Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • مليون حلم يؤكّد الواقعة… منذر مصري…..المصدر:ضفة ثالثة
  • أدب وفن

مليون حلم يؤكّد الواقعة… منذر مصري…..المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر ديسمبر 3, 2024

 

1- المقدمة الحائرة:

ثلاث مقالات أو أربع ضمن هذا الكتاب كانت تصلح أن تكون مقدّمة لكتابي “سورية بلدي كما خالديّة أمي”، المعدّ للصدور في صيغته النهائيّة عن دار الأرض الواسعة في إسطنبول. حتّى إنّي في البروفة قبل الأخيرة، كنت قد أخرجت المقالة بالعنوان نفسه، من السياق الزمني الذي التزمت به في تسلسل المقالات، ووضعتها كما فعلت بعنوانها كمقدمة للكتاب بكامله، لكنّي بعدها عدلت عن ذلك إلى عكسه تمامًا ووضعتها في آخر الكتاب، كما سترون، لأنّها ربما تصلح أكثر ما تصلح أن تكون خاتمة للكتاب كلّه. وكذلك مقالات مثل “أنا وهمنجويه والمقص”، و”كمطعون يخطّ اسم قاتله بدمه”، وأيضًا “غرفة نوم الثقافة وصالون السياسة”، كلّ منها، ومن زوايا مختلفة، تصلح لأن تستخدم كتعريف بي. فلطالما وجّهت لي تهمة الذاتيّة والشخصانيّة في كلّ كتاباتي، الشعريّة وغير الشعريّة. إلّا أنّي وجدت أنّه لا مهرب لي من تنكّب كتابة مقدّمة موضوعيّة ما أمكنني! تركّز على الكتاب بالذات وتعمل على تحديد وتبيان بعض النقاط التي يمكن أن تثار حوله.

2- عناوين مزدحمة:

أعترف أنّه لولا قليل، لأسميت الكتاب “بدون عنوان”. معلنًا هزيمتي أمام تلك المشكلة التي تعترضني دائمًا، كما تعترض الجميع، في انتقاء عناوين مجموعاتي الشعريّة، فما بالك بكتاب لا جامع له سوى أنّه ليس شعرًا. وفيما يلي بعض العناوين التي كاد أن يسمّى الكتاب بها، والأسباب التي جعلتني أستبعدها، ووفي المقابل الأسباب التي أدّت لاختياري عنوان: “سورية بلدي كما خالديّة أمّي”. آملًا أن يساهم هذا العرض في توضيح الفرضيّة التي قامت عليها فكرة الكتاب وظروفه وغايته:

– “وطن يكسر الظهر”: العنوان الذي اختاره الناشر من عدّة عناوين “وطن يثقل القلب- وطن يثقل الكاهل- وطن…” كنت قد أرسلتها له لآخذ رأيه. غير أنّي غضضت النظر عنه بسبب شبهه بعناوين محمد الماغوط!

– “وطن على حبل الغسيل”: لم يستسغه أحد، فهموه على أنّه يطابق القول الشائع: “نشر الغسيل الوسخ”. مع أنّي أراه عكس ذلك تمامًا، فالغسيل الذي ينشر على الحبل يكون بعد غسله نظيفًا! وكثيرًا ما شعرت وأنا أرى القمصان والسراويل والألبسة الداخليّة البيضاء والملونة منشورة على حبال الغسيل في الصور التي تتناقل للأحياء العربيّة في لندن وباريس وستوكهولم، بأنّها أعلام أوطان تخفق على الشرفات.

-“غرفة نوم الثقافة وصالون السياسة”: وهو يعبّر عن جوّ الكتاب لحدّ بعيد وجوّ المرحلة الزمنيّة الانتقاليّة التي كتب بها. خاصة وأنّه ينطلق من غرفة النوم ويصل إلى الصالون ولكنّه لا يتعداه إلى الشارع الذي كان أحد الخطوط الحمر بالنسبة للنظام في سورية. إلّا أنّ الصديق ي. ح. ص قال لي: “جميل، منذر، ولكنّه ليس عنوانًا”.

