
تعزز الولايات المتحدة قوتها العسكرية في الشرق الأوسط لمنع انتشار الصراع بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، ولردع إيران عن التدخل مع تزايد المخاوف الدولية من حرب إقليمية أوسع نطاقاً.
ووصلت بالفعل حاملة الطائرات الأكبر في العالم “جيرالد فورد” إلى إسرائيل، ومن المقرر أن تنضم إليها حاملة طائرات أميركية ثانية في الأيام العشرة المقبلة.
وبينما يقول البيت الأبيض إنّه “لا توجد خطط أو نوايا” لاستخدامهما، فإن ذلك يعني أن القطع العسكرية الأميركية ستبقى لتقديم الدعم الجوي من أجل حماية مصالح الأمن القومي الأميركي إذا لزم الأمر. ولدى الولايات المتحدة أيضا عدة قواعد في الشرق الأوسط تضم قوات وطائرات مقاتلة وسفنا حربية.
وقال مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “يتم بذل كل الجهود لمنع تحول ما يجري إلى صراع إقليمي. إذا حدث ذلك، سوف يستنزف الموارد الأميركية بشكل كبير”. وأضاف “لا أريد التكهن بشأن المساعدة التي يمكن تقديمها إذا اندلع صراع أوسع نطاقا، هذه القرارات لم تُتخذ بعد”.
ووجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تصريحات بالقاهرة أمس الأحد بعد جولة دبلوماسية مكوكية لأيام في الشرق الأوسط، رسالة صريحة وتحذيرا ضمنيا لإيران خصم الولايات المتحدة قائلا: “عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل، فإننا سنحمي إسرائيل”.
وقال إن نشر مجموعتين من حاملات الطائرات “ليس لاستفزاز أحد، بل فقط لتوجيه رسالة ردع واضحة للغاية مفادها أنه لا ينبغي لأي كان أن يفعل أي شيء من شأنه توسيع هذا الصراع بأي شكل، أو يعزز العدوان على إسرائيل من أي اتجاه آخر”.
إيران تتوقع “عملا استباقيا”
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني اليوم الاثنين عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن من الممكن توقع قيام جبهة المقامة “بعمل استباقي” في الساعات المقبلة، مضيفا أنه لن يُسمح لإسرائيل باتخاذ أي إجراء في قطاع غزة دون مواجهة عواقب.
وقال عبد اللهيان للتلفزيون الرسمي: “قادة المقاومة لن يسمحوا للنظام الصهيوني بالقيام بأي عمل في غزة… كل الخيارات مطروحة ولا يمكن أن نكون غير مبالين بجرائم الحرب التي ترتكب ضد شعب غزة”.
مخاوف من “حزب الله”
وركزت الجهود الدبلوماسية الدولية على منع اتساع نطاق الصراع وبخاصة إلى لبنان.
وبينما قصفت إسرائيل غزة بشكل مكثف خلال الأسبوع الماضي وتستعد لهجوم بري، اشتبك الجيش الإسرائيلي أيضا على الحدود اللبنانية مع جماعة “حزب الله” المدججة بالسلاح والمدعومة من إيران في أكثر المواجهات إراقة للدماء منذ حرب بين الجانبين استمرت شهرا في عام 2006.
وردا على سؤال ما إذا كان من الممكن أن تقدم الولايات المتحدة دعما جويا في شمال إسرائيل، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي “لا توجد خطط أو نوايا في الوقت الحالي”.
وأضاف كيربي: “مع ذلك فإننا نتعامل مع مصالح أمننا القومي على محمل الجد ولدينا قوة عسكرية كافية في المنطقة لحماية هذه المصالح والدفاع عنها حسبما يقتضي الأمر”.
ولن يصدر أي قرار بشن عمل عسكري في الشرق الأوسط إلا من الرئيس الأميركي جو بايدن المنتمي للحزب الديموقراطي. وتحظى مثل هذه الخطوة بالفعل ببعض الدعم من الجمهوريين.
وقال السناتور لينزي جراهام، وهو صوت جمهوري مؤثر في شؤون الأمن القومي، أمس، إنّه سيقترح أن يأذن الكونغرس بشن هجوم أميركي على قطاع النفط الإيراني إذا “جرى فتح جبهة ثانية في شمال” إسرائيل.
وأضاف: “إذا حاول حزب الله شن هجوم كبير على إسرائيل، فيجب أن يدفع الإيرانيون ثمنا باهظا لذلك… أي تصعيد من جانب إيران – بإثارة حزب الله أو قتل الرهائن – يجب أن يضعها في مرمى النيران”.