتهم، ولو أنها استخدمت جزءاً من عقول الأجهزة الأمنية التي راقبت المواطنين حتى في بيوتهم وفي أنفسهم، وتجاهلت وجود أعداء يتربصون بالأمة ويسعون للاحتلال والتقسيم. هل يا ترى كنا سنصل إلى ما نحن عليه؟”.
وفي الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من عمليات توسع بري إسرائيلي في كل من جنوبي سورية ولبنان، لا يزال النظام السوري يتخذ وضع “المزهرية” تجاه ذلك، وفق ما يعتبره ناشطون، في الوقت الذي بدأ بالحشد العسكري على مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها قوى المعارضة.