وانضم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى قائمة طويلة من الزعماء الذين أطيح بهم، بعدما فرّ من سوريا في وقت مبكر من يوم الأحد الماضي ولجأ إلى روسيا، حيث منحه الرئيس فلاديمير بوتين حق اللجوء.
وقالت تقارير غربية إن عائلة بشار الأسد اشترت ما لا يقل عن 20 شقة في موسكو بقيمة تزيد عن 30 مليون جنيه إسترليني في السنوات الأخيرة، ما يوضح مكانة روسيا كملاذ آمن لها.
في ما يأتي قائمة من زعماء سبقوه.
الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي
وقبل الاسد، هرب بن علي، رئيس تونس القوي السابق، إلى السعودية مع عائلته في كانون الثاني (يناير) 2011، بعد شهر من بدء احتجاجات الربيع العربي.
حُكم عليه غيابيًا بالسجن 35 عامًا بتهمة ارتكاب جرائم اقتصادية. وفي بيان صدر عام 2016، اعترف بأن نظامه ارتكب “أخطاء وتجاوزات وانتهاكات”.
وباعت تونس الفيلا الخاصة به والمئات من ممتلكاته الأخرى والشركات والسيارات والدراجات النارية واليخوت. ولكن يعتقد أنه احتفظ بالمليارات التي تم تحويلها إلى حسابات مصرفية خارجية على مدى عقود. وتوفي بن علي في جدة بالسعودية في أيلول (سبتمبر) 2019.
غوتابايا راجاباكسا من سريلانكا
شغل غوتابايا راجاباكسا منصب الرئيس السابع لسريلانكا من تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 حتى استقالته في تموز (يوليو) 2022. وهو أحد أفراد عائلة راجاباكسا النافذة، وقد انتُخب في فترة من عدم الاستقرار السياسي.
وفي فترة رئاسته، واجهت سريلانكا لتحديات اقتصادية حادة، بما في ذلك التضخم ونقص السلع الأساسية والدين العام. أدى تعامل حكومته مع الأزمة، بما في ذلك السياسات الاقتصادية المثيرة للجدل، إلى احتجاجات واسعة النطاق.
وفي تموز (يوليو) 2022، وفي أعقاب مظاهرات ضخمة، فر راجاباكسا من البلاد، أولاً إلى جزر المالديف ثم إلى سنغافورة. واستقال بعد فترة وجيزة.
بوتفليقة من الجزائر
حكم عبد العزيز بوتفليقة الجزائر منذ عام 1999 حتى استقالته في 2019. وخلال ولاياته الطويلة سجلت الجزائر تحسنًا اقتصاديًا نسبيًا بعد فترة الحرب الأهلية. لكنه واجه انتقادات واسعة بسبب القضايا المتعلقة بالفساد، وتراجع الإصلاحات الديموقراطية، وتحكمه في السلطة لعدة ولايات متتالية. في عام 2014، أُعيد انتخابه لفترة رابعة رغم تدهور حالته الصحية، مما أثار تساؤلات حول قدرته على إدارة البلاد.
في 2019، قرر بوتفليقة الترشح لفترة خامسة، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات الشعبية في شباط ( فبراير) مطالبة بتغيير النظام.
وتحت ضغط هذه الاحتجاجات التي سميت بـ”الحراك 2019″، اضطر بوتفليقة في نيسان (أبريل) 2019 إلى الاستقالة. توفي في أيلول (سبتمبر) 2021 عن عمر يناهز 84 عامًا.
عيدي أمين “رئيس أوغندا مدى الحياة”
وجد عيدي أمين، رئيس أوغندا المستبد، ملاذاً في الشرق الأوسط بعد الإطاحة به في عام 1979. فقد فرّ أولاً إلى ليبيا (مع زوجاته الأربع والعديد من عشيقاته الثلاثين وحوالي 20 من أبنائه)، حيث استقبله معمر القذافي.
أقام أمين فيما بعد في السعودية، حيث عاش حياة متواضعة من الطبقة المتوسطة إلى أن توفي في عام 2003.
شاه ايران
كان الشاه محمد رضا بهلوي آخر ملوك إيران، بعما حكم من عام 1941 حتى الإطاحة به عام 1979. تميزت فترة حكمه بجهود التحديث، بما في ذلك التنمية الاقتصادية والإصلاحات الاجتماعية، ولكن أيضاً زيادة الاستبداد.
واجه حكمه معارضة متزايدة بسبب القمع السياسي والفساد والنفوذ الغربي.
وفي عام 1979، في خضم الثورة الإيرانية، فرّ من إيران وعاش في المنفى، وتوفي في مصر بسبب السرطان عام 1980.
