ملخص
الولايات المتحدة تكتسب الثقة في إمكان التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان قريباً، والأمين العام لـ”حزب الله” يؤكد قدرة التنظيم على الاستمرار في المعركة ضد إسرائيل.
نقل موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أميركيين على دراية مباشرة بالقضية أن المفاوضات في شأن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” أحرزت تقدماً كبيراً في الساعات الـ24 الماضية، لكن إدارة بايدن لم تتوصل إلى اتفاق نهائي مع أي من الجانبين.
ومن شأن اتفاق وقف إطلاق النار أن يوقف أكثر من عام من القتال بين إسرائيل و”حزب الله” ويخفف بصورة كبيرة من حدة الحرب الإقليمية في الشرق الأوسط للمرة الأولى منذ هجمات “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، وسيكون إنجازاً كبيراً للرئيس بايدن خلال أشهره الأخيرة في منصبه.
ووفقاً لـ”أكسيوس”، قال مسؤول أميركي إن رحلة الوساطة التي قام بها مستشار بايدن آموس هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع الماضي أحرزت تقدماً نحو التوصل إلى اتفاق، وخصوصاً في ما يتعلق باستعداد “حزب الله” لإبرام صفقة مع إسرائيل منفصلة عن الحرب في غزة.
وأضاف المسؤول الأميركي أنه منذ عودة هوكشتاين أحرزت المفاوضات المكثفة مع كل من إسرائيل ولبنان مزيداً من التقدم، وأوضح “ما زلنا نتفاوض لكن تم تحقيق تقدم كاف في الساعات الـ24 الماضية يبرر إرسال الرئيس بايدن لهوكشتاين إلى إسرائيل”.
سافر هوكشتاين إلى إسرائيل أمس الأربعاء مع مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، وقبل المغادرة تحدث هوكشتاين مع رئيس الوزراء اللبناني بالوكالة نجيب ميقاتي.
وقال ميقاتي في مقابلة على قناة “الجديد” التلفزيونية اللبنانية إن هوكشتاين أخبره “أن الوضع اليوم أفضل من الأمس”، وأضاف “نأمل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار في غضون ساعات أو في الأيام المقبلة. نأمل أن نرى هوكشتاين في بيروت بحلول نهاية الأسبوع”.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس بعد اجتماع مع بايدن في البيت الأبيض أمس الأربعاء/ إنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان “في غضون أسبوع أو أسبوعين”.
مسودة الاتفاق
نشرت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية “كان” الأربعاء مسودة اتفاق وقف إطلاق النار، بتاريخ الـ26 من أكتوبر.
ويتضمن مشروع الاتفاق التزاماً من جانب كل من إسرائيل والحكومة اللبنانية باتخاذ خطوات نحو التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006 في لبنان.
ووفقاً للمسودة، فإن الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل سيكونان المجموعتين المسلحتين الوحيدتين المنتشرين في جنوب لبنان.
وسيسمح ببيع أو توريد الأسلحة والمواد ذات الصلة للجيش اللبناني فقط، وستسيطر الحكومة اللبنانية على جميع عمليات إنتاج الأسلحة في لبنان.
وسيتعين على الجيش اللبناني أيضاً مراقبة وإنفاذ هذه الشروط، وتفكيك أية بنية تحتية عسكرية لا تخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية.
ويقول المشروع إن الاتفاق سيتم تنفيذه على مدى فترة 60 يوماً، وستسحب إسرائيل جميع قواتها من لبنان على مراحل لا تتجاوز سبعة أيام بعد إعلان وقف إطلاق النار، وسينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان بهدف الوصول إلى 10 آلاف جندي في المنطقة.
وفقاً للمسودة فإن إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة ودول أخرى ستنشئ أيضاً آلية مراقبة وإنفاذ خلال هذه الفترة، لحل النزاعات والتعامل مع الانتهاكات المزعومة.
التزام أميركي
قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن الولايات المتحدة وافقت على إعطاء إسرائيل خطاباً يتضمن التزاماً أميركياً بدعم العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان في حالة وجود انتهاكات للاتفاق أو تهديدات من “حزب الله” لا يعالجها الجيش اللبناني أو “اليونيفيل”.