– “حياة طوارئ”: ما يرد داخل الكتاب تفسيرًا لهذه الحالة، هو أنّ لا دليل ثابتًا على حياتنا، لا علاقة له البتّة مع ما أحببت أن يوحي به عندما استخدمه كعنوان للكتاب بكامله. وذلك لزعمي أنّ كلمة “طوارئ” ستوحي بأنّه مستمدّ من فكرة أنّنا نحن السوريين نحيا تحت أحكام قانون الطوارئ منذ عام 1963. إلّا أنّ هذا على أهميته ليس أساسيًّا لديّ. وذلك على رأي صديقي محمد رعدون، الرئيس السابق للمنظمة العربيّة لحقوق الإنسان، بأنّه لو أنّ قانون الطوارئ يطبّق أصولًا، حسب مقتضياته وكما تنصّ مواده، لما استمرّ لليوم! ولكنّه، مثله مثل بقيّة القوانين، يطبق حسب الظروف والمصالح.

– “الصراط غير المستقيم- من الأدب إلى السياسة”: عنوان مسودة الكتاب. ثمّ عنوان “عجبوا أن جاءهم منذر…”، كلاهما له احتكاك، وإن باتّجاهين متعاكسين، مع الدين. وليس للكتاب علاقة بشيء كهذا. كما إنّ “… جاءهم منذر”، فيه قدر من الادّعاء ما لا يصحّ أن أتلبّسه.

– “الملفّ”: مستعيدًا صورة تلك الإضبارة السميكة على مكتب أحد ضباط الأمن، التي تأملتها طويلًا خلال تلبيتي لدعوة أحد الفروع قبل سفري إلى بيروت لإجراء مقابلة تلفزيونيّة في برنامج “قريب جدًا” على قناة الحرّة، عام 2006. وكانت نتيجتها أنّي لم أسافر رغم عدم ممانعتهم. إلّا أنّ الكلمة أول ما توحي به هو ملف الجريمة أو الدعوى الجنائيّة.

 

 

– (سورية بلدي كما خالديّة أمّي): وهكذا… بعد أن اعتمدته مرّة، ثمّ أبعدته مرّات عديدة لا أدري لماذا، مجرّبًا كلّ ما خطر لي من عناوين، تلك التي أتحايل بها لأبدو شجاعًا، وتلك التي لا تثير حفيظة أحد، وتلك التي يمكن أن تحوز على إعجاب الآخرين، وتلك التي تعبّر عن الكتاب بأفضل وجه، ولكنّها غير مستساغة!، عدت إلى “سورية بلدي كما خالديّة أمّي”. عنوان المقالة التي كتبتها، بادئ ذي بدء، كردّة فعل شخصي على الشكوك التي تثار حول مواقفي المستقلّة ورأيي المختلف، والاتهامات بالخيانة والعمالة المباشرة وغير المباشرة التي كانت وما زالت توجّه لي ولأمثالي غير المنضوين تحت لافتاتهم وشعاراتهم. الأمر الذي بقدر ما نالني منه أذى عميق، بقدر ما رفضت أن أزوغ ولو بالتفاتة عمّا تعنيه بلدي لي، أو أتنازل عن ذرة عاطفة من حبّي وتعلقي بها. لا بل تبدّى لي، ولأول مرّة في حياتي، أنّي واحد من أولئك الذين لم يضعوا كلّ شيء جانبًا، طوال هذه السنوات العشر ويرموا بأنفسهم في هذه اللجّة، مخاطرين تقريبًا بكلّ شيء، لا لغاية، سوى أنّهم يريدون أن يثبتوا لأنفسهم، قبل غيرهم، أنّ سورية وطنهم أيضًا. الآن، وليس في المقالة التي تبلغ 2800 كلمة، والتي هرفت فيها عن كلّ شيء، يتكشّف أمام عينيّ، أنّ الأمر كلّه، أستطيع أن أصفه، بأنّه نزاع على ملكيّة، نزاع على حقّ، على أنّ سورية وطني أنا أيضًا، وأنّه لا وطن لي سواها!

