ملخص
تخصب طهران حالياً اليورانيوم إلى درجة نقاء انشطارية تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من نسبة 90 في المئة تقريباً اللازمة لصنع قنبلة ذرية.

قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أمس الأربعاء إنه قد يزور العاصمة الإيرانية طهران خلال الأيام المقبلة لبحث برنامجها النووي المثير للجدل، وإنه يتوقع العمل بصورة تعاونية مع الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وكان غروسي ذكر في وقت سابق أنه يأمل في زيارة طهران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في إطار سعيه إلى حل عدد من المسائل العالقة منذ فترة طويلة، التي أثرت في علاقات إيران مع الوكالة وقوى غربية.

وذكر في مؤتمر صحافي في روما بعد فعالية للطاقة النووية، رداً على سؤال بخصوص رحلته إلى العاصمة الإيرانية “قد (أزور طهران) في غضون أيام قليلة، لا يزال يتعين علينا تأكيد الموعد بالضبط لكن الزيارة مؤكدة”.

ومن دون تأكيد ذلك، رحب مسؤولون إيرانيون بزيارة غروسي قائلين إن طهران مستعدة للتعاون مع الوكالة لحل القضايا العالقة، من دون تقديم تفاصيل.

وتشمل تلك القضايا منع طهران لخبراء في تخصيب اليورانيوم من الانضمام لفرق التفتيش التابعة للوكالة في البلاد، وإحجامها لسنوات عن تفسير آثار اليورانيوم التي عثر عليها في مواقع غير معلنة.

وكثفت إيران نشاطها النووي منذ عام 2019 بعد انسحاب الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب من اتفاق عام 2015 الذي توصلت إليه إيران مع القوى العالمية ووضعت بموجبه قيوداً على أنشطة التخصيب، وأعاد ترمب فرض العقوبات الأميركية الصارمة على طهران.

وتخصب طهران حالياً اليورانيوم إلى درجة نقاء انشطارية تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من نسبة 90 في المئة تقريباً اللازمة لصنع قنبلة ذرية. ووفقاً لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لدى إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج نحو أربع قنابل نووية، إذا زادت درجة النقاء.

وتنفي إيران منذ فترة طويلة أي طموحات لصنع قنبلة نووية وتقول إن أنشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم مخصصة لاستخدامات الطاقة المدنية فقط.

ولا يزال من غير الواضح كيف سيقرر ترمب، الذي أعلن فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، التعامل مع إيران خلال فترته الرئاسية الثانية. وفي تجمع انتخابي أول من أمس الثلاثاء قال إنه يريد أن تكون إيران “دولة ناجحة للغاية”، لكن “لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية”.

قبل الانتخابات الأميركية كانت هناك دلائل على أن طهران مستعدة لإعادة التواصل مع الأطراف الأوروبية في اتفاق 2015، وكذلك الولايات المتحدة، لإيجاد سبيل لإحياء المحادثات على أمل تخفيف العقوبات الأميركية.

لكن السياق الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط صار أكثر قتامة ولم يسمح بأية انفراجة دبلوماسية منذ أن هاجمت حركة “حماس” المتحالفة مع إيران جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، مما عجل بحرب غزة، وأيضاً مع زيادة طهران دعمها العسكري للحرب الروسية في أوكرانيا.