ميقاتي بعد محادثات مع هوكشتاين: نأمل إعلان هدنة في لبنان خلال “ساعات”
“اندبندنت عربية” تنشر مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان
تسوية لبنانية بشروط إسرائيلية وقيود نتنياهو لإنهاء الحرب
ملامح اتفاق لوقف الحرب في لبنان… فهل تفعلها أميركا قبل الانتخابات؟
ويقول مشروع الرسالة إن الولايات المتحدة ملتزمة بتعيين ضابط عسكري أميركي كبير ومسؤول كبير في الأمن القومي الأميركي، لرئاسة آلية المراقبة.
ويشير أيضاً إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل ستتقاسمان المعلومات الاستخبارية في شأن الانتهاكات المشتبه بها، بما في ذلك انضمام أعضاء “حزب الله” إلى الجيش اللبناني.
وفقاً لمسودة الرسالة، فإن الولايات المتحدة “تعترف” بأن إسرائيل قد تختار التحرك ضد الانتهاكات إذا فشل الجيش اللبناني و”اليونيفيل” في القيام بذلك.
وتريد الولايات المتحدة أن تنص الرسالة على أنها ستستشير في أية ضربة إسرائيلية في لبنان وأن الهجوم سيتجنب وقوع إصابات بين المدنيين إلى أقصى حد ممكن، وفقاً لمسودة الرسالة.
وفقاً لمسودة الرسالة، فإن الرحلات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان ستكون لأغراض الاستخبارات فقط “ولن تكون مرئية للعين المجردة إلى الحد الممكن” ولن تخترق حاجز الصوت.
“شروط مناسبة”
من ناحية أخرى أكد الأمين العام الجديد لـ”حزب الله” نعيم قاسم أمس الأربعاء أن الحزب قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل، على رغم الضربات التي طاولته وأنه مستعد لوقف إطلاق نار لكن بشروط يراها “مناسبة”.
وكثفت إسرائيل، التي تخوض حرباً ضد “حزب الله” منذ سبتمبر (أيلول) في لبنان، القصف أمس الأربعاء على معاقل الحزب، مستهدفة إضافة إلى جنوب البلاد مدينة بعلبك وقرى محيطة بها في الشرق.
ليلاً أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 11 شخصاً في غارات شنتها إسرائيل على بلدات سحمر (شرق)، و19 آخرين، بينهم ثماني نساء، في ضربات إسرائيلية على منطقة بعلبك في شرق لبنان.
وأدت غارة على محافظة النبطية في جنوب لبنان إلى مقتل نائب قائد قوة الرضوان التابعة لـ”حزب الله” مصطفى أحمد شحادة، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وأفاد الجيش في بيان بأن شحادة كان يدير عمليات الرضوان في سوريا، ويشرف على “هجمات إرهابية في جنوب لبنان”.
وخسر “حزب الله” عدداً كبيراً من قياداته العسكرية بغارات إسرائيلية، بينهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله الذي اغتيل بغارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في الـ27 من سبتمبر.
ملء الفراغات
وأكد الأمين العام الجديد للحزب نعيم قاسم أمس الأربعاء في كلمة مسجلة هي الأولى له بعد إعلان انتخابه أول من أمس الثلاثاء خلفاً لنصرالله، الاستمرار في “تنفيذ خطة الحرب” التي وضعها سلفه.
وأعلن أن الحزب بدأ “يستعيد وضعه بملء الفراغات ووضع قيادات بديلة”، بعد الضربات “المؤلمة” التي تلقاها منذ منتصف سبتمبر.
وأكد أن الحزب المدعوم من إيران يقاتل إسرائيل دفاعاً عن الأراضي اللبنانية ولا يقاتل “نيابة عن أحد”، ولفت إلى أن “حزب الله” قادر على الاستمرار في الحرب ضد إسرائيل “لأيام وأسابيع وأشهر”.
لكنه أكد أيضاً أن “حزب الله” مستعد لوقف إطلاق نار مع إسرائيل لكن بشروط يراها “مناسبة”، وأضاف أنه “إلى الآن كل الحراك السياسي” لم يفض إلى “نتيجة، لأنه لم يطرح مشروع توافق عليه إسرائيل ويمكن أن نناقشه”.