ملخص
يعتزم رئيسا القوتين العظميين، شي وبايدن، الاجتماع على هامش هذه القمة السبت، في لقائهما الثالث. وسيتوجهان بعد ذلك إلى قمة مجموعة الـ20 في البرازيل الأسبوع المقبل.
وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى البيرو الخميس للمشاركة في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) التي سيلتقي على هامشها نظيره الأميركي جو بايدن، وسط أجواء من الغموض مع عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2025.
وحطت الطائرة التي تقل الرئيس الصيني قرابة الساعة 13:00 (18:00 توقيت غرينتش) في قاعدة عسكرية قرب عاصمة البيرو.
ووصل بايدن في وقت لاحق من اليوم نفسه إلى ليما حيث تنعقد قمة منظمة التعاون الاقتصادي التي تجمع 21 دولة تمثل 60 في المئة من إجمالي الناتج المحلي العالمي، والتي افتتحت الخميس باجتماع وزاري مغلق.
وصل الزعيم الأميركي قبيل الساعة 18:00 (23:00 بتوقيت غرينتش) إلى قاعدة عسكرية قرب العاصمة البيروفية. وسيجتمع رؤساء الدول أو الحكومات بدورهم يومي الجمعة والسبت.
لقاء ثالث
ويعتزم رئيسا القوتين العظميين، شي وبايدن، الاجتماع على هامش هذه القمة السبت، في لقائهما الثالث. وسيتوجهان بعد ذلك إلى قمة مجموعة الـ20 في البرازيل الأسبوع المقبل.
وسيسلم الديمقراطي بايدن (81 سنة) السلطة في يناير إلى الجمهوري ترمب، الفائز في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، الذي اختار ضمن فريق إدارته المقبلة التي بدأ بتشكيلها شخصيات تعرف بمواقفها المتشددة حيال بكين.
وأفادت مسؤولة أميركية رفيعة المستوى بأن الرئيس المنتهية ولايته “سينتهز الفرصة لاستعراض الجهود المبذولة لإدارة المنافسة على نحو مسؤول”.
وأكدت أنه “على رغم خلافات عميقة”، مضت أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم “قدماً في مجالات عدة ذات مصلحة عامة”، مشيرة إلى تحسين التواصل العسكري ومكافحة الاتجار بالمخدرات الاصطناعية.
وشهدت ولاية بايدن توترات شديدة مع بكين من جهة وجهوداً حثيثة للإبقاء على الحوار بين البلدين من جهة أخرى.
وتطغى على القمة التي يشارك فيها قادة دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ مخاوف من تجدد التوترات التجارية العالمية خلال فترة رئاسة ترمب.
ووعد ترمب خلال حملته الانتخابية بالدفاع عن الصناعة الأميركية، مهدداً بفرض رسوم جمركية تراوح ما بين 10 و20 في المئة على كل المنتجات المستوردة، وتصل إلى 60 في المئة على الواردات الصينية.
ويعاني العملاق الآسيوي، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أزمة عقارية وركوداً في الاستهلاك، وقد يتفاقم وضعه مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
وقال رئيس قسم الجغرافيا السياسية والسياسة الخارجية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره في واشنطن فيكتور تشا “أعتقد أن الموضوع الوحيد الذي سيتحدث عنه زعماء أبيك ومجموعة الـ20 يتمحور حول الزعيم العالمي الوحيد الذي ليس هناك، وهو دونالد ترمب”.
وأكد خلال مؤتمر صحافي عقد هذا الأسبوع في واشنطن أن المناقشات ستركز على ما يمكن “أن نتوقعه من إدارة ترمب المستقبلية في ما يتعلق بالتجارة والتحالفات وقضايا أخرى”.
ويشارك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس في الاجتماع الوزاري إلى جانب الممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي. وتهدف مشاركتهما إلى تسليط الضوء على التزام الولايات المتحدة دعم النمو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مواجهة المنافسة الصينية.
ميناء شانكاي
وعلى هامش القمة، افتتح الرئيس الصيني الخميس مع نظيرته دينا بولوارتي ميناء شانكاي العملاق الجديد في شمال ليما، أول ميناء ممول من الصين في أميركا الجنوبية. وسيضم الميناء في نهاية المطاف 15 رصيفاً.
ويجسد الميناء الذي بلغت كلفته 3.5 مليار دولار النفوذ المتزايد للعملاق الآسيوي في أميركا اللاتينية، التي كانت تُعتبر سابقاً ضمن نطاق نفوذ الولايات المتحدة.
وفي مقال نشر الخميس في صحيفة “إل بيروانو” الرسمية، قال الرئيس الصيني شي جينبينغ إنه مستعد مع البيرو “للترويج لنهج فعلي قائم على تعدد الأطراف ولعالم متعدد الأقطاب متكافئ ومنظم ولعولمة اقتصادية تنفع وتشمل الجميع”.
وخلال هذه الدورة الـ31 للقمة، تعتزم البيرو تسليط الضوء على مواضيع التجارة والاستثمار والابتكار والرقمنة، فضلاً عن النمو المستدام. وتهدف منظمة “أبيك” التي أنشئت عام 1989 إلى تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون والاستثمار في منطقة المحيط الهادئ.
وتضم المنظمة دولاً مثل اليابان وكوريا الجنوبية وإندونيسيا وتشيلي وكندا وأستراليا والمكسيك وروسيا.
ويلتقي بايدن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا والرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول الجمعة خلال اجتماع ثلاثي مع اثنين من حلفائه الرئيسين في آسيا.
ويغيب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن القمة. كما لن تحضرها الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم، إذ لم تعترف بلادها بحكومة دينا بولوارتي منذ إطاحة الرئيس اليساري بيدرو كاستيو عام 2022.
وينتشر أكثر من 13 ألف عنصر شرطة في العاصمة ليما التي تضم 10 ملايين نسمة، لتعزيز الأمن أثناء القمة، تزامناً مع تنظيم احتجاجات للتنديد بتزايد عمليات الابتزاز والقتل المرتبطة بالجريمة المنظمة في البلاد.