حسين حبري من تشاد
استمتع الدكتاتور التشادي السابق حسين حبري بحياة الرفاهية لعقود في السنغال.
فبعد وصوله إلى السلطة في انقلاب عام 1982، قاد حبري إدارة مارست التعذيب والقتل السياسي. وأدار نظامه شبكة من السجون حيث لقي 40,000 شخص حتفهم، واتُهم بالاغتصاب واستعباد النساء.
أُطيح بحبري، الذي يُطلق عليه أحيانًا “بينوشيه أفريقيا”، في عام 1990، ويقال إنه ترك تشاد بمبلغ 11 مليون دولار، لكن نفيه الباذخ لم يكن نعمة منقذة. أدين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في عام 2016 بعد محاكمة تاريخية، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة وتوفي بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد في عام 2021.
جان كلود دوفالييه من هايتي
عندما فرّ الدكتاتور الهايتي جان كلود دوفالييه في عام 1986 – بعد 15 عامًا في السلطة اتسمت بالنهب والتعذيب والقتل على نطاق واسع – سافر إلى فرنسا حاملاً معه أمتعة من ماركة “لويس فيتون” وملايين الدولارات في البنوك السويسرية، وكان ينوي المرور فقط. ولكن بعد أن رفضت عدة دول استقباله، استقر في قصر خارج باريس وفيلا على شاطئ الريفييرا الفرنسي، حيث عُرف عنه أنه كان يتجول في سيارات فارهة.
وبعد طلاق دوفالييه وزوجته في أوائل التسعينيات، اتخذ منفاه منحى آخر. وبحلول عام 1994، ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن “سياراته الفارهة وحياته السريعة استبدلت بسيارة سيدان صغيرة وعزلة”. وانتهى به الأمر في نهاية المطاف في شقة مكونة من غرفتي نوم، بتمويل من أنصاره المخلصين.
وعاد دوفالييه إلى هايتي في عام 2011، أي قبل ثلاث سنوات من وفاته، وألقي القبض عليه بتهمة الاختلاس وجرائم أخرى لكنه استمر في العيش في فندق راقٍ في بورت أو برنس.
سينغمان ري من كوريا الجنوبية
صعد أول رئيس لكوريا الجنوبية، سينغمان ري، إلى السلطة بدعم من الحكومة الأميركية، لكن إدارته لم تكن مثالاً ساطعًا للديموقراطية. كرئيس من عام 1948 إلى 1960، قام ري بتطهير الجمعية الوطنية من الأعضاء المعارضين له وأشرف على عمليات قمع دموية.
عندما أدت الاحتجاجات في عام 1960 إلى نهاية حكمه، لجأ ري إلى هاواي. وعاش في كوخ صغير يطل على المحيط الهادئ.
وقال مدير سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الكورية لوسائل الإعلام الكورية أثناء سرده لزيارته لري إنه وزوجته عانيا من أوقات عصيبة بسبب عدم وجود دخل. كان ري يتوق إلى العودة إلى كوريا لكنه توفي في المنفى عام 1965.
فرديناند ماركوس الفيليبيني
وأقنعت الولايات المتحدة فرديناند ماركوس بمغادرة الفيليبين وتجنب القمع الوحشي للمتظاهرين المحتجين على تزوير الانتخابات في عام 1986، مما سمح بانتقال سلمي إلى الحكم الديموقراطي.
كانت مكافأته حياة باذخة في هاواي، حيث أبهرت حفلات زوجته إيميلدا الفخمة السكان المحليين. وامتلك ماركوس سيارة ليموزين مصفحة من طراز “مرسيدس بنز 500 SEL”، وفقًا لوثائق المحكمة المتعلقة بممتلكاته.
عانى ماركوس من اعتلال الصحة وتوفي في المنفى في عام 1989. انتُخب ابنه، فرديناند ماركوس الابن، رئيسًا للفيليبين في عام 2022.
الشيخة حسينة من بنغلادش
فرت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة إلى الهند بعد الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة هذا الصيف والتي خلفت مئات القتلى. بدأت الاحتجاجات برفض الطلاب لنظام المحاصصة في الوظائف الحكومية، لكنها تحولت إلى رفض واسع النطاق لنظام حسينة الاستبدادي.
وكان من المتوقع أن تبقى حسينة في الهند لفترة قصيرة ولكنها الآن في البلاد منذ أشهر. واعتبارًا من تشرين الثاني، أفادت التقارير أنها تعيش في منطقة شديدة الحراسة في دلهي في منزل من طابق واحد يعمل كمنزل آمن، وفقًا لما ذكرته صحيفة “إنديا توداي”.