
ما جرى في بروكسل يمكن اعتباره خطوة أولى، لكنها ضرورية ومحورية لتجديد الأمل في الوصول إلى مؤتمر سوري. الاجتماع لم يكن فقط منصة لتبادل الأفكار، بل كان أيضاً إشارة واضحة بأن هناك أطرافاً متعددة مستعدة للبحث عن حلول وسط وتجاوز بعض الخلافات، على الرغم من التعقيدات والمصاعب.
في هذه المرحلة، تظهر أهمية الاستفادة من الزخم الذي أوجده المؤتمر، بحيث يُبنى عليه من خلال توسيع دائرة الحوار ليشمل أطرافاً أخرى ويُفعّل بشكل أوسع داخل وخارج سوريا. ومن خلال تحفيز الجهود الإصلاحية في الداخل، ودفع الفئات المختلفة للانخراط في هذا المسار، يمكن لتلك الأصوات أن تكتسب زخماً أكبر وتصبح قادرة على التأثير.
لكن، تظل التحديات قائمة، خاصةً في ظل الاختلافات العميقة حول أسس الحل السياسي وأهدافه. فتحقيق تغيير حقيقي ومستدام يحتاج إلى استمرار الحوارات، واستعداد جميع الأطراف للالتزام بالعمل على أرضية مشتركة، ولو في حدها الأدنى، بما يخدم مصالح الشعب السوري ويكسر الجمود الحالي.
أتفق تمامًا، فالزخم الذي أوجده مؤتمر بروكسل يمكن أن يكون نقطة انطلاق لإعادة تشكيل مسار سياسي سوري مختلف، يعتمد على الحوار وتنوع الأراء. إذا استُثمرت نتائج المؤتمر بشكل صحيح، فيمكن لهذه الخطوة أن تمهد الطريق نحو تعاون أوسع، ليس فقط بين الأطراف المشاركة فيه، بل أيضاً مع جميع الجهات الفاعلة التي تهمها رؤية سوريا أكثر استقرارًا.
تكمن إحدى أهم الفوائد المحتملة للمؤتمر في قدرته على تقديم نموذج لحوارات تتجاوز الانقسامات الأفقية والعمودية، مما قد يشجع على إطلاق مبادرات أخرى تعزز ثقافة الحوار وتعيد الأمل للسوريين بأن الحل ليس مستحيلًا. إشراك الفئات المختلفة، خاصة تلك التي لم تكن جزءًا من الحوارات السياسية التقليدية، يمكن أن يُحدث فرقًا ملموسًا في المشهد العام ويضيف تنوعًا ضروريًا للرؤى المطروحة.
ولكن كما ذكرت، تظل العقبات كبيرة، حيث أن التفاوت في الرؤى والأهداف يجعل من الصعب الوصول إلى توافق شامل. لذا، قد تكون المرحلة المقبلة أكثر تعقيدًا، وتتطلب استعدادًا لتقديم تنازلات والعمل بتدرج. تحقيق تغيير ملموس يحتاج إلى التزام الأطراف الفاعلة، والتعاون على أرضية مشتركة تهدف إلى مصلحة الشعب السوري وتطلعاته.