نشر “المرصد السوري لحقوق الإنسان” تقريراً يكشف “معاناة آلاف العائلات السورية وسط حالة من القلق والخوف على مصير أبنائها من ضباط وعناصر سابقين في قوات النظام السوري المعتقلين لدى إدارة العمليات العسكرية، وسط غياب أي معلومات رسمية عن أوضاعهم”، فيما تؤكد “المعلومات تعرض العديد منهم للتعذيب وسوء المعاملة في السجون”.
ووفقاً لمصادر “المرصد السوري”، فإنّ “نحو 9 آلاف عنصر وضابط من قوات النظام، بينهم نحو 2000 فروا إلى العراق بعد انهيار النظام في 8 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حيث كانوا بنتشرون في نقاط ضمن بادية حمص ودير الزور والحسكة، وتمت إعادتهم لاحقاً بالتنسيق بين الحكومة العراقية وإدارة العمليات العسكرية السورية، والبقية تم اعتقالهم على حواجز أو خلال مداهمات قامت بها إدارة العمليات العسكرية، ليجدوا أنفسهم في السجون منها سجون عدرا وحماة المركزي وحارم بريف إدلب”.
وكشف مقطع فيديو، نشره “المرصد السوري” التعذيب الذي تعرّض له أحد المعتقلين، ويُدعى حازم علي العجي، وهو من قرية عين الكروم بريف حماة الغربي، وكان متطوّعاً في قوات النظام السوري.
وبحسب ما ورد في تقرير “المرصد السوري”، فإنّ “الشاب كان ضمن مجموعة من العناصر الفارين من بادية دير الزور باتجاه العراق، وبعد إعادتهم إلى سوريا صودرت هواتفهم المحمولة، ولم يعد لديهم أي وسيلة للتواصل مع ذويهم”.
يضيف تقرير “المرصد”، أنّ “رسائل وصلت خلال الساعات الماضية عبّرت عن خوف الأهالي من تعرّض أبنائهم للتعذيب أو الإعدام، خاصة بعد مشاهدة التعذيب الذي تعرّض له العجي”.
كما أكد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أنّ “أحد نشطائه في المنطقة تعرّف على العجي من خلال الفيديو، مما يؤكد تعرض بعض المعتقلين لانتهاكات جسيمة داخل السجون”.
ولا تزال إدارة العمليات العسكرية في سوريا تلتزم الصمت بشأن مصير هؤلاء العناصر والضباط.
كما ناشد “المرصد السوري” “الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية، والجهات المعنية، التدخل للكشف عن مصير هؤلاء المعتقلين، وضمان السماح لذويهم بالتواصل معهم عبر الصليب الأحمر”، داعياً إلى “محاسبة المتورطين في عمليات التعذيب والانتهاكات الجسدية، التي تُعَدّ خرقاً صارخاً لكل المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان”.