أجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، صباح اليوم الأربعاء، في دمشق، مباحثات مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. ويأتي هذا اللقاء غداة اجتماع الشرع مع وفد سعودي زار دمشق أمس الإثنين.
وفي تغريدة على حسابها على منصة “إكس”، أعلنت الخارجية الأردنية أن الصفدي “يجري الآن مباحثات موسعة مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع”، وضمّنت التغريدة صورا من اللقاء الذي يعتبر الأول من نوعه منذ إسقاط نظام بشار الأسد في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الماضي. وينتظر أن يلتقي الصفدي كذلك مسؤولين سوريين آخرين، بحسب بيان سابق للخارجية الأردنية.
ويترقب الأردن التطورات السياسية في سورية بحذر شديد بعد سقوط نظام بشار الأسد. ويلعب الموقع الجغرافي الحساس للأردن بالنسبة للجوار السوري العامل الأهم في العلاقة، إذ يبلغ طول الحدود الشمالية للأردن مع سورية حوالي 370 كيلومتراً، إضافة إلى ارتباطاته التاريخية والسياسية مع سورية، الأمر الذي يجعل الأردن يتابع الأحداث بقلق، خصوصاً في ظل انعكاساتها المحتملة على حدوده الشمالية وأمنه الداخلي، والجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
واستضاف الأردن، مطلع الأسبوع الماضي، اجتماعات عربية ودولية لبحث تطورات الأوضاع في سورية، حيث جرى التأكيد على دعم عملية انتقال سلمي جامعة، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، ورفض خرقها اتفاق فض الاشتباك لعام 1974. وأكدت الاجتماعات الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل العون والإسناد له، واحترام إرادته وخياراته، ودعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية – سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، بما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة.
وفد سعودي في دمشق
في غضون ذلك، التقى الشرع وفداً سعودياً برئاسة مستشار في الديوان الملكي، في قصر الشعب في دمشق. وقالت قناة “العربية” السعودية، مساء أمس الأحد، إن الشرع التقى في قصر الشعب في سوريا “وفداً سعودياً برئاسة مستشار في الديوان الملكي”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
والخميس، قال الشرع في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية إن الرياض “وضعت خططاً جريئة جداً ولديها رؤية تنموية نتطلع إليها أيضاً”. وأضاف: “ولا شك أن هناك تقاطعات كثيرة مع ما نصبو إليه، ويمكن أن نلتقي عندها، سواء من تعاون اقتصادي أو تنموي أو غير ذلك”.
ولم تتوقف التحركات الدبلوماسية في دمشق منذ سقوط الأسد، لاستيعاب تفاصيل المشهد الجديد وتصورات الحكام الجدد بشأن ما ستكون عليه سورية مستقبلاً. وبعد الأوروبيين والأميركيين ووفود دولية، عادت تركيا للقاء أحمد الشرع، قائد الإدارة السورية الجديدة، عبر وزير خارجيتها هاكان فيدان، فيما بدأت تلوح مؤشرات انعقاد المؤتمر الوطني السوري الذي يجري الترويج إلى أنه سيكون شاملاً وجامعاً، بهدف بلورة رؤية جامعة بشأن المرحلة الانتقالية والحالة الدستورية.
google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News