3- الخصوصيّة:

مشكلة انتقاء أيّ من المقالات التي كتبتها خلال هذه السنوات السبع يستحسن أن أضّمها للكتاب وأيّ منها سأبقيه في درج النسيان للأبد. فلا أظنّ أنّه سيتاح لي فرصة أخرى كهذه لنشرها. ما اتّفقت عليه مع ناشر الكتاب، هو الاقتصار على كتاباتي المتعلّقة بالشأن العام، المقالات التي في دائرة اهتمام أكبّر نسبة من القراء. أمّا مقالاتي في خانة الأدب والشعر، فإنّه قد يتاح لنا نشرها في كتاب آخر. ولكنّ مقالاتي في الشأن العام، كما ذكرت، أقرب إلى عرائض فقر الحال، إلى بيانات ذاتيّة، تحويل الذات إلى موضوع. فأنا لا أستطيع أن أكتب شيئًا إلّا بتشخيصيّة زائدة. مرّة عندما كتبت أرثي بوعلي، شبّهني صديق بذلك الرجل الذي يعلن عن محله على ورقة عزاء والده المتوفّى. كما لاحظ صديق آخر أنّي أذكر اسمي أربع مرّات في مقالة “كمطعون يخطّ اسم قاتله بدمه”، فكان ردّي: “لا… ثلاث مرّات فقط. اسمي ككاتب المقالة غير محسوب… يا زلمة”. ليست فقط من مقالات كتبتها عني: “سورية بلدي كما خالديّة أمي”، و”أنا وهمنجويه والمقص”، تتأتّى خصوصيتي. بل إنّ مقالات كتبتها عن الآخرين مثل “خبر عاجل… شعبان عبود أنا خائف”، قال عنها الناشط الحقوقي عصام خوري إنّها أفضل مقال كتب عن الخوف في سورية، و”سورية غير مستعدّة بعد لأحمد عائشة”، و”إغلاق سوق الأيديولوجيا”، تدعم وتثبّت ما أدّعيه من خصوصيّة. فأنا من البداية إلى النهاية شاعر، وهذه حقيقة رغم محاولة البعض التشكيك فيها، والشعراء جميعهم نرجسيون، أناويون، مهما تنكّروا!

وهكذا لا يمكن، مهما بلغت درجة الإلغاء، استبعاد الشعري عن كتابي هذا. إبعاد منذر، الشاعر المشعور المختل الشعور، كما كان أبي يمازحني، عن منذر المتنطع للكتابة في الشأن العام. مع أنّي يومًا لم أكتب وأنا أفكر فيما إذا كان ما أكتبه شأنًا عامًا أم خاصًا؟ ليس في لغتي وأسلوبي في الكتابة فحسب، بل أيضًا من الزاوية التي أنظر منها إلى أيّ شيء ينصبّ فيه اهتمامي: “أطلقوا سراح شاعر تنتظره قصائده”، و”الحاجة إلى الحضانة والسيرك والأدب”، و”السياسة وآثارها الموحلة في ثلاثة كتب أدبيّة”… كلّها ترسم الصراط غير المستقيم الذي مضيت عليه مترنّحًا من حافة الثقافة إلى حافة السياسة، حيث تبقى “خديعتي دومًا، أنا دومًا، كما أنا دومًا”، منذر ذاته، الشاعر ذاته، نرجس ذاته، ولكنّه هذه المرّة يحاول جاهدًا أن يرى قفا رأسه على صفحة بحيرة الزجاج المظلمة.

4- الراهنيّة:

هذا كتاب يتعلّق بالأمور الراهنة. “مقالات تحت وفوق السياسة”، كما اتّفق الكثيرون على توصيفها، ولا شيء أكثر راهنيّة من السياسة. أنظروا إلى السياسيين، لا يأتمنون لسماء صافية، ولا يستظلّون بجذع شجرة. ولكنّي كنت دائمًا منحازًا لصفّ الراهن. حتّى في شعري، معروف عنّي شاعرًا حسّيًّا أكثر من أيّ شيء، ولا شيء يزيد السياسة راهنيّة وتقلّبًا أكثر من الأحاسيس والعواطف، تلك التي ولدت وأنا منغمس بها: “إذا وعدت، فصدقُ غرائزي هو كلُّ ما أعِدُ به”. كنت أجيب من يسألني عن شرعيّة القصيدة النثر التي أكتبها، إذا كان لا بدّ من أب وأمّ شرعيين لهذه القصيدة فهما “هنا والآن”. “الأشياء والأحداث والناس”، “الأحاسيس والخواطر” “العابر والزائل”، هي مادّة القصيدة الجديدة ورهانها في آن، وذلك في مواجهة، الجوهري والأبدي والخالد.

