منذ دخول الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الأبيض، وهو يحاول إخراج أميركا من منطقة الشرق الأوسط والتركيز على جنوب شرقي آسيا، لكن بعض من المراقبين يرون أن هذه السياسة أدت إلى تراجع نفوذ وتأثير الولايات المتحدة الأميركية في الساحة الدولية.
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، في تقرير لها، إن الواقع المؤسف لرئاسة جو بايدن هو الفشل في سياسة الردع منذ انسحاب واشنطن المتسرع من أفغانستان، وتحذيرات البيت الأبيض لم تمنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الهجوم على أوكرانيا، ولم تمنع أيضاً نحو 83 هجوماً شنتها الميليشيات المسلحة المرتبطة بالنظام الإيراني على القوات الأميركية وقواعدها.
وأما الآن فسنرى ما إذا كانت تحذيرات الإدارة الأميركية تمنع النظام الإيراني ومن خلال “حزب الله” وغيره من الميليشيات المرتبطة بطهران من إيجاد جبهة ثانية وثالثة ضد إسرائيل أم لا؟
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الأحد الماضي لشبكة (CBS) الأميركية إن الولايات المتحدة الأميركية، ومن خلال قنوات خاصة، حذرت طهران من تصعيد الحرب التي بدأتها حركة “حماس” بمهاجمتها إسرائيل، وبالتزامن مع هذا التحذير الأميركي للنظام الإيراني، أرسلت واشنطن مدمرة حربية متعددة المهمات إلى شرق البحر الأبيض المتوسط وطائرات حربية إلى منطقة الخليج العربي، وقال البنتاغون إن حاملة طائرات أخرى في طريقها إلى هناك.
ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال” فإنه على رغم هذه الأسلحة والمعدات العسكرية المرعبة فإن الردع يعتمد على ما إذا كان الجانب الآخر يعتقد أن الرئيس الأميركي على استعداد لاستخدامها ضده، وبالتالي فعندما يوجه تحذير معين من دون اتخاذ أي إجراء بعد الهجوم، فهذا يعني أن صدقية الولايات المتحدة وقدرتها على الردع فقدت بريقها.
وأضافت الصحيفة أن الخطوط الحمراء الذي وضعها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا كانت مشابهة للسياسة والنهج الحالي لإدارة جو بايدن.
وكتبت الصحيفة أنه لا يوجد أي سبب ألا يشكك المرشد الإيراني بعدم جدية إدارة بايدن وأن يأخذ تهديداتها على محمل الجد، لأن الولايات المتحدة ردت على أربعة فقط من أصل 83 هجوماً شنتها الميليشيات المسلحة التابعة للنظام الإيراني.
وإذا ما فشلت سياسة الردع الأميركية مرة أخرى، وإذا ما أراد جو بايدن أن يحافظ على صدقية أميركا، فلن يكون أمامه سوى خيار الرد العسكري، في الهجوم الذي شنته “حماس” قتل ما لا يقل عن 29 أميركياً وأسر عدد غير معروف من المواطنين الأميركيين في قطاع غزة.
وترى صحيفة “وول ستريت جورنال”، أنه أولى مهمات الرئيس هي حماية أرواح المواطنين الأميركيين، وإذا ما ماتوا في أسر حركة “حماس” فيجب عليه أيضاً أن يحمل إيران المسؤولية.
وتختم الصحيفة بالقول إنه يجب على مسؤولي طهران أن يفهموا أنهم معرضون للخطر أكثر من ميليشياتهم، وعليهم أن يعلموا أن منشآتهم النووية وآبارهم النفطية أيضاً في قائمة الأهداف التي قد تتعرض للهجوم، وإذا ما كانوا يعتقدون أن بايدن يخشى من اتساع نطاق الحرب فمن المرجح أن يشجعوا عليها، وعليه سيقتل عدد أكبر من الناس، بما في ذلك المواطنون الأميركيون.
نقلاً عن “اندبندنت فارسية”