اهالي صبورة الكرام..
مبروك لنا جميعا النصر : ولادة سورية الجديدة التي خلعت عنها نير الاستبداد والظلم، بجهود ابناءها الشرفاء على اختلاف مواقعهم وانتماءتهم…
بعد طول معاناة وقهر ها نحن جميعا نتلمس اجواء الحرية ونستنشق هواءها العليل والدليل واضح اننا نحتفل اليوم ونتحاور ونحاول ارساء خطوات جدية على طريق بناء سورية مدنية ديمقراطية يتساوى فيها الجميع ، بعيدا عن المحسوبيات والتطاول والاقصاء والفساد ولاجل خلق انسان جديد تميزه قيم التضامن الانساني والكرامة واحقية المواطنة والمساواة.
كانت حقبة قاسية غربتنا عن انفسنا وعن بعضنا، فما علينا الا ان نمد ايادينا لبعضنا البعض على امتداد هذا الوطن لخلق جسور المحبة والتعاون والمساعدة ومعرفة حقوقنا وواجبتنا ولينال كل منا دوره ومسؤوليته لنهضة هذا البلد، فبالحرية تكتمل دائرة العمل بالمبادرات والواجبات والمشاركات الجماعية.
لقد قدمت بلدتي مثلها مثل غيرها من المدن والبلدات التضحيات الجسام وعانى الكثير من خيرة ابناءها السجن والملاحقة والاقصاء والقهر لحوالي خمسين عاما، وكله كان على طريق مواجهة الاستبداد ودحره، وها وقد حل اليوم الذي ننتظره بتوق شديد، يوم الاطاحة بالطاغية ومنظومته الساقطة.
فكانت سورية الحرة سورية الجديدة.
ما المطلوب من ابناء صبورة اليوم..؟
مثلها مثل بلدنا الام سورية، هي تركة ثقيلة في حالة انهاك وانهيار تام، بل حتى واكثر، لهذا تنطرح امامها الكثير من التحديات والاستحقاقات الراهنة :
– هناك معطى جديد، انه فعل ثوري حقيقي، لقد تمت الاطاحة بسلطة سياسية قديمة قاهره وفاجرة، و احلال مكانها سلطة جديدة، وبالتالي اصبحنا امام سورية جديدة حرة، ويتطلب من الجميع التعامل والمشاركة والمساهمه النشطة، وهذا مدخل لا بد منه لتقوية الجديد ونسف القديم وكل آثاره.
– يتوجب على ابناء بلدتي الكرام المبادرة لتحمل المسؤوليات والعمل على نسف العقلية الاقصائية والمخابراتية ( ثقافة الاستباحه والتفرد) التي تحيك الدسائس وتفرق ابناء البيت الواحد بحجج واهيه وقد استحوذت على روحها ومقدراتها، وكل هذا لا يمت بصلة لا للوطن ولا للمواطن. لقد استحكم بالبلدة على مدى عقود افراد وشلل وزمر ومجموعات انتهازية خطيرة مدعومة استأثرت بكل شيء وتحكمت بمصيرها وجرتها الى التهلكه، ومن هنا سيكون المدخل للعدالة والمحاسبة.
– المناخ الجديد، الحرية، يحفزنا على ارساء قيم جديدة وآليات وقواعد جديدة منطلقها الاساسي ايماننا بقدرات وامكانيات ابناء بلدتي، فكلنا متساوون ولا احد بقادر على اقصاء الآخر، او ابعاده، فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع، بهدف استعادة وجهها المشرق والطبيعي.
– لذا ما علينا الا العمل الدؤوب لتوسيع دائرة الحوارات والنقاشات والاصغاء لمختلف وجهات النظر ومهما كانت بغاية المشاركة والنهوض بوعينا ومسؤلياتنا وبما يخدم واقع البلدة ومستقبلها.
– ويدفعنا ايضا نحو المزيد من التعاون والمشاركة والقيام باعمال تطوعية ومبادرات انسانية، جوهرها خلق فضاءات آمنة وموجبات تمكن المجتمعات الاهلية وتزيد من تماسكها،( مبادرات جدية وعاجلة لنزع المخاوف التي تتربص بالمجتمع الاهلي والاضاءة على اهمية تزليلها وكشفها وبالتالي التغلب عليها، في محاولة لايجاد متطلبات تعافيه).
– المسارعة للعمل من اجل اختيار شخصيات او انتخابهم شرط ان يكونوا على درجة عالية من الكفاءة والخبرة والثقة والنزاهه كممثلين للمجتمع الاهلي، يكون لهم حضورهم قولا وفعلا، يتحدثون باسمه ويسهرون على تأمين متطلباته وخدماته وأمنه وسلامته.
– لا بد من فتح صفحة جديدة مع الجوار سلمية والقرى المجاورة والبدو، الهدف منها نسج وبناء علاقات جديدة وواضحة بعيدا عن العنتريات والاستزلام والفوقية والتعدي، مع عدم نسيان ما حدث سابقا من ممارسات واعمال مدانه بحق الجوار وخاصة البدو، ولابد من الاعتذار وجبر خواطر الناس بما يخدم عودة البلدة الى جادة الصواب، فالاجواء الجديدة يجب ان تفرض علينا جميعا آليات مغايرة جديدة عنوانها الصراحه وتحميل المسؤوليات والاعتذار والتسامح والمحاسبة.