“”تستطيع أن تشمّ رائحة الخوف في كلّ كلمة يكتبها السوريون”، “من يكتب ولا يخاف ليس سوريًا”، “ماذا تكتب يا ابني” كانت أم سمير قصير السوريّة تسأله خائفة. نعم سمعت أناسًا يردّدون هذه الكلمات مرارًا وتكرارًا، وأنا، رغم عموميتها، أصدّقها!”

“قبل الحرب، الحرب، بعد الحرب”، المقالة الأولى في الكتاب، وهي ليست فقط راهنة بل يبدو وكأنّه قد انتهت مدّة صلاحيتها. لن أشير إلى “احتفاء بحقّ الموت العربي” الجزء الأخير منها، فسوق الموت مفتوحة ليل نهار عند العرب، بل إلى “ابق حيًّا”، فعندما اتصلت بي الشاعرة هالا محمد، قبل ساعات، من الغزو الأميركي للعراق، قائلة: “أعدّ ملفًّا عن الحرب لصحيفة الحياة، ليس سياسيًّا ولا أدبيًّا، كلمات تريد أن تقولها للناس في العراق”، لم أجد وقتها سوى هاتين الكلمتين: “ابق حيًّا”. لم تكن صيحة أمر، من أين لي السلطان؟ بل صيحة رجاء. وأكثر ما أخشاه في حياتي الباقية، هو أن أصيحها، الكلمات نفسها… لأبني!

أمّا “ليس سهلًا إسقاط التمثال”، فما زالت التماثيل منتصبة بكلّ شموخ في ساحات التحرير العربيّة، علمًا أنّه لا تحرير قد حصل! نعم، مقالات راهنة عن مواضيع وأحداث راهنة في فترة راهنة، ولكنّها في ذات الوقت مواضيع وأحداث فترة قد ترهن وإلى زمن لا أحد يدري نهايته، مصيرنا النهائي.

5- تشاكل سورية ولبنان:

أنا ابن رجل ولد في طرابلس من أب مسلم وأم مسيحيّة لبنانيين. وظلّ يسافر بنا إلى طرابلس كلّ سنة مرّة أو مرّتين، ليقبض مستحقّاته من أوقاف أهله، حتّى وفاة أمي 1978، بعدها راح يصحب عائلته الجديدة، وبقي يتحدّث باللهجة الطرابلسيّة حتّى وفاته عام 2003. وكان في نفس الوقت قوميًّا سوريًّا، يردّد أمامي أنّه لا يوجد بلد اسمه لبنان، وإنّ طرابلس وبيروت سوريتان أكثر من حلب! ثمّ حدث وكنت أحد عناصر الكتيبة العسكرية التي دخلت لبنان من بوابة العريضة الحدوديّة وحطّت في مطار القليعات شمال طرابلس، خلال مدّة خدمتي الاحتياطيّة سنة 1976. وأنّي في 1978 كدت أفقد حياتي على الطريق النازل من إهدن إلى بيروت، ولم يخرج الجيش السوري من لبنان إلّا في 2005، بعد أن قضى مدة من الزمن تقارب المدّة التي قضاها لبنان من تاريخ استقلاله حتى دخول السوريين إليه. وأنّه منذ عام 2000، إلى يومنا هذا 30/11/2010، وجدنا، نحن الكتّاب السوريين المستقلّين، في الصحف ودور النشر اللبنانيّة الملاذ الأقرب لنشارك بآرائنا وأفكارنا في الحوار الدائر حول التغيير في بلدنا والإصلاح الشامل المنشود. الأمر الذي تعامل معه اللبنانيون بمنظور المصلحة المتبادلة، بينما اشتبهت فئة من السوريين بكونه ارتباطًا بطرف معيّن في لبنان، وكالت لنا اللعنات. وقد تبيّن في النهاية مقدار قصر نظر الأطراف كافّة، للأسف.

