واشنطن – نورث برس
قال عبدالله حايك، وهو باحث في معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، إن الحرب في غزة والاستهداف المستمر عقبها ضد القوات الأميركية في سوريا، لن يدفع الجيش الأميركي إلى الخروج بل تثبيت وجوده والرد على أي اعتداءات لمنع إيران من الهيمنة على سوريا من خلال الميليشيات التي تدعمها.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط توترات أمنية عقب التصعيد في غزة، بسبب تعرض قواعد أميركية في سوريا والعراق والبحر الأحمر، لاستهدافات يقول البنتاغون إن جماعات موالية لإيران تقف وراءها.
وحذّر حايك في تصريح خاص لنورث برس، من تحول “حركة أبناء الجزيرة والفرات” إلى ذراع إيرانية أخرى تفتح الباب على فصل جديد من الصراع والتصعيد في سوريا.
وأواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، تعرضت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شرقي دير الزور لهجمات قالت “قسد” إنها من قبل مجموعات مسلحة تديرها دمشق وطهران، وقبلها حذرت الولايات المتحدة من مخطط إيراني وروسي وسوري لإخراجها من البلاد.
تنتشر القوات الأميركية في قواعد بشرقي سوريا، وقاعدة “التنف” جنوبيها، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وخاضت مع قوات سوريا الديمقراطية معارك لسنوات تكللت جهودهما المشتركة بالقضاء على السيطرة الجغرافية للتنظيم المتطرف في سوريا.
وظهرت “حركة أبناء الجزيرة والفرات” عقب الأحداث بدير الزور مباشرة، يقودها إبراهيم الهفل من شيوخ قبيلة العكيدات، والذي برز اسمه من خلال التجييش والدعوة لقتال “قسد”.
وقالت دمشق إنها حركة لمحاربة “قسد” و”قوات الاحتلال الأميركي”، وفي تصريح سابق بأيلول/ سبتمبر الماضي، أبدى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، دعمه لهذه الحركة.
وأشار الباحث في معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” إلى “الطموح الكبير الذي تمتلكه إيران بالتوسع في سوريا من خلال ميليشيات وجماعات مسلحة سنية وليس فقط شيعية يمكن أن تقاتل وتعمل لصالح إيران الأمر الذي قاد إلى تشكيل ما يعرف بحركة أبناء الجزيرة والفرات”.
وأضاف حايك أنه منذ عام 2017 “بدأت جهود نظام الأسد وبعض المجاميع المسلحة في شرقي سوريا بالتظافر لمقاتلة قسد واستهداف الوجود الأميركي في المنطقة من خلال الدعم الإيراني، والاستثمار في تأجيج الفتن المناطقية والقومية في المنطقة ضد الولايات المتحدة”.
وقال الباحث إن الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا تنذر بمرحلة سيئة خاصة في حال تفاقمت التهديدات التي تشكلها إيران وميليشياتها للقوات الأميركية المتواجدة في المنطقة إبان الحرب في غزة.