ترتدي التطورات المتسارعة على جبهة حلب، خطورة كبيرة تفاقم من مشهد الفوضى التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة. وانهيار تفاهمات بوتين-أردوغان مؤشر إلى عودة سوريا ساحة رئيسية للصراع بين القوى الإقليمية والدولية.
يحمل الهجوم الواسع لـ”هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً) على حلب وأرياف إدلب، دلالات خطيرة على سوريا والإقليم. هذا الهجوم هو الأوسع نطاقاً منذ أنشئت مناطق “خفض التصعيد” بتفاهمات بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين. يأتي الهجوم الذي يهزّ التفاهمات المذكورة، في وقت أخفقت كل المساعي التي بذلتها روسيا وإيران لعقد قمة بين أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد. أي أن قلب المعادلات في جبهة ريف حلب هو ترجمة فعلية لانسداد الأفق السياسي بين دمشق وأنقرة، بعدما رفض الأسد لقاء أردوغان قبل تعهّد تركي بالانسحاب من الأراضي السورية. ومن غير الممكن أن تشن “هيئة تحرير الشام” والفصائل السورية المتحالفة معها هجوماً بهذا الحجم، من دون ضوء أخضر تركي. وتعاني العلاقات التركية-الروسية بدورها توتراً في المدة الأخيرة، في ظل اتفاقات التعاون العسكري التي أبرمتها أنقرة مع كييف، والتي …