 

 

كما ينبغي الّا أفوّت ذكر، أنّه في عام 1997 أصدرت لي “دار رياض الريس” مختاراتي الشعرية الأولى: “مزهرية على هيئة قبضة يد”، بعد 18 سنة من إصدار وزارة الثقافة السورية مجموعتي الأولى “بشر وتواريخ وأمكنة”، و8 سنوات من إصدار ومصادرة مجموعتي الثانية “داكن” من قبل الوزارة نفسها، مما وضعني كشاعر قيد الطي والنسيان والعدم طوال هذا الزمن! ثمّ بعد “مزهرية… ” تابعت دار الريس إصدار مجموعتي “الشاي ليس بطيئًا” عام 2004، و”من الصعب أن أبتكر صيفًا” عام 2008. كيف إذن لن يتشاكل معي، عمومًا وخصوصًا، السوري واللبناني؟

6- السقف:

عندما نشرت صحيفة “السفير”: “بالإذن من أخي اللبناني… مزارع شبعا سورية” في 1/4/2005، بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب بخمس سنوات تمامًا، لم يكن هناك مواطن سوري واحد، خارج السلطة، يبدي رأيه، كتابة أو حتّى شفاهية، بعائديّة المزارع! أو ما إذا كان يوافق أو لا يوافق على اقتطاعها من سورية وضمها للبنان. بينما ليس من مواطن لبناني إلّا وكان له رأي في الموضوع. فيجيء شاعر، آخر من يتوقّع منه أحد أن يدلي بدلوه في أمر كهذا، ويقول إنّ مزارع شبعا، وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، جزء من الأراضي السوريّة. وقد سمح للمقال بدخول سورية، ولم يسألني أحد، لليوم، كيف تقول شيئًا كهذا بينما يعلن أكبر المسؤولين السوريين العكس تمامًا. وقتها كان يردّد أنّ سقف الممنوعات والخطوط الحمر كان قد تم رفعه قليلًا، أي أنّ النظام السوري كان يغضّ النظر عن كتابات كهذه، مشغولًا بقضايا أشدّ خطورة. ولكن بعد ذلك عمّم النظام، عن طريق الاستدعاءات الأمنيّة، الخطوط الحمر، الخمسة، الستة، السبعة، للناشطين والكتاب السوريين (الجيش/ الرئاسة/ الشارع/ الجامعات/ حزب البعث/ الأديان/ الاتصال بالخارج). محدّدًا السقف الذي يسمح للسوريين كافة بالعمل وفقًا به، والذي وصفه ميشيل كيلو حينها مازحًا، بأنّه من انخفاضه يكاد لا يسمح حتّى بالزحف تحته. وأحسب أنّ هذه الخطوط الحمر ما زالت قائمة، وأنّ السقف كاد تقريبًا ينطبق على الأرض، انطباق فكّ التمساح الفوقي على فكه التحتي، فما بالي إذن أعود وأصدر هذه المقالات مجموعة في كتاب. ما بالي أعيد نشر “السيناريوهات الثلاثة المتخيلة لنهاية الأبديّة” أيّ طيش هذا؟ أيّ تعشّم أن ينظر إليها اليوم بذات غضّ النظر، بذات الإهمال، بذات المفهوم على أنّ النظام السوري لا يحاسب أحدًا، صدّق أو لا تصدّق! على ما يكتب إلّا في حال مخالفته للقوانين.

7- الخوف:

“تستطيع أن تشمّ رائحة الخوف في كلّ كلمة يكتبها السوريون”، “من يكتب ولا يخاف ليس سوريًا”، “ماذا تكتب يا ابني” كانت أم سمير قصير السوريّة تسأله خائفة. نعم سمعت أناسًا يردّدون هذه الكلمات مرارًا وتكرارًا، وأنا، رغم عموميتها، أصدّقها! ولا أخجل من أن أقول: “أحياها”. فكيف إذن لم يمنعني هذا من كتابة ما كتبت؟ سأحاول الإجابة عن هذا التساؤل بعدّة نقاط: 1- أحرص ألّا أتجاوز هذه الخطوط الحمر، منتبهًا أشدّ الانتباه، إلى احتمال تحوّلها أثناء الكتابة، إلى الأزرق أو الأصفر أو الأخضر الخادع! 2- أواجه خوفًا بخوف. أو، على نحو أدق، أضع خوفًا محدّدًا خاصًا، بمواجهة خوف عام مجهول، ربّما يكون مصدر خوف أكبر. 3- انتشرت يومًا شائعة أنّ هناك لائحة بـ200 اسم ناشط سوري قيد الاعتقال. قال لي صديق له باع: “لا تقلق، منذر، لست على هذا المستوى من الخطورة”!

8- ماذا تريد حقيقة أكثر من حلم:

لا أدري بعد كلّ هذا، ما إذا باستطاعة مقدّمة، مهما بلغ تحايلها، تبرير جمع مقالات لا جامع لها، ضمن دفّتي كتاب لا يعرف له صنف، سوى أنّه شهادة غير مترابطة لسوري يسرد كلّ صباح الحلم الذي رآه ليلة البارحة. من هذا الحلم المركب، غير المترابط، إلّا بكونه أقرب إلى حلم جماعي، تكتسب هذه الشهادة غير الواثقة، المتردّدة، الخائفة، أهميتها، واستحقاقها لأن يدلى بها وتسمع. من صعودي إلى ذات المنصّة، ووقوفي بجانب آخرين يدلون بشهاداتهم بأنّهم أيضًا حلموا الحلم ذاته، وإن بوقائع أخرى وأشخاص آخرين. ليصير لدينا أكثر من مليون حلم يؤكّد الواقعة ذاتها! فماذا يريدون أكثر؟

 

Continue Reading

Previous: زيغمونت باومان: ما نفع المثقفين اليوم؟ ضفة ثالثة- خاص…ترجمة وتقديم: إسكندر حبش….المصدر:العربي الجديد
Next: بعد لبنان الدور على سوريا: “تطبيع” الأسد وانسحاب إيران…. منير الربيع….المصدر:موقع المدن

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

“لماذا الحرب؟” كتاب البحث عن أجوبة مستحيلة…سناء عبد العزيز……المصدر: اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • أدب وفن

الأنماط الثقافية للعنف: كيف أضحى البشر رهائن للأيديولوجيا؟…موسى برهومة……المصدر: اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • أدب وفن

هواجس عن الصدمة الجماليّة…. فدوى العبود……..المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 13, 2025

Recent Posts

  • مستشار الحركة الملكية الدستورية لرووداو: الانقلابيون قرروا مسبقاً قتل العائلة المالكة فجر 14 تموز 1958…المصدر:رووداو ديجيتال
  • عضو بوفد إمرالي لرووداو: عملية إلقاء PKK السلاح ستستغرق 4 أشهر،،،،المصدر:رووداو ديجيتال
  • الشيوعي الأسدي الستاليني…رحيل عمار بكداش يفتح دفاتر “الرفاق” السوريين…. محمد حجيري..المصدر:المدن
  • هجمات بمسيّرات قرب مطار أربيل وحقل نفطي في شمال العراق أربيل المصدر:الشرق الأوسط
  • الدكتور محمد نور الدين  · «الكردستاني» يسلّم سلاحه: انفتاح «باب القرن التركي»..المصدر:صفحة الكاتب

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • مستشار الحركة الملكية الدستورية لرووداو: الانقلابيون قرروا مسبقاً قتل العائلة المالكة فجر 14 تموز 1958…المصدر:رووداو ديجيتال
  • عضو بوفد إمرالي لرووداو: عملية إلقاء PKK السلاح ستستغرق 4 أشهر،،،،المصدر:رووداو ديجيتال
  • الشيوعي الأسدي الستاليني…رحيل عمار بكداش يفتح دفاتر “الرفاق” السوريين…. محمد حجيري..المصدر:المدن
  • هجمات بمسيّرات قرب مطار أربيل وحقل نفطي في شمال العراق أربيل المصدر:الشرق الأوسط
  • الدكتور محمد نور الدين  · «الكردستاني» يسلّم سلاحه: انفتاح «باب القرن التركي»..المصدر:صفحة الكاتب

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

مستشار الحركة الملكية الدستورية لرووداو: الانقلابيون قرروا مسبقاً قتل العائلة المالكة فجر 14 تموز 1958…المصدر:رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • حوارات

عضو بوفد إمرالي لرووداو: عملية إلقاء PKK السلاح ستستغرق 4 أشهر،،،،المصدر:رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 15, 2025
  • مقالات رأي

الشيوعي الأسدي الستاليني…رحيل عمار بكداش يفتح دفاتر “الرفاق” السوريين…. محمد حجيري..المصدر:المدن

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • الأخبار

هجمات بمسيّرات قرب مطار أربيل وحقل نفطي في شمال العراق أربيل المصدر:الشرق الأوسط

khalil المحرر يوليو 14, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.