ملخص
قالت وزارة الصحة اللبنانية إن خمسة أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على أحد الأحياء بوسط بيروت مساء الإثنين، وهو اليوم الثاني على التوالي الذي تقصف فيه إسرائيل هدفاً داخل العاصمة حيث تواصل حملتها على “حزب الله”.
على وقع التصعيد العسكري المستمر في لبنان، شن الجيش الإسرائيلي في وقت مبكر اليوم الثلاثاء غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت من دون إنذار مسبق للسكان بالإخلاء.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الغارة استهدفت مبنى في منطقة الشياح متحدثة عن وقوع إصابات.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” إن مسيرة إسرائيلية أغارت فجر اليوم على مبنى مؤلف من أربع طبقات في منطقة الشياح – شارع المصبغة ودمرته، مشيرة إلى وقوع عدد كبير من الإصابات، كما أن عدداً من الأشخاص عالقون تحت الركام.
المقترح الأميركي
في المسار الدبلوماسي، قال مسؤول لبناني كبير، أمس الإثنين، إن لبنان و”حزب الله” وافقا على مقترح أميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مع بعض التعليقات على المضمون ووصف الجهود بأنها الأكثر جدية حتى الآن لإنهاء القتال.
وقال مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري علي حسن خليل لوكالة “رويترز” إن لبنان سلم رده المكتوب إلى السفيرة الأميركية في لبنان وإن مبعوث البيت الأبيض آموس هوكشتاين في طريقه إلى بيروت لمواصلة المحادثات.
ولم يصدر بعد تعليق من إسرائيل. ووافقت جماعة “حزب الله” على أن يتولى بري التفاوض بشأن وقف إطلاق النار.
وقال خليل “لبنان سلم ملاحظاته على الورقة بأجواء إيجابية”، رافضاً الخوض في مزيد من التفاصيل. وأضاف “كل الملاحظات التي قدمناها هي تأكيد على الالتزام الدقيق بالقرار 1701 بكل مندرجاته”.
وكان يشير إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرباً سابقة بين “حزب الله” وإسرائيل في عام 2006.
وتنص شروطه على ألا يكون لـ”حزب الله” أي وجود مسلح في المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية الإسرائيلية ونهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً شمالي الحدود.
وقال خليل إن نجاح هذه المبادرة يتوقف الآن على إسرائيل، مضيفاً أنه “إذا الإسرائيلي لا يريد الحل بيقدر يعمل (100) مشكلة”.
وتقول إسرائيل منذ فترة طويلة إن القرار 1701 لم يُنفذ تنفيذاً صحيحاً بسبب وجود عناصر “حزب الله” وأسلحته على الحدود. ويتهم لبنان إسرائيل بارتكاب انتهاكات، منها تحليق طائرات حربية في مجاله الجوي.
وقال خليل إن إسرائيل تحاول التفاوض “تحت النار للضغط علينا”، في إشارة الى تصعيد قصفها على بيروت والضاحية الجنوبية معقل “حزب الله”، لكنه أضاف “هذا لن يؤثر على موقفنا ولن يغير من قناعاتنا”.
“هجوم” على نقاط عسكرية في تل أبيب
من جانبه، قال “حزب الله” مساء الإثنين إنه شن هجوماً بمسيرات انقضاضية على أهداف عسكرية في تل أبيب، في حين أفاد جهاز الإسعاف الإسرائيلي بإصابة خمسة أشخاص في ضواحي المدينة. وجاء في بيان لـ “حزب الله” أنه شن “هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية على نقاط عسكرية حساسة – سيتم الإعلان عنها لاحقاً – في مدينة تل أبيب”.
وأصيب خمسة أشخاص ليل الإثنين في ضواحي تل أبيب، بينهم امرأة جروحها خطرة، بعد هجوم صاروخي من لبنان، وفق ما أفاد جهاز الإسعاف والجيش الإسرائيلي.
في وقت سابق دوت صفارات الإنذار في تل أبيب ومدن عدة في وسط إسرائيل، تحذيراً من هجوم جوي، وفق الجيش. وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه “اعترض مقذوفاً (…) أطلق من لبنان”.
وأضاف على لسان المتحدث باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي “بعد فحص أجرته قوات الأمن في ساحة السقوط في رمات غان يتبيّن أن الحديث عن سقوط أجزاء من الصاروخ نتيجة عملية الاعتراض”. وتابع “من التحقيق الأولي لأنظمة الدفاع الجوي يتّضح أن صاروخ الاعتراض أصاب صاروخ أرض-أرض تم إطلاقه من لبنان في ارتفاع عال وتمكن من تحطيمه لعدة أجزاء”.
وأوضح “نتيجة عملية الاعتراض، سقط جزء من الصاروخ وأصاب الأرض وأسفر عن إصابات وأضرار”. وكان متحدث باسم جهاز الإطفاء الإسرائيلي أفاد بمقتل امرأة بعد سقوط صاروخ الإثنين في شفاعمرو في الشمال الإسرائيلي الذي يستهدفه “حزب الله” اللبناني منذ أكثر من عام.
ووفق الجيش الإسرائيلي، أطلق “حزب الله” نحو مئة مقذوف من لبنان على شمال إسرائيل الإثنين، في حين يواصل سلاح الجو التابع له استهداف بيروت.
استهداف العاصمة
من جانبها، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن خمسة أشخاص قُتلوا في غارة جوية إسرائيلية على أحد الأحياء بوسط بيروت مساء الإثنين، وهو اليوم الثاني على التوالي الذي تقصف فيه إسرائيل هدفاً داخل العاصمة حيث تواصل حملتها على “حزب الله”.
وشوهد دخان يتصاعد من موقع الضربة في حي زقاق البلاط الواقع على بعد مسافة قصيرة من منطقة بوسط بيروت يوجد بها مقر الحكومة اللبنانية. وأضافت وزارة الصحة أن 24 شخصاً آخرين أصيبوا في الهجوم.
وكثفت إسرائيل قصفها لأهداف في العاصمة اللبنانية وفي محيطها خلال الأسبوع الماضي، وهو تصعيد تزامن مع مؤشرات على تحرك في الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.