قال ضابط كبير مساء اليوم الجمعة لوكالة رويترز ان “المعارضة السورية المسلحة دخلت الأحياء الرئيسية في حمص وتقوم بعمليات تمشيط”، في حين أعلنت القيادة العامة للجيش السوري تعزيز خطوط انتشار القوات بريف دمشق والمناطق الجنوبية منعا لوقوع أي حوادث.
واشار الضابط الى أن “قادة بالجيش والأمن السوري يغادرون مطار الشعيرات في حمص على متن طائرات هليكوبتر باتجاه الساحل”.
وقال سكان لرويترز اليوم السبت إنهم رأوا أفراد الأمن بمقر الأمن الرئيسي داخل مدينة حمص السورية يفرون على متن دراجات نارية.
الى ذلك، أعلنت السلطات السورية السبت إقامة “طوق أمني وعسكري قوي” في محيط دمشق، مع إعلان فصائل معارضة استعدادها لـ”تطويق” دمشق، في حين نفت الرئاسة السورية اليوم السبت أن يكون الرئيس بشار الأسد قد غادر دمشق، مؤكدة أنه “يتابع عمله” منها.
ميدانيا، اقتربت فصائل المعارضة السورية من دمشق السبت وبدأت في “تنفيذ المرحلة الأخيرة من تطويق العاصمة دمشق”، وفق القيادي في الفصائل المعارِضة حسن عبد الغني الذي أكد أن مقاتليه باتوا على مسافة أقل من 20 كلم من المدخل الجنوبي للعاصمة السورية.
وفي بيان بعنوان “إلى إخواني الثوار الأحرار” نشرته قيادة الفصائل على تطبيق تليغرام، قال أبو محمّد الجولاني الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي أحمد الشرع بدلا من لقبه العسكري: “وإني أعزم عليكم ألا تهدروا رصاصة واحدة إلا في صدور أعدائكم، فدمشق تنتظركم”.
وكان أكد الجمعة في حديث لشبكة سي ان ان الإخبارية الأميركية أن هدف الفصائل المعارضة هو “إسقاط نظام” الأسد.
وقال وزير الداخلية السوري محمد الرحمون السبت خلال جولة في العاصمة: “أطمئن المواطنين أن هناك طوقا قويا جدا، أمنيا وعسكريا، على الأطراف البعيدة لدمشق وريف دمشق”، مضيفا أنه “لا يمكن لأي كان، لا هم ولا مشغليهم ولا داعميهم أن يخترقوا هذا الخط الدفاعي الذي تقوم به القوات المسلحة”.
“فرحتنا لا توصف”
في حماة التي دخلتها فصائل معارضة السبت، أفاد مصور وكالة فرانس برس بأن سكانا أضرموا النار في صورة عملاقة للرئيس بشار الأسد عند واجهة أحد فنادق المدينة.
وكانت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) وفصائل متحالفة معها بدأت في 27 تشرين الثاني (نوفمبر)، هجوما على القوات الحكومية انطلاقا من محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وتمكّنت من السيطرة على مناطق واسعة أبرزها حلب (شمال) ثاني كبرى مدن البلاد، وواصلت التقدم لتسيطر على حماة (وسط)، وتقترب من مدينة حمص (وسط).
والسبت أصبحت الفصائل عند مداخل حمص، وفق المرصد السوري، والذي أفاد أيضا بمقتل سبعة مدنيين جراء قصف وغارات سورية وروسية على بلدات في محيط مدينة حمص.
“عدم الانزلاق إلى الفوضى”
وتراجعت القوات الحكومية السورية بشكل كبير وغير متوقع خلال الأيام الماضية في الميدان. وخسرت الحكومة السبت سيطرتها على محافظة درعا بعد سيطرة مقاتلين من فصائل معارضة على مدينة رئيسية، حسبما أفاد المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنّ “مقاتلين محليين سيطروا على مدينة الصنمين، غداة سيطرتهم على مدينة درعا، بعد انسحاب قوات النظام منها”.
في وقت سابق السبت، سيطرت فصائل مسلحة معارضة سورية على مدينة القنيطرة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، على بعد نحو 12 كيلومترا جنوب حضر، بحسب المرصد.
وسمحت السلطات العراقية بدخول “مئات” الجنود السوريين “الفارّين من الجبهة” إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي.
وقبيل الإعلان عن سيطرة الفصائل على درعا، أشار الجيش السوري إلى أنه سيعيد الانتشار في هذه المحافظة وفي محافظة السويداء المجاورة وقال الجيش في بيان السبت إن قواته “بدأت باستعادة زمام الأمور في محافظتي حمص وحماة في مواجهة التنظيمات الإرهابية”.
العراق
وسمحت السلطات العراقية بدخول “مئات” الجنود السوريين “الفارّين من الجبهة” إلى العراق عن طريق معبر القائم الحدودي، على ما أفاد مصدران أمنيان وكالة فرانس برس السبت.
وقال مسؤول أمني عراقي إن “عدد الجنود السوريين الذين دخلوا العراق بلغ ألفين بين ضابط وجندي”، لافتا إلى أن “دخولهم جاء بالاتفاق مع +قوات سوريا الديموقراطية+ (قسد) وبموافقة القائد العام للقوات المسلحة” رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وأشار مسؤول آخر إلى أن من بين هؤلاء “الفارّين من الجبهة (…) جرحى نقلوا إلى مستشفى القائم لتلقي العلاج”.
القنيطرة
كما أخلى الجيش السوري السبت مواقعه في محافظة القنيطرة عند الحدود مع إسرائيل، وفق المرصد السوري، لتنضم الى مناطق أمست خارج سيطرة السلطات في غضون أيام إثر هجوم غير مسبوق للفصائل المعارضة.
وقال عبد الرحمن إن “قوات النظام أخلت مواقع ونقاطا عسكرية وأمنية، بينما غادر العاملون في المؤسسات الحكومية، لتصبح المحافظة الواقعة عند الحدود مع إسرائيل خالية لأول مرة من الجيش السوري”.
وقال رئيس هيئة الأركان الاسرائيلي هيرتسي هاليفي مساء اليوم من الحدود السورية: “نترقب لنرى أن فصائل المعارضة السورية لن تتجه إلينا … لدينا ردود هجومية ودفاعية قوية جدًا”.
“غير مقبول”
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن السبت على هامش منتدى الدوحة للحوار السياسي إلى “الهدوء وتجنب سفك الدماء وحماية المدنيين بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي”، وحضّ أيضا على “بدء عملية تؤدي إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري”.
وأفاد المرصد السوري بسقوط 826 قتيلا، بينهم 111 مدنيا منذ بدء هجوم الفصائل. وأشار إلى أن 222 مقاتلا بالإجمال قضوا منذ الثلاثاء بمحيط حماة.
كما نزح 370 ألف شخص، حسب الأمم المتحدة التي حذّرت من أن هذا العدد قد يرتفع إلى 1,5 مليون.
اتصالات سياسية
في الدوحة حيث اجتمع وزراء خارجية تركيا هاكان فيدان الذي تدعم بلاده الفصائل المعارضة، وروسيا سيرغي لافروف وإيران عباس عراقجي، دعا المجتمعون إلى “حوار سياسي”.
وقال لافروف على هامش منتدى الدوحة في قطر: “من غير المقبول السماح لجماعة إرهابية بالسيطرة على الأراضي في انتهاك للاتفاقيات القائمة، بدءا من قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2254 (الصادر في العام 2015) والذي أكد بقوة سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